المفتي العام يحذر المواطنين من اتصالات توهمهم بأنهم مسحورون

القدس- معا- دعا الشيخ محمد أحمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر من فئة ضالة تحاول النصب والاحتيال على الأناس الأبرياء، وإيقاعهم في حالات من البلبلة، وذلك عن طريق الاتصال بهم عبر هواتفهم المحمولة أو الأرضية، ثم استدراجهم ليقوموا بالاتصال من طرفهم بالمتصل المحتال، الذي يختلق قصصاً وأخباراً وهمية، يخيل من خلالها لمتلقي الاتصال أنه مسحور وغير ذلك من الأوهام والخرافات والأكاذيب، ويحاول إقناعهم بأنه شيخ فاضل، ولديه القدرة على مساعدتهم في فك السحر وما إلى ذلك من خزعبلات.

واشار المفتي إلى أن متلقي الإتصال ينجر وراء كلام هذا "الشيخ المزعوم" بالاتصال على الرقم الذي ظهر على شاشة هاتفه النقال، فيرد عليه المحتال عارضاً فك سحره وما إلى ذلك من مساعدات وهمية، بعد أن يدفع مبلغاً نقدياً في حسابه البنكي، ويخبره أن من لا يدفع المبلغ يصاب بمرض قد يودي بحياته، فتنطلي حيلة هذا المخادع على بعض الناس، فيقع في بلبلة وحيرة لا مبرر لها مطلقاً، وقد يستجيب البعض فيدفعون المبالغ المطلوبة، التي تذهب سدى، إضافة إلى الخسارة المادية التي يتحملها المتصلون بهؤلاء المحتالين بدل تكاليف زمن الاتصال التي يدفعونها لشركات الاتصال.

ومن جانب آخر ، أوضح المفتي أن هذه الأساليب تضر بتصورات الناس عن الدين، وتقودهم نحو تصورات خاطئة تتعارض مع ما يدعو إليه الدين من وضوح الرؤية، ورفض تفويض العلم بالأمور الغيبية إلا لله سبحانه، مضيفا:" إنه بعد ختم الرسالات بالإسلام الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يبق أحد يملك إمكانية الإطلاع على العلم الغيبي إلا الله سبحانه وتعالى".

وطالب المفتي المواطنين بعدم التجاوب مع هؤلاء الدجالين، مناشدا المسؤولين ووسائل الإعلام وشركات الاتصال الوطنية بضرورة العمل الجاد لفضح هذه الفئة، التي تتخذ الدين وسيلة لتحقيق مصالحها الشخصية.

كما ناشد المفتي المواطنين بمراجعة دور الإفتاء المنتشرة في محافظات الوطن، خصوصاً عند تعرضهم لمثل هذه المحاولات لابتزازهم، والتي تتسم بالغموض، مشيراً إلى أنه بعد البحث تبين أن الأرقام الهاتفية التي يتم الاتصال منها تعود لإحدى الدول الإفريقية التي ينتشر فيها العمل بالسحر والشعوذة، ومن تلك الأرقام : 00221768833349، 00221763920143، 00221776237692.

ودعا المفتي العام المواطنين لضرورة الالتزام بكتاب الله وسنة نبيه محمد( صلى الله عليه وسلم)، مؤكداً أن الإسلام يرفض التعاطي مع الأوهام والخرافات والخزعبلات ويدعو إلى الأخذ بالأسباب وفق الأصول والضوابط الشرعية.