وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تقرير للهيئة العامة للاستعلامات: الإعلام الإسرائيلي يواصل اتباع مسار عدائي ضد الشعب الفلسطيني

نشر بتاريخ: 14/01/2006 ( آخر تحديث: 14/01/2006 الساعة: 15:09 )
معا- أكد تقرير سنوي تعده الهيئة العامة للاستعلامات، أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تعمل على بث معلومات مضللة ومفبركة تنسجم مع الحرب العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين، وأن حرب الكلمات هذه قد تقتل الحقيقة أكثر من قذائف الدبابات الإسرائيلية التي تهدم المباني وتسفك الدماء دون نيلها من الحقيقة.

وقال التقرير الذي يتناول الخبر الفلسطيني في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأعده الباحث فايز أبو رزق من المركز الصحافي الدولي، أن وسائل الإعلام الإسرائيلية ذات اتجاه واحد ورأي واحد تروج لأسماك البحر المتوسط التي ستلتهم اليهود بفعل الصواريخ الفلسطينية البدائية، وما زالت الرواية الإعلامية الإسرائيلية تفرض مصطلحات ومفردات ذات دلالات تقلب الحقائق، وأساليب تفتقد موضوعية الإعلام النزيه.

واستعرض التقرير أساليب الإعلام الإسرائيلي في تبرير أعمال القتل والتدمير التي يمارسها الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام هذه، تبتدع عشرات المبررات لقتل الفلسطينيين بدم بارد، وهذه المبررات تغطي وربما تزيد عن عدد الشهداء.

وأثار التقرير علامات استفهام عديدة حول تجاهل وسائل الإعلام الإسرائيلية لما يحدث، بل وانسياقها مع دموية قوات الاحتلال في تبرير قتل الفلسطينيين وتدمير حياتهم، وذلك من خلال تزييف الحقائق وتحجيم الأحداث، بل والتعتيم عليها، وتمويه مأساوية عمليات القتل المتعمد باعتماد أوصاف مثل "اشتباك مسلح"، "تبادل إطلاق نار"، وهي كذلك إشارات لما انحدرت إليه الدولة العبرية من حكومة وجيش وإعلام استهان بحياة الآخرين، وقتلهم وأوجد مبررات الموت لهم.

وذكر التقرير أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تحاول بشكل مستمر أن تبث أخباراً هدفها إثارة الفتن بين أبناء الشعب الفلسطيني من خلال الحديث بإسهاب عن خلافات أو مشاكل المجتمع الفلسطيني الاقتصادية أو الفصائلية أو حتى العائلية، وركائز بعض هذه الأخبار مجرد أكاذيب وهمية تختلقها تلك الوسائل في حربها النفسية ضد الشعب الفلسطيني.

أما الأخبار التي تكون حقيقية وتحمل في ثناياها بعضاً من المصداقية، فإن ترتيب الخبر في النشرة أو التعليقات عليه توحي للمتلقي بدلالات واستنتاجات لا علاقة لها بالواقع.

ولفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي تملأ فيه إسرائيل العالم صراخاً وعويلاً بذريعة تحريض وسائل الإعلام الفلسطينية ضدها، نجد القاموس الإعلامي الإسرائيلي يكتظ بمفردات عدائية تحريضية تذكرنا بالإعلام الذي كان يديره غوبلز إبان الحرب العالمية الثانية.

والأساليب الإعلامية التحريضية الإسرائيلية حسب التقرير، متعددة، منها محاولات متكررة لزج اسم إيران ومنظمة حزب الله وتنظيم القاعدة بدعم وتمويل فصائل فلسطينية، وصولاً إلى التحريض السافر ضد القيادة الفلسطينية، إلى اقتراحات إسرائيلية بترحيل الفلسطينيين إلى شواطئ الهند.

وذكر التقرير أن الأجهزة السياسية والإعلامية في إسرائيل تواصل التحريض ضد السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، لأنه لا يقدم على شن حرب أهلية فلسطينية كما تريد إسرائيل، تحت ستار محاربة الفصائل الفلسطينية بذريعة أنها "إرهابية".

وأشار التقرير إلى اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية على اختلاف توجهاتها بشكل ملحوظ، بالأنباء المتعلقة بمرض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وكان الأمر الملفت للنظر في التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام المذكورة، مدى الحقد الذي يُكّنه الإسرائيليون تجاه الزعيم الفلسطيني الراحل.

كما أورد التقرير عشرات الأقوال التحريضية المنقولة عن وسائل إعلام إسرائيلية.

وتطرق التقرير إلى تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية لخطة الانسحاب من مستوطنات قطاع غزة وشمال الضفة، موضحاً أن التقارير الإعلامية التي وردت في تلك الوسائل اهتمت بنقل وجهة النظر الإسرائيلية دون الإشارة إلى مدى المعاناة التي لحقت بالفلسطينيين جراء إقامة المستوطنات الإسرائيلية على أراضيهم أو التضييق على حرية تنقلهم من مكان لآخر، بسبب الحواجز العسكرية التي أقيمت بجانب هذه المستوطنات.

واتهم التقرير محطات التلفزة الإسرائيلية باستغلال تقنية الصورة بشكل لا إنساني، من خلال بث لقطات المستوطنين وهم يتباكون أمام عدسات المصورين.

ومن الجدير ذكره أن التقرير جاء في سبعة أقسام وأرفق بعشرات الأمثلة المرصودة عن وسائل الإعلام الإسرائيلية.