|
من القاهرة : اخطر ما في الاتفاق اننا اعتدنا على الاختلاف
نشر بتاريخ: 17/05/2009 ( آخر تحديث: 18/05/2009 الساعة: 09:34 )
القاهرة- تقرير موفد وكالة معا للقاهرة - بعكس الجولة الاولى من الحوار ، لم يكن الحضور الصحافي العربي لتغطية الجولة الخامسة من الحوار كبيرا ، وباستثناء وكالة معا لم يأت احد من خارج مصر ، فلا فضائيات ارسلت موفديها وكاميراتها ولا وكالات انباء سارعت لحجز غرف الفنادق ، وحتى نحن الذي وصلنا نضطر لقضاء ساعات النهار بطوله الى حين خروج الوفدين من الاجتماعات .... ويبدأ عملنا بعد التاسعة ليلا وحتى ساعات الصباح الاولى .
صحيح ان مصر لا ينقصها الصحافيين ووكالات الانباء العالمية ولكن الفكرة تسبق التفاصيل فيما قصدنا ، كما ان المخابرات المصرية قامت بتغيير مكان الاجتماعات هذه المرة . ولوضع القراء في صورة ما يحدث ، فان وفدي حماس و فتح وبعد وصولهم الى القاهرة فانهم يبدأون اجتماعاتهم في التاسعة صباحا ولا يخرجون منها حتى التاسعة ليلا وسط تشديد وتأكيد من الوزير عمرو سليمان على ان يتفقوا . ثم نجلس في بهو الفندق الذي يقع في شارع صلاح سالم وهو الشيراتون القديم - فندق لا ينقصه طول ولا عرض وفي كل ركن نافورة مياه او زاوية رومانسية تذكر الحاضرين بان الحياة جميلة وان الاتفاق اجمل من الاختلاف ...الديكورات الجميلة والسقوف العالية تظهر لنا كل ساعة كم يمكن ان نصنع من غزة وطنا جميلا ومن فلسطين جنة الله على الارض لو اتفقنا وانتصرنا وحصلنا على حريتنا . والحق يقال ان المخابرات المصرية قد تنجح هذه المرة في التحدي، وقد تنجح في اجبار الاخوة الاعداء على توقيع اتفاقية عودة الى الذات والى الرشد الوطني ولكن هناك شي نحس به ولا نستطيع ان نعبر عنه . وهذا الشئ سيكولوجي، فيبدو ان هؤلاء القادة ومثلهم التنظيمان قد اعتادوا على الخلاف لدرجة يصعب الاتفاق على نسيان الاختلاف . وحيث نرى موسى ابو مرزوق يمازح عزام الاحمد ويشتري له سيجار للتدخين او نراهم يتمازحون ويتجالسون نشعر للحظة ان علينا ان نفكر بصوت عال :ما الفرق بين فضائية الاقصى ووسائل اعلام فتح من جهة وبين هؤلاء القادة الذين يتبادلون المجاملات ؟ ولماذا يشتهي المريض او طالب الجامعة او العاشق الذي لا شأن له بالخلاف ان يسافر والقادة اساس الخلاف يقولون انهم ملّوا السفر ؟ وماذا لو اتفقنا ؟ هل نحن قادرون على النسيان ؟ الاجابة نعم ولكن هناك فئات مستفيدة بمصالح كبيرة جدا من الخلاف لن يستسلموا بسهولة ، وعلى الشعب الفلسطيني ان يعلم ان اللجان انجزت تقريبا صيغ المصالحة