|
الهيئة المستقلة تعقد لقاء مفتوحا حول موضوع القتل على خلفية الشرف
نشر بتاريخ: 11/05/2009 ( آخر تحديث: 11/05/2009 الساعة: 10:41 )
قلقيلية- معا- اكدت الهيئة المستقلة لحقوق المواطن ان محافظة قلقيلية شمال الضفة الغربية هي النسبة الأعلى بين جميع المحافظات في القتل على خلفية ما يسمى الحفاظ على شرف العائلة خلال الست سنوات الماضية.
وعرضت الهيئة هذه النتائج خلال لقاء مفتوح نظمته بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة، وهيئة التوجيه السياسي، حضره ما يقارب (200) من أهالي ومؤسسات محافظة قلقيلية، حيث كانت نسبة الإناث الحاضرات في اللقاء 61% مقابل 39% من الذكور، ما يعكس اهتمام المجتمع المحلي وخاصة النساء في تزايد قتل النساء بدواعي الشرف. وأشارت البيانات التي جمعت من قبل الهيئة المستقلة أن قتل النساء يفوق قتل الذكور، وتزداد أعداد القتل في غزة عنها في الضفة، وفي الشمال تزيد عن الجنوب واقلها في الوسط، وتتراوح أعمار غالبية الضحايا بين 20 و30 عام. محافظ قلقيلية العميد ربيح الخندقجي أدان الجريمة بكل مبرراتها، ووجه الاتهام للمجتمع الذي يشد من أزر القاتل ويجمّل جريمته، ويعاقب الفتاة في جميع الأحوال ويبري الزاني ويتركه طليق غير منبوذ في المجتمع، وطالب المجتمع بالعمل على سن تشريعات لمعاقبة من يمس بحصانة المرأة. كما أوصى الخندقجي بضرورة اجتناب الظن لان بعض الظن إثم، وإنزال العقوبات القاسية بكل من يتهم رجل أو امرأة بالزنا دون إتباع الأصول القانونية والشرعية، وان يتم توعية المجتمع بضرورة عدم مجاملة الجاني بوصفه بطل أو قام بغسل عاره بيده أو أي عبارة فيها نفاق يشجع على القتل، مطالباً التربية والتعليم بضرورة إلزام الهيئات التدريسية بتدريس المواضيع المتعلقة بالثقافة الجنسية الموجودة في المناهج وعدم تجنب تدريسها. واستعرض الشيخ احمد الجدع الآيات والأحاديث التي تنهى عن القتل، موضحاً أن الزنا من الكبائر وله عقوبة، ولكن الإسلام حرص على منع الآثار السلبية للعقوبة أكثر من حرصه على العقوبة نفسها، مبيناً العقوبة تتطلب الإقرار بفعل الزنا أو بشهادة الشهود التي يشترط أن يكونوا أربعة شهود بعكس العدد التي يتطلبه الشهادة في القضايا المدنية، وقال ان القاتل بدواعي الحفاظ على ما يسمى بشرف العائلة هو في نظر الشرع قاتل ومجرم ولكن في مجتمعنا يعتبر بطلاً. المحامي جمال ابتلّي استعرض القوانين السارية المفعول في فلسطين حول الجريمة بدواعي الشرف، وتطرق إلى المادة 340 من قانون العقوبات، موضحاً أن القانون الأردني يميز بين القتل لحظة اكتشاف الزوج واقعة الزنا وردة فعله نتيجة للحادثة، مبيناً التخطيط للقتل بعد فترة، كما استبعد أن تكون أعداد الضحايا تجعل من القتل ظاهرة. سمير أبو شمس من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان شكر جامعة القدس المفتوحة وهيئة التوجيه السياسي والوطني على تعاونهم، وأوضح أن الهيئة تسعى لعقد مثل هذه اللقاءات من اجل التوصل إلى توصيات للضغط على المشرع الفلسطيني لوضع تشريعات أكثر حزما تجاه مرتكب جريمة القتل بحق النساء بدواعي الشرف، موضحاً ان سياسة الهيئة في مراقبة التشريعات تجعلها ملزمة في دراسة اثر هذه التشريعات على الإنسان الفلسطيني. وقال ابو شمس ان معدلات القتل على هذه الخلفية تتناسب طرديا مع فوضى السلاح في فترة الانفلات الأمني، وان الظروف الاجتماعية والاقتصادية تلعب دورا مهما في رفع نسبة هذه الجريمة إضافة إلى الثقافة السائدة في المجتمع. وقد قدمت فرقة الأمل للتمثيل "سكتش مسرحي" حول القتل لمجرد الشبهة كان مؤثراً جداً ويعبر عن رفض المجتمع للتمييز السلبي تجاه المرأة. |