وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بلير في بيت لحم: مفاوضات جدية وتحسين اوضاع الفلسطينيين السبيل للسلام

نشر بتاريخ: 07/05/2009 ( آخر تحديث: 07/05/2009 الساعة: 21:07 )
بيت لحم- معا- قال مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الاوسط طوني بلير خلال زيارته اليوم الخميس مدينة بيت لحم ان هناك ثلاث قضايا جوهرية لتحقيق تقدم في العملية السياسية بالشرق الاوسط هي: مفاوضات جدية ومعمقة تحدث نتائج على الارض وتؤدي الى التوصل الى حل الدولتين، وإحداث تغيير على اوضاع الضفة الغربية، وتحسين حياة الفلسطينيين في قطاع غزة.

جاء ذلك خلال جولته في محافظة بيت لحم حيث كان في استقباله محافظ بيت لحم الوزير صلاح التعمري وقائد قوات الامن الوطني العقيد سليمان عمران ابو حديد، حيث التقوا فيه في مقر المحافظة قبل ان يتوجه بجولة في مصنع للتحف الشرقية ومصنع للحجر والرخام بمدينة بيت لحم.

واوضح بلير ان هدف الزيارة الى محافظة بيت لحم للاطلاع على التحديات التي تواجه الفلسطينيين وما وصلت اليه الجهود للتخفيف من هذه التحديات كما انها تأتي للمساعدة الفلسطينيين في كافة المجالات وإحداث تغيير على الاوضاع التي يعيشونها، مشددا على ان المجتمع الدولي يريد ان يصبح الفلسطينيون قادرون على تطوير انفسهم وامكانياتهم في كافة المجالات السياحية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وان كل ما سبق يعتمد الوضع السياسي والوصول الى حل الدولتين كما يريد المجتمع الدولي.

واوضح بلير ان تطوير الاوضاع الاقتصادية لن تكون بديلا عن عملية السلام والعملية السياسية لان خيار المجتمع الدولي هو الوصول بعملية السلام على اساس دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنبا الى جنب.

وفي معرض رده على تساؤولات الصحفيين حول رفض اسرائيل لخيار الدولتين قال بلير:"اذا اراد رئيس الوزراء الاسرائيلي تكوير الاقتصاد والامن الفلسطيني فهذا امر جيد لكن عليه الاستمرار في نفس الوقت في برنامج حل الدولتين الذي طرحه المجتمع الدولي"، مضيفا:"دعونا ننتظر ما سيحدث خلال الاسابيع والاشهر القادمة لكن الفرصة الوحيدة لسلام دائم ومستقر تكمن في تنفيذ حل الدولتين".

وشدد مبعوث الرباعية على ان الفترة القادمة ستشهد حراكا سياسيا خصوصا وان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري حسني مبارك سيتوجهون الى واشنطن للقاء الرئيس اوباما الذي هو في بداية ولايته الرئاسية وجاد في التحرك بالعملية السلمية، مشيرا:"ان هناك نقاشا داخليا في اسرائيل حول استراتيجية السلام واهميته بالنسبة لاسرائيل وبالتالي علينا الانتظار حتى نرى ما سيحدث".

وكان المحافظ التعمري قد اطلع بلير في بداية جولته على الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية في محافظة بيت لحم حيث تشكل سياسة التوسع والمصادرة للاراضي من قبل اسرائيل العقبة الرئيسية للعملية السياسية.

وقدم المحافظ لـ بلير شرحا مفصلا عن ما تعانيه محافظة بيت لحم من استمرار بناء الجدار العازل والاستمرار ببناء المستوطنات ومصادرة الاراضي في كافة مناطق المحافظة، مما يمنع أي فرصة للتقدم بالعملية السياسية من جهة ويمنع أي توسع وتقدم فلسطيني ضارباً موضوع المنطقة الصناعية مثالا على عدم استطاعة توفير اراضي لها في مناطق " c "، بسبب رفض اسرائيل السماح باقامتها في هذه المنطقة، مشددا على ان ما نسبته 60% من اراضي بيت لحم هي مناطق " c" وبالتالي فلا امكانية للتقدم والتوسع اذا ما استمرت اسرائيل بسياساتها القمعية.

واطلع المحافظ التعمري مبعوث الرباعية على الخروقات الاسرائيلية المتواصلة، مشددا على ان جدية المجتمع الدولي تتمثل في قدرة هذا المجتمع على كبح اسرائيل واجبارها على وقف الاستيطان، موضحا ان الشعب الفلسطيني فقد الثقة بعملية السلام نتيجة ما يشاهده ويعايشه على ارض الواقع من ممارسات اسرائيلية وبالتالي فان المجتمع الدولي مطالب باعادة هذه الثقة للشعب الفلسطيني اذا كان جادا بعملية السلام.

وعبر المحافظ التعمري عن امله في ان يكون الرئيس الامريكي باراك اوباما جادا في نيته تحقيق عملية السلام، موضحا ان مصداقيته ستثبت في موضوع الاستيطان وضرورة وقفه بالنسبة لنا كفلسطينيين لان هذه اولوية وتعكس مدى الجدية.

من ناحيته قدم قائد قوات الامن الوطني في بيت لحم العقيد سليمان عمران ابو حديد لمبعوث الرباعية الدولية شرحا مفصلا عن الواقع الامني في المحافظ وما حققته الاجهزة الامنية الفلسطينية من تقدم، مشيرا الى ان الاشكالية التي تعترض عمل الاجهزة الامنية تتمثل في الاجتياحات الاسرائيلية المتواصلة لبيت لحم.

واوضح ابو حديد ان اسرائيل لا تلتزم باي اتفاقات وانها تقتحم المناطق الفلسطينية ليليا وهو الامر الذي يربك عمل الاجهزة الامنية الفلسطينية ويضعفها على كافة الاصعدة، مشددا على ان هذه الاجتياحات تربك الخطط الفلسطينية لضبط الامن.

وقال ابو حديد: "ان فرض الامن يحتاج الى سرعة وحرية حركة وهو الامر الغير متوفر لدينا كفلسطينيين خصوصا في مناطق" b"و" c " لان الاسرائيليين يأخرون دائما تحركاتنا في هذه المناطق التي بدون ضبطها لن يتم ضبط المناطق" a"، مؤكدا ان الانجازات والتطور الذي شهده الامن الفلسطيني بحاجة الى قرار سياسي يعطي الاجهزة الامنية الفرصة للعمل بشكل افضل في المناطق التي يجب ان تسلم له لتعود الامور الى ما قبل الانتفاضة الحالية.

بعد ذلك توجه المحافظ وقائد الامني الوطني برفقة بلير الى مصنع خشب الزيتون القريب من مقر المحافظة حيث تجول فيه بلير واستمع من اصحابه ومن رئيس الغرفة التجارية الدكتور سمير حزبون الى شرح مفصل عن المعوقات الاسرائيلية امام عملهم خصوصا تلك المتعلقة بصعوبة التصدير.

ومن ثم توجه بلير والمحافظ ورئيس الغرفة التجارية وقائد الامن الوطني الى مصنع نصار للحجر والرخام حيث تجول فيه واطلع على سير العمل هناك والاشكاليات التي تواجه قطاع الحجر والرخام ايضا.