وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جامعة القدس تفتتح مؤتمر "المرأة القيادة والدولة والمجتمع"

نشر بتاريخ: 16/05/2009 ( آخر تحديث: 16/05/2009 الساعة: 18:25 )
القدس- معا- عقدت جامعة القدس مؤتمر "المرأة والقيادة في الدولة والمجتمع" بالشراكة مع جامعة براندايس الأمريكية ضمن المشروع التعليمي المشترك افتتح المؤتمر بعد السلام الوطني الفلسطيني ودقيقة حداد على ارواح شهداء فلسطين.

وفي كلمة راعي المؤتمر رئيس جامعة القدس أ.د. سري نسيبة ألقتها عنه بالنيابة د. خلود الخياط- الدجاني مساعدة رئيس الجامعة لشؤون مجلس الأمناء مرحبة بالضيوف وناقلة تحيات د. نسيبة وشكره الخاص لجامعة برندايس التي تشارك جامعة القدس في عقد المؤتمر وللقائمين والمشاركين في المؤتمر.

ومن جهتها تحدثت د. الدجاني عن دور المرأة الفعال والاساسي في تطوير وتمثيل المجتمعات العالمية بشكل عام ودور المرأة الفلسطينية الهام في المجتمع الفلسطيني والنضال الوطني الفلسطيني ودورها الاستراتيجي لبناء بنية وطنية في المجتمع تتناقض تماماً مع الصورة السلبية التي تصورها بها وسائل الاعلام فهي المقاتلة والطبيبة والاديبة والعاملة والممرضة والعالمة والمزارعة.

وأثنت د. الدجاني على دور إدارة جامعة القدس في تبنيها سياسة دعم وتمكين المرأة حيث تقلدت المرأة مواقع قيادية وادارية عليا في رئاسة الجامعة وفي عضوية المجالس وإدارة المراكز والمعاهد.

وتحدثت د. فدوى اللبلدي رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر عن جامعة القدس ومديرة مركز انسان لدراسات الجندر عن العمل المشترك في الإعداد للمؤتمر بين اللجنتين في القدس وبرندايس، وأجملت المحاور التي يتاقشها المؤتمر: دور القوانين والتشريعات في الدول العربية في دعم القيادة النسائية ، العوامل الاجتماعية والسياسية التي تسهم في تقدم واعاقة القيادة النسائية والتعرف على دور الثقافة والدين في دعم القيادة النسائية والدور الذي تلعبه الجامعات في تقدم وضع المرأة. وأشادت د. اللبدي بالحشود الجماهيرية وتحديدا النساء وباهتمام المجتمع الفلسطيني بدور المرأة القيادي.

وافادت د. سوزان لانسر استاذة اللغة الانجليزية والادب المقارن ودراسات الجندر والمرأة في جامعة برانديس "ان هذا المؤتمر المشترك الذي يجمع الجامعتين هو حلم مشترك للتقدم والارتقاء والنهوض بالنساء والمعرفة البشرية وحيثما وجد الشعب المزدهر تجد تنسيقاً نسوياً، فالتركيز على المرأة سيرعى اتصالات جديدة وامكانيات تطوير المرأة الفلسطينية في كل مجالات الحياة ونحن كجامعتين نسعى لتطوير عمل النساء والعمل على المساواة بين الجنسين وسنستمر في دعمنا للنساء حتى يتم تمكينهم لنيل حقوقهن ومساواتهن".

وفي كلمته عبر د. دانيال تيرايس مدير الشراكة بين جامعة القدس وجامعة برندايس ونائب رئيس جامعة برندايس للشؤون العالمية عن سعادته الخاصة لكون مشاركته في موضوع مهم للجامعتين يتركز على عمل النساء والعمل القيادي الذي وصلت إليه المرأة وتقل للحضور تحيات رئيس جامعة برانديس الذي بدأ الشراكة مع د. نسيبة.

وأشاد بدوره لاهمية المؤتمر من حيث تحمل العمل الفكري الذي يضم المجتمعيين وتحليل المرأة في الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.

وفي مداخلاتها عن تجربة المرأة في القيادة بدول العالم اوضحت د. درود داهلورب استاذة العلوم السياسية في جامعة ستوكهولم بأن الكوتا النسائية في السياسة هي عمل ايجابي لتغيير تمثيل المرأة في القيادة من برلمانات حيث أن حجم المرأة في العالم قليل وسيطرة الرجال أمر طبيعي ولكن هناك توجه بأن يكون حجم تمثيل النساء أكبر عالمياً وهناك أمثلة من العالم حيث تضم دولة السويد نسبة النساء أكبر من الرجال في البرلمان وتعد البلد الوحيدة بالعالم، وأشارت بأن تقدم البلاد العربية كانت سابقاً لا يمثل حجم المرأة لكن حالياً يوجد نسبة جيدة تتنمى فيه نسبة تمثيل المرأة تطوراً.

