|
صحافي إسرائيلي: شارون أغلق الهاتف وخلد للنوم عندما أبلغته بأمر مجزرة صبرا وشاتيلا
نشر بتاريخ: 16/01/2006 ( آخر تحديث: 16/01/2006 الساعة: 07:01 )
معا- كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية في ملحقها الأسبوعي، أن ارييل شارون فور سماعه بمذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982، أغلق هاتفه وخلد للنوم وكان حينها يشغل منصب وزير الدفاع الإسرائيلي.
وكشف المراسل العسكري للصحيفة معد التقرير الصحافي رون بنيشاي الذي كان صديقا لشارون، أنه وبينما كان يعمل مراسلاً للقناة الإسرائيلية الرسمية في بيروت، لتغطية تطورات الحرب على لبنان عام 1982، سمع ضباط الكتائب وضباطاً إسرائيليين يتحدثون عن الاستعدادات لدخول المخيمات الفلسطينية وذبح الرجال فيها. وأضاف، "في 18 سبتمبر (أيلول) 1982 لاحظت تحركات مريبة لقوات الكتائب في بيروت، فسارعت للاستفسار، وفهمت من ضابط إسرائيلي أعرفه جيداً، أن الكتائب دخلوا مخيمي صبرا وشاتيلا ويستوقفون الرجال ويطلقون النيران عليهم. كما أبلغت من قبل ضباط إسرائيليين آخرين، أنهم سمعوا عما يدور وبلغوا شارون وقائد الأركان رفائيل إيتان". واشار بنيشاي، إلى أنه فور سماعه عما يحصل سارع للاتصال بوزير الدفاع آرييل شارون أثناء الليل في ذاك اليوم وطلب إليه التدخل لوقف المجزرة. وأضاف "هاتفت شارون وهو في مزرعته في النقب، وأبلغته أنني أحدثه من بيروت ومن لهجته تبين لي أنه استيقظ من نومه نتيجة المكالمة، فسردت له ما سمعته ورأيته بشأن المجزرة وقلت: آرييل علينا التدخل لوقف ما يجري لكنه لم يرد واكتفى بشكري وأغلق الهاتف، ولم يفعل شيئاً لوقف المجزرة". وأوضح بينيشاي، أنه في اليوم الثاني عاد مسرعاً الى اسرائيل، وفي الطريق توجه برسالة عاجلة إلى رئيس الوزراء مناحم بيغن، شرح فيها ما يقوم به جنود الكتائب، منوهاً إلى أن غضباً كبيراً ألم به نتيجة استنكاف شارون عن التدخل ووقف المجزرة. وفي كتابه لبيغن روى بينيشاي المشاهد المروعة للجريمة، لافتاً إلى جثث الأطفال الملقاة بالشوارع، فيما كان الجنود الإسرائيليون يقفون جانباً دون التدخل لإنقاذ المدنيين من القتل. وأضاف، "هذا ينافي أخلاقياتنا كجيش وكيهود. لست معادياً لآرييل شارون، فهو جنرال كبير وخدم الدولة، غير أن هناك حالات يكون فيها الضرر بعيد المدى الناجم عن أداء شخص ما أعظم وأشد من المنفعة التي يجزيها للمدى القصير، ولذا أكتب إليك". وأشار المراسل، استناداً إلى شهادات موظفين كبار في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى أن كتابه كان أحد أسباب مبادرة مناحم بيغن إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية، عرفت بلجنة (كاهن) للتحقيق باجتياح لبنان وارتكاب المجازر في صبرا وشاتيلا، واطاحت شارون من وزارة الجيش. وكشف بنيشاي، أن كتابه المذكور وضع حداً لصداقته الشخصية مع شارون وزوجته ليلى، اللذين فرضا عليه الحرمان والحصار منذ ذاك العام. وأضاف، "وأنا لا أنشر هذه القصة من أجل تصفية حسابي الخاص مع شارون وأسرته، وإنما لأوضح للجمهور أنه خلافاً للهالة الأسطورية التي نسجت حول شخصيته، فإن شارون كان ولا يزال شخصية مركبة ولها عدة أوجه". |