وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نادي الاسير: حبة الاكامول هي العلاج لكل الامراض في السجون الاسرائيلية

نشر بتاريخ: 10/05/2009 ( آخر تحديث: 11/05/2009 الساعة: 11:10 )
سلفيت- معا- رغم سوء حالة الاسير محمد براش من الامعري كونه فقد عينيه في انفجار قبل اعتقال، وفقدانه لقدمه وسيره على قدم واحدة، لم يمنع الاسرائيليين من تقييد يديه اثناء خروجه للزيارة في سجن نفحة، ولم تمنع المعاملة القاسية من قبل السجانين لان الاسير براش متهم بقتل جنود اسرائيليين والتسبب باصابة 35 آخرين بجروح مختلفة، حوكم على اثرها بالسجن المؤبد 3 مرات و 35 عاما.

يتحدث شقيق الاسير رمزي براش والمعتقل معه في سجن نفحة والمحكوم بالسجن المؤبد، ليصف وضع اخية قائلا "إن اخي لا يستطيع الحراك او السير الا بوجودي معه وتقديم المعونه له وغالبا ما يتكأ على عكاز، ولكن يستمر الاسرائيليين بتقييد يده وهو عاجز حتى عن رؤيتهم".

الأسرى المرضى والذين يقدر عددهم بالمئات يودعون يومهم ويستقبلون يوما آخر داخل السجون لا يتغير فيه سوى التاريخ فالظروف بائسة وتبعث على القلق من المصير المجهول الذي ينتظرهم جراء سياسة الإهمال الطبي.

وحسب الإحصائيات الصادرة عن نادي الأسير الفلسطيني فإن هناك أكثر من ألف أسير تتراكم في أجسادهم الأمراض والآلام جراء الإصابات التي تعرضوا لها أثناء إعتقالهم أو قبله موزعين على كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية.

وباتت حبة ( الأكامول) التي يجيد أطباء السجون أو الممرضون صرفها هي روح الحياة تصرف لكافة الأمراض وتتراكم بأجساد الأسرى المرضى بحيث أصبحت عيادات السجن أو كما يسميها الأسرى عيادات ( الأكامول) والتي تخلوا من غيرها من سائر الأدوية في دولة وصل فيها التقدم الطبي والعلمي أعلى الدرجات.

وفي حقيقة الأمر تشهد الحالات المرضية في صفوف الأسرى تراجعا خطيرا في الآونة الأخيرة أمام إشتداد رغبة مصلحة السجون الإسرائيلية بإحكام قبضتها على الحركة الأسيرة وكسر إرادتها والنيل من صمودها فهي تتفنن في زرع الآلام في أجسادهم كوسيلة ضغط وإضعاف جسدية ونفسية لنزع الإعترافات.

تقول حليمة إرميلات مسؤولة نادي الأسير الفلسطيني في طولكرم "إن العشرات من الأسرى المرضى يحتجزون في ظل ظروف قهرية بالغة السوء تهدد حياتهم في حال إستمرار سياسة الإهمال الطبي عليهم وفي ظل هجمة مجنونة تشنها إدارة السجون وغير مسبوقة تنذر بفقدان حياة البعض منهم خضوضا في ظل التهديدات بفرض الزي البرتقالي بالقوة على كافة الأسرى، فالعديد من هؤلاء يعيشون مع آلآمهم وآهاتهم مدار الساعة دون أدنى رعاية أو مراعاة من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية بل على العكس تماما تتعمد إدارة السجون لإستغلال مرض الأسير كوسيلة ضغط عليه ومساومة خصوصا أثناء فترة التحقيق معه لإنتزاع الإعترافات منه حول التهم التي تلصق به".

وتضيف إرميلات أنه وحسب الإحصائيات المتوفرة في نادي الأسير هناك أكثر من سبعة عشر أسيرا يعيشون مع الرصاص والشظايا التي ما زالت مستقرة بأجسادهم منذ لحظة الإعتقال وما قبل الإعتقال تسبب لهم ألما لا يطاق وتهدد حياتهم لما تتركه من مضاعفات خطيرة رغم كافة الطلبات التي يتقدم بها الأسرى داخل السجون وذويهم لحمل مصلحة السجون على وقف شلال الألم الذي يعيشونه إلا أن وحشية الإحتلال لا تبقي شيئا للإنسانية.

وترسم سياسة الإهمال الطبي والتصعيد الممارس على الأسرى خصوصا المرضى منهم صورة خطيرة ومأساوية يحاول الإحتلال زرعها في نفوسهم ونفوس ذويهم في آن واحد فكافة المناشدات والصرخات التي يطلقونها والتي عادة ما تكون موجهه للهيئات الدولية الحقوقية لا تلقي آذانا صاغية بل على العكس تماما تلاقي مزيدا من التصعيد والإهمال الطبي إلا أن تلك الظروف البائسة لا تجد هذه الأسر سوى المحافظة على شعلة الأمل بحتمية يوم