شاهر سعد يطالب دول العالم الحر بإنصاف عمال فلسطين

سلفيت-معا- طالب الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد اليوم الثلاثاء أسرة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الوقوف إلى جانب عمال فلسطين وإنصافهم وحمايتهم من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي القمعية التي يتعرضون لها يوميا وهم يبحثون عن لقمة عيشهم جاء ذلك خلال مشاركته في أعمال المؤتمر العمالي الدوري الثاني والثلاثين ( 32) المنعقد في العاصمة النرويجية أوسلو، بحضور ما يزيد على ألف من المشاركين في أعمال المؤتمر من ممثلين محليين لعمال النرويج والضيوف الدوليين.

وقد افتتحت فعاليات المؤتمر الثاني والثلاثين لاتحاد عمال النرويج في أوسلو أمس الاثنين 11 أيار/ مايو الجاري ومن المقرر ان تستمر لخمسة أيام، حيث افتتح أعمال المؤتمر السيد " روار فلوتن " رئيس اتحاد نقابات عمال النرويج الذي بدوره رحب بالمشاركين، وتناول في كلمته الأوضاع التي تهم الحركة العمالية النرويجية بصورة خاصة وأوضاع الحركات العمالية في العالم بصورة عامة وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وما خلفته من آثار سلبية عليها.

كما أعرب فلوتن في كلمته عن تضامن النرويج حكومة ونقابات عمالية مع عمال وشعب فلسطين، مؤكدا على حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته الفلسطينية دون احتلال، ووقوف بلاده إلى جانب النقابات العمالية في فلسطين لتمكينها من أداء الواجبات الملقاة على عاتقها تجاه العمال والطبقة الكادحة كافة. وكان قد القي خلال المؤتمر العديد من الكلمات لرؤساء اتحادات نقابية وعمالية ومنظمات دولية تضمنت رسائل تضامن وجهت لاتحاد نقابات عمال فلسطين وقيادته وأمينه العام شاهر سعد، منها كلمة رئيس الوزراء النرويجي السيد "ينس ستولتنبيرغ" و"خوان سوما فيا" المدير العام لمنظمة العمل الدولية و "جون مونكس " الأمين العام لاتحاد النقابات الأوروبية و كلمة "غاي رايدر" الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات ومن بينها كلمة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين ألقاها الأمين العام شاهر سعد.

وتعبيرا عن مدى قوة العلاقات والروابط التاريخية القائمة بين الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين واتحاد نقابات عمال النرويج فقد خصص المؤتمر لاتحاد فلسطين مقعدا في الصفوف الأمامية الي جانب المتحدثين المذكورين تعبيرا عن مدى التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل لحرية أرضه وكرامته، وقد حظي حضور اتحاد نقابات عمال فلسطين بترحيب باهر من قبل المشاركين تمثل الوقوف والتصفيق من قبل جميع أعضاء المؤتمر لدى عزم الأمين العام سعد إلقاء كلمته، والجدير ذكره أن التصفيق الحاد والوقوف لكلمة فلسطين تواصلت ثلاث مرات مما دفع بممثل الهستدروت الإسرائيلي إلى الانسحاب من الجلسة فور اعتلاء الأمين العام المنصة ، فقد تناول سعد في كلمته مجمل الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في فلسطين وشرح معانيات العمال والشعب الفلسطيني من الاحتلال والمستوطنات وجدار الفصل العنصري، وتطرق سعد للحديث عن نتائج العدوان الأخير على قطاع غزة مهاجما الصمت الدولي خلال فترة الحرب التي شنتها إسرائيل ضد أبناء شعبنا ، وأكد سعد على حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة بحدود الرابع من حزيران 1967 وحق العودة للاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194.

وطالب سعد في كلمته المجتمع الدولي بالتحرك الفعلي لوقف اعتداءات قوات الاحتلال ضد عمالنا داخل الخط الأخضر، فاضحا الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق عمالنا وعاملاتنا من خلال الملاحقة والتفتيش على الحواجز والمضايقات اليومية ، عدى عن الكوارث الإنسانية التي خلفها جدار الضم والتوسع في الأراضي الفلسطينية من خلال فصل الأخ عن أخيه وحتى فصل الأسرة الواحدة بين داخل الجدار وخارجه ، وهذا الأمر أدى الى حرمان عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الحصول على عمل ووظائف لهم.

وأشار سعد في كلمته خلال المؤتمر إلى الظروف القاسية التي يعانيها قطاعي الشباب والمرأة في الضفة وغزة نتيجة الحصار والاحتلال وعدم توفر فرص العمل لهم وخصوصا ان أعداد الخريجين من الجامعات في ازدياد ملحوظ دون توفر فرص تستوعبهم، مبينا ان أعلى نسبة بطالة تتركز بين فئات الشباب حيث سجلت الفئة العمرية من 20-24 سنة أعلى نسبة للبطالة حيث وصلت خلال السنوات الأخيرة الى ما يزيد عن 35% بواقع 26.8% في الضفة و 48.1% في قطاع غزة، وحسب التقارير الصادرة عن منظمة العمل الدولية في الأراضي الفلسطينية أوضح سعد ان نسب الفقر وصلت إلى مستويات غير معقولة بين السكان وان 40% يعانون الفقر في غزة وحدها مقابل ما نسبته 20% في الضفة الغربية.

وقد وجه سعد الشكر والتقدير لاتحاد نقابا ت عمال النرويج ممثلا برئيسه السيد " فلوتن" وكل الحضور والمشاركين على سعة صدرهم وإفساح المجال لعمال فلسطين بالمشاركة والحضور في هذا المؤتمر ، معربا عن أمله بأن يخرج المؤتمر بتوصيات حاسمة من شأنها نصرة عمال فلسطين والعالم اجمع ومساندة قضاياهم العادلة والوقوف إلى جانب نضالاتهم المشروعة.

وعلى هامش أعمال المؤتمر اجتمع سعد بعدد من رؤساء الاتحادات العمالية والنقابية الدولية والعربية لاطلاعهم على الأوضاع التي يعيشها العمال الفلسطينيين في ظل الاحتلال والحصار الخانق المفروض على المدن منذ سنوات الانتفاضة، كما نقل سعد صورة الأوضاع التي تمر بها الحركة النقابية العمالية في فلسطين والصعوبات التي تواجهها وتعترض عملها.