|
العاهل الاردني: لا يوجد في قاموسنا شيء إسمه الوطن البديل
نشر بتاريخ: 17/05/2009 ( آخر تحديث: 17/05/2009 الساعة: 13:20 )
بيت لحم- معا- اكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني أن السلام مصلحة عربية واسرائيلية وأمريكية وعالمية لأن السلام يعني التنمية ويعني المستقبل الأفضل ويعني النمو الاقتصادي والتعاون.
وقال الملك في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "إذا أرادت إسرائيل أن تندمج في المنطقة فعليها أن تنهي الاحتلال لتقوم الدولة الفلسطينية ويتم التوصل إلى السلام مع سوريا ولبنان وتحصل إسرائيل على علاقات طبيعية مع كل الدول العربية". واكد الملك انه اذا لم يتم العمل بسرعة وجدية لإنهاء الصراع، فإن امن كل المنطقة سيكون مهددا، قائلا :" ان أمام إسرائيل الآن فرصة للعيش بسلام وتحقيق القبول وفق المبادرة العربية وعليها أن تختار بين ذلك وبين أن تبقى معزولة ومسؤولة عن استمرار الصراع وخطر الحرب". واضاف الملك: "العالم العربي فعل ويفعل ما هو مطلوب منه، قدم مبادرة لتحقيق السلام الشامل وأعلن التزامه بالعمل من أجل تحقيق هذه المبادرة التي تنسجم مع الإجماع العالمي حول الخطوات المطلوبة لإنهاء الصراع". وفي سؤال له، اكدتم خلال زيارتكم الاخيرة لواشنطن ان السلام في الشرق الاوسط لن يتحقق دون تدخل امريكي، وأن الاسرائيليين والفلسطينيين "لن يصلوا الى نتيجة" بمفردهم، ما نوع التدخل الامريكي المطلوب؟ قال الملك :" لقد مضت سنوات على عملية السلام في الشرق الاوسط من دون أن تحقق هذه العملية النتائج المطلوبة، وهي السلام الشامل الذي يحقق الامن والاستقرار الحقيقيين في المنطقة ويلبي حق الشعب الفلسطيني في الحرية وفي إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، ويعيد جميع الأراضي العربية المحتلة، وبالتالي يضمن أيضا القبول والأمن لإسرائيل وفق المبادرة العربية للسلام"، وما نحتاجه الآن هو مفاوضات جادة ومباشرة للوصول إلى حل الدولتين في سياق شمولي يحقق السلام الإقليمي. وقال الملك :" 57 دولة لا تعترف بإسرائيل، اي ثلث أعضاء الأمم المتحدة، والسبب هو استمرار الاحتلال وعدم التوصل إلى السلام، خيارنا واضح، السلام الدائم والشامل وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين الذي يحظى بإجماع عالمي لأنه ببساطة السبيل الوحيد لحل الصراع ،وعلى إسرائيل أن تحسم خياراتها أيضا، هل تريد أن تظل قلعة معزولة في المنطقة أم أنها تريد أن تتعايش مع جيرانها، مع كل الدول التي لا تعترف بها، وأن تحقق القبول والأمن الحقيقيين؟ الرئيس اوباما أعلن التزامه بحل الدولتين، وفي سياق شمولي لتحقيق السلام الشامل، وقد كان واضحا خلال محادثاتي معه ومع أعضاء الإدارة أنه يريد العمل بجدية لتحقيق السلام، وأنه يدرك أهمية عامل الوقت حيث أن المماطلة تهدد أمن المنطقة والعالم ، ونحن نعتقد أن التقدم باتجاه الحل يتطلب دورا أميركيا قياديا ودعما اوروبيا وعربيا وعالميا، وننتظر إعلان الإدارة الأمريكية، وهي قالت إن حل الصراع مصلحة إستراتيجية أميركية، لخطتها لإطلاق المفاوضات لتحقيق الحل الشامل، ونأمل أن تعلن هذه الخطة بأسرع وقت ممكن لأن الوقت والتأخير يعملان ضد السلام ويقوضان فرصه. وقال :"هناك ضرورة ماسة للتحرك بسرعة وجدية وفاعلية، وعكس ذلك، فاحتمالات تفجر جولة جديدة من العنف، حرب جديدة، ستزداد وستدفع المنطقة والعالم ثمن ذلك". وفي سؤال اخر، عبرتم بعد لقائكم الرئيس الأميركي باراك اوباما الشهر الماضي عن ارتياحكم لتأكيد الولايات المتحدة التزامها بحل الدولتين، هل برأيكم هذا يطوي صفحة الحديث عن فكرة الوطن البديل؟ قال الملك: لا يوجد في قاموسنا شيء إسمه الوطن البديل، وهذه الصفحة التي تتحدثين عنها ليست موجودة أصلا حتى تطوى ،والأردن أقوى من أن يفرض عليه شيء ، الحل هو في إنهاء الاحتلال، في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني ،وكل من يعتقد عكس ذلك واهم ، لن يتحقق السلام في المنطقة إلا إذا حصل الفلسطينيون على حقهم في الدولة ولن تحصل إسرائيل على الأمن الحقيقي إلا إذا حصل الشعب الفلسطيني على الأمن والحياة الكريمة في دولته المستقلة ،ويجب أن تعرف إسرائيل أن الأمن لا يحققه الجدار والحصار والجيوش ،الأمن الحقيقي يحققه السلام والقبول، وهذا شرطه استعادة الحقوق العربية، وخصوصا الحقوق الفلسطينية، عبر مفاوضات مباشرة يجب أن تبدأ فورا ووفق خطة واضحة للوصول إلى النتائج المطلوبة. وفي سؤال حول، هل لديكم أمل بأن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو جادا في عملية السلام، خصوصا بعد تصريحاته بضرورة الاعتراف بإسرائيل على أنها "دولة يهودية"؟ قال : "التقيت رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل يومين وجرى حديث واضح ومباشر حول ضرورة التحرك والعمل بكل جدية والتزام لتحقيق السلام الذي يشكل ضرورة وحاجة لكل دول المنطقة والعالم، وإذا لم يتم العمل بسرعة وجدية لإنهاء الصراع ، فإن امن كل المنطقة سيكون مهددا، على إسرائيل أن توقف بناء المستوطنات وأن ترفع الحواجز وتنهي حصار الفلسطينيين وتوقف الأعمال الأحادية التي تهدد القدس ومقدساتها وهويتها وأهلها المسلمين والمسيحيين، وأن تدخل في مفاوضات حقيقية للوصول إلى حل الدولتين وبأسرع وقت ممكن وضمن جدول زمني محدد"، وأمام إسرائيل الآن فرصة للعيش بسلام وتحقيق القبول وفق المبادرة العربية وعليها أن تختار بين ذلك وبين أن تبقى معزولة ومسؤولة عن استمرار الصراع وخطر الحرب. وفي سؤال اخر، عندما أطلقت مبادرة السلام العربية وافقت عليها إسرائيل مع تحفظات لكن نتنياهو لم يشر إليها في القاهرة ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان وصفها "بالخطيرة" ،هل هناك نية لإجراء أي تعديل على موضوع اللاجئين في المبادرة؟ قال الملك ": هناك مبادرة عربية واحدة وهي مبادرة مكتملة وفرصة تاريخية لتحقيق السلام على جميع المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية وفق معادلة بسيطة وهي انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة شرطا لتتوصل إلى علاقات طبيعية مع الدول العربية ،لا تغيير على المبادرة ولا حاجة لتغيير المبادرة ،وأي حديث عن تعديل فيها هو تكهنات لا أساس لها من الصحة". وإذا ما نظرنا إلى المستقبل، كيف يمكن دمج إسرائيل في المنطقة؟ ماذا يستطيع العالم العربي أن يفعل وما هو رد فعل قياداته لنتائج مباحثاتكم مع اوباما؟ قال ": العالم العربي فعل ويفعل ما هو مطلوب منه". وهل يطمح الأردن لان يكون مركزا للتدريب في مجال مكافحة "الإرهاب" بعد أن كان مركزا لتدريب الشرطة العراقية والشرطة الفلسطينية؟ قال الملك: ما يريده الأردن وما يعمل من أجله هو أن تنعم المنطقة بالسلام وان تنعم شعوبها بالحرية والأمن والاستقرار من أجل أن تنطلق عملية تنمية حقيقية تفتح المجال أمام الإنجاز وتوفير العيش الكريم وفرص العمل لكل أبناء المنطقة، وسنبقى نعمل كل ما من شأنه تحقيق ذلك، و"الإرهاب" عدو لنا جميعا ومكافحته مسؤولية مشتركة، أما بالنسبة لتدريب الشرطة الفلسطينية، فنحن نوفر كل ما نستطيعه من دعم للمؤسسات الفلسطينية لبناء البنية التحتية التي تحتاجها الدولة الفلسطينية لتنمو وتزدهر ، ونحن دائما مع استقرار العراق وأمنه ووحدة أراضيه وشعبه وسنقدم كل الدعم للعراق وللوقوف إلى جانب شعبه الشقيق. |