وافادت زهيرة كمال مديرة مركز المرأة للابحاث والتوثيق ووزيرة شؤون المرأة سابقاً التي تحدثت عن تجربة المرأة في القيادة لدى السلطة الوطنية الفلسطينية حيث أفادت بأن المرأة تملك إرادة اتخاذ القرار وتحقيق القضايا الاستراتيحية من بينها القرارات التي تكون المرأة فيها صاحبة اتخاذ القرار ودور المرأة النضالي وخاصة منذ فترة الانتفاضة التي كانت المرأة جزء لا يتجزأ منها.

وتحدثت كمال عن افتقار النساء في التسارع من أجل تنظيم عمل المرأة بسبب إلتحاقها بالمؤسسات الحكومية أو العمل على تأسيس مؤسسات أهلية لها علاقة بالنساء وهذا السبب في تأخير وتثبيت الجهود المبذولة من أجل الوصول والتأثير في المجتمع.

وأضافت السيدة كمال بأن وجود النساء في المجلس التشريعي أفضل بكثير من عدم وجودهم في هذا المنصب وطالبت النساء بالوقوف جانبا الى جنب مع بعضهم من أجل الحصول على ما يريدون والعمل بأساليب مختلفة من أجل الحصول على حقوقهن.

وفي غضون عقد المؤتمر كان هناك ثلاثة جلسات رئيسية حيث تحدثت رئيسة الجلسة الأولى د.سميرة البرغوثي عميدة البحث العلمي- جامعة القدس عن تغيير سمة الحكومة والكوتا النسائية كمسار سريع لتغيير تمثيل النساء وفي مداخلة لـ د. درود داهلوب تحدثت عن تجربة المرأة في القيادة لدى السلطة الوطنية، وبعد هذه الجلسة تم عقد ثلاث جلسات متزامنة تحدثت عن المرأة والقانون والتشريعات في الدول العربية حيث ترأست الجلسة لونا عريقات من العيادة القانونية- جامعة القدس وتتطرقت لحقوق المرأة في القوانين الفلسطينية بين الواقع والطموح، وتحدث د. خالد تلاحمه استاذ القانون الخاص بكلية الحقوق والادارة العامة في جامعة بيرزيت عن النسويات العربية المسلمات في قراءة معاصرة لرؤية تحليلية ونقدية حول عاملي الدين والمجتمع في تحديد دور المرأة في العالم العربي وتخللت الجلسة المتزامنة الثانية موضوع "منطلق النساء والقيادة في الجامعات" حيث ترأست د. دانيال تيرز مديرة مركز الاخلاق والعدالة والحياة العامة في جامعة برانديس وتتطرقت إلى اتجاهات اعضاء هيئة التدريس في جامعة النجاح الوطنية نحو تعيين المرأة في مراكز قيادية في الجامعات الفلسطينية، ومن جهته عرض د. حسن تيم استاذ في الدراسات العليا قسم العلوم التربوية جامعة النجاح الوطنية عن دور الجامعات في خلق قيادات نسوية، وكان لمداخلة د. نجاح الخطيب من كلية الصحة العامة بجامعة القدس الجانب الأكبر للحديث عن النساء التي تقود الجامعات من تجارب الولايات المتحدة.

ترأست د. نجاح دقماق من كلية الحقوق في جامعة القدس الجلسة المتزامنة الثالثة حيث كان موضوعها المرأة والقيادة في النظرية والتطبيق، ومن جهتها تحدثت أ. آمنة الكيلاني موجهة تربوية- دائرة تربية تعليم- جنين عن القيادة بين المفهوم والممارسة.

وفي الجلسة الثانية التي كانت تحت عنوان العام والخاص بالقانون والعائلة والحقوق حيث ترأست الجلسة د. آمنة بدران رئيسة دائرة العلوم في جامعة القدس، حيث تحدثت د. أنيتا هيل، كلية هيلير للسياسات الاجتماعية والإدارية ، جامعة برندايس عن فحص الحدود بين العام والخاص: الخطاب المدني وقانون المضايقة الجنسية، ثم تحدثت د. خلود خياط الدجاني نائبة الرئيس لشؤون مجلس أمناء الجامعة ورئيسة معهد الطفل،جامعة القدس فعالية النساء والتغيير الاجتماعي.

وتطرقت الجلسة الثالثة للحديث عن سياسة الممكن وترأسها د. أنور أبو عيشة - كلية الحقوق في جامعة القدس متحدثاً دور الجامعات في تقدم القيادة النسائية وحالة معهد دراسات المرأة في جامعة بير زيت، وعرض د. إصلاح جاد، مديرة معهد الدراسات النسائية في جامعة بير زيت مداخلاته عن النساء والسياسة الموازية في المجتمعات المنقسمة ود. ماري فيتزدوف مديرة برنامج الصراع والتعايش جامعة برندايس حيث تحدثت عن النساء والسياسة الموازية في المجتمعات المنقسمة.

أما الجلسات المتزامنة الأخيرة تمحورت بالحديث أولاً عن دور الثقافة والدين في دعم القيادة النسائية حيث ترأس الجلسة رئيس د. تيسير عبدا لله كلية التربية من جامعة القدس وذلك لبحث أثر التربية وثقافة المجتمع في تنشئة المرأة القيادية وشاركت د.خولة قمحية أستاذة الفيزياء من كلية العلوم والتكنولوجيا - جامعة القدس بالتوجه لمكانة المرأة القيادية بين مفهومي الثقافة والدين وانضم إليها د. علي صالح أستاذ دائرة العلوم التنموية من معهد التنمية المستدامة في جامعة القدس ليشاركها الرأي والجلسة الثانية تمحورت عن دور العوامل السياسية في القيادة النسائية وترأستها أ. ريما عورتاني محاضرة في دائرة العلوم السياسية حيث تحدثت عن أزمة المشاركة السياسية للمرأة بين تهميش النظام السياسي والإتاحة التجميلية و أ. مها المصري المحاضرة في قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية شاركت بموضوع المشاركة السياسية من وراء الكواليس بين دراسة واقعية لمعيقات التمكين السياسي للمرأة.

وفي الجلسة الثالثة المتزامنة تحدث رئيس الجلسة د. جيم ماندريل رئيس برنامج المرأة والجندر من جامعة برندايس عن امكانية تنمية القيادة النسائية في قاعات التدريس وقيادة المحاضرات الصفية لدراسات الجندر وتعرضت أ. صباح إخميس و أ. رانيا عرفات وهم مدرسات الجندر في جامعة القدسللقيادة في المحاضرات الصفية لدراسات الجندر، ود. سوزان لانسر، أستاذة الجندر في جامعة برندايس تحدثت عن إستراتيجيات قاعة التدريس في تمكين الطالبات.

وترأست د. فدوى اللبدي، مديرة مركز إنسان لدراسات الجندر من جامعة القدس ود. جيمس ماندريل، رئيس برنامج المرأة والجندر من جامعة برندايس الجلسة الختامية التي كان مضمونها نساء جديدات واستراتيجيات جديدة حيث خرجن بتوصيات المؤتمر خلال الحفل الختامي والتي تمحورت بالعمل على تواصل الحوار بين المرأة والرجل على أساس التكامل والمساواة وذلك على صعيد الجامعة والمجتمع المحلي من أجل ترسيخ مفاهيم الجندر وتعزيز ودعم دور المرأة في المجتمع، وتوفير المنح والبعثات للطالبات الجامعيات لمتابعة تحصيل الماجستير والدكتوراة، بما يمكنهن من الوصول إلى مواقع صنع القرار في الدولة والمجتمع، وعلى الجامعات المحلية إيلاء اهتمام أكثر للطالبات، وتنظيم المزيد من برامج التوعية للجنسين، وفيما يخص مركز إنسان لدراسات الجندر في جامعة القدس عليه أن يعزز دور الطالبة الجامعية في المواقع القيادية في الجامعة مثل الأندية والجمعيات الطلابية واتحاد مجلس الطلبة، وذلك بعقد دورات تدريبية على القيادة خاصة بالطالبات لتشجيعهن وتأهيلهن للمشاركة على قدم المساواة مع الطلاب وطرح مساق المرأة والرجل في المجتمعات الإنسانية كمدخل لدراسات الجندر ويجب أن يطرح كمتطلب جامعة إجباري ساعدة الطالبات الخريجات بتوفير فرص العمل، وذلك بتوفير فرص التدريب في شتى المجالات.

وأوصى المشاركون والمشاركات في المؤتمر بضرورة نشر أوراق العمل لتكون في متناول الجمهور العريض من النساء والرجال وتناولت الأوراق التي قدمت في المؤتمر العديد من القضايا التي حان الوقت لتطبيقها، أي ضرورة العمل على الانتقال من مرحلة النظرية للتطبيق العملي، وهذا يستدعي العمل على سن القوانين والتشريعات التي تلغي كافة أشكال التمييز ضد النساء والتأكيد على تبني المناهج التعليمية في المدارس قضايا النوع الاجتماعي في كافة المراحل التعليمية، وحذف كل العبارات والمواد التي تميز ضد المرأة، والتأكيد على أن المجتمع العربي ليس مجتمع رجال فقط كما تكرره الكتب المدرسية واعداد نشرات تفصيلية حول تمكين المرأة والعمل على نشرها في المدارس والجامعات وعبر الوسائل التعليمية وان تمكين المرأة يجب أن يتجاوز البعد الرسمي ويطال كافة مؤسسات المجتمع، وهنا يجدر الاهتمام بطلائع المجتمع من الفتيات والفتية والعمل على تدريبهم بقضايا الجندر.