وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بيت لحم أكبر من المكان واعمق من الزمان - شوارع ضيقة وقلوب واسعة

نشر بتاريخ: 13/05/2009 ( آخر تحديث: 13/05/2009 الساعة: 17:06 )
بيت لحم- معا- وصل قداسة البابا بنديكت السادس عشر صباح اليوم الاربعاء إلى ساحة المهد في بيت لحم وسط استقبال شعبي حافل، وعلت هتافات "يعيش البابا" عبر مكبرات الصوت، فيما صفق الحضور من اهالي بيت لحم والحجاج المسيحيين للبابا الذي احيط بالحراسة والشخصيات الفلسطينية حتى دخوله إلى مركز السلام.

وانشدت فرقة انشودة للسلام والتعايش بين أبناء الديانات السماوية وخاصة المسيحيين والمسلمين في الارض المقدسة، فيما جلس الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء د. سلام فياض ورئيس بلدية بيت لحم د. فكتور بطارسة وثلة من الشخصيات الوطنية في مقدمة الجماهير التي انتظرت خروج البابا من مركز السلام ليترأس قداسا خاصا بالحضور.

وبرز من بين الحشود التي قدرت بثلاثين الفا في ساحة المهد تجمع لأهالي الاسرى والمبعدين وهم يرفعون صور ابنائهم وناظرين بعيونهم صوب البابا راجين أن يوصل صوتهم وينهي معاناة أبنائهم.

استقبال الرئيس
-----------------
وكان البابا قد وصل في بداية زيارته لبيت لحم إلى قصر الرئاسة وكان الرئيس محمود عباس في استقباله، حيث جرى له استقبال رسمي والقى الرئيس وقداسته كلمتين قبل أن ينتقل الموكب عبر شوارع مدينة بيت لحم إلى ساحة كنيسة المهد، وسط حراسات مشددة من الامن الفلسطيني الذي اغلق العديد من الطرقات وسط بيت لحم وانتشرت عناصره على جنبات الشارع الذي سار فيه موكب الحبر الاعظم.

ودعا الرئيس محمود عباس "أبو مازن" اثناء استقباله قداسة البابا إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس إلى جانب إسرائيل وعودة اللاجئين وفق قرار الامم المتحدة 194 وتطبيق مبادرة السلام العربية التي اعتمدتها 57 دولة عربية واسلامية.

وقال الرئيس عباس والذي كان يقف إلى جانب البابا "نعاني منذ 61 عاماً منذ النكبة وشعبنا ما زال يطالب بتحقيق العدالة والسلام القائم على العدل، كما سبق وصرح بذلك سيادتكم".

وانتقد الرئيس بشدة سياسة العزل الاسرائيلية للاراضي الفلسطينية وبناء جدار الفصل "في هذه الارض المقدسة هناك من يواصل بناء الجدران الفاصلة بدل بناء الجسور الواصلة".

واتهم أبو مازن إسرائيل بإجبار الفلسطينيين على الهجرة من بلادهم مؤكداً أنها "تسعى بقوة الاحتلال إلى اجبار مسيحيي ومسلمي البلاد على الهجرة من أجل أن تتحول أماكننا المقدسة إلى آثار للسياحة".

وتطرق الرئيس إلى أوضاع مدينة القدس التي قال للبابا "إن سيادتهم على إطلاع بالوضع في القدس حيث يحيط الجدار العنصري بالمدينة ويمنع أهلنا في الضفة من الوصول الى كنيسة القيامة أو المسجد الاقصى".

وأشار إلى ما تمارسه اسرائيل من إجراءات بحق الفلسطينيين في المدينة المقدسة من كل أشكال القمع ومصادرة الاراضي ومنع البناء وهدم البيوت وفرض الضرائب الباهظة "في سبيل ضم اسرائيل للقدس العربية اليها لكن القدس درة التاج وهي العاصمة الابدية لدولة فلسطين".

وقال الرئيس موضحاً رؤيته للحل: "اننا دعاة سلام وابناء ثقافة من لا يحب اخية الانسان فلا يحب الله( ..) الطريق الذي ننشده واضح وضوح الشمس ويحظى بتأييد المجتمع الدولي بأسره على أساس حل الدولتين، دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل تعيشان جنبا إلى جنب بأمن واستقرار مع حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين بناء على قرار الامم المتحدة 194 وطبقا لمبادرة السلام العربية المعتمدة من قبل 57 دولة عربية واسلامية".

وتطرق ابو مازن إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة واصفة ما جرى بالمأساة التي شهدها القطاع مذكراً بما قاله البابا في رسالته التي وجهها إلى ابناء الارض المقدسة "هناك أمل والامل في غد لا احتلال فيه ولا حواجز ولا جدران ولا أسرى ولا لاجئين">

كلمة البابا
----------
من جانبه اعرب قداسة البابا عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني في معاناته قائلا: "إننا ندرك مدى تألُّم الفلسطينيين من جراء الاضطرابات التي تعاني منها هذه الارض منذ عشرات السنين"، مشيراً إلى زيارته التي سيقوم بها عصر اليوم إلى مخيم عايدة للاجئين ليعرب عن تضامنه مع الشعب الذي فقد الكثير.

وقال: "جئت الى هنا للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومواساة الذين فقدوا نتيجة الاعمال العدائية في قطاع غزة(..) اذكركم في صلاتي، ادعو الى السلام العادل والدائم في الاراضي الفلسطينية، ولا يمكن ان يكون سلام من دون عدالة و لاعدالة من دون تسامح".

ودعا إلى التعايش السلمي بين الشعوب في الشرق الاوسط من خلال روح التعاون والاحترام والايمان بكرامة الجميع.

وطالب المجتمع الدولي بتجديد التزامه من اجل تحقيق السلام وان يستخدم نفوذه للوصول الى حل من خلال الحوار، والمساعدة في استمرار اعادة اعمار المنازل والمستشفيات.

وأعرب البابا عن تأييده للحقوق الفلسطينية "ان الشعب الفلسطيني مثل اي شعب في العالم لديه الحق في الزواج والتعليم والرعاية الصحية (..) إن الاستقرار يوفر للشباب فرصة افضل لتعلم المهارات والحصول على وظائف وبناء حياة".

ووجه الحبر الاعظم نداء الى كل الشعوب "ان لا يسمحوا بفقدان الارادة وتجديد الايمان ببناء السلام".

وقال جئت إلى بيت لحم لاصلي من اجل الحماية والبركة للشعب الفلسطيني وانهاء المعاناة في هذا المكان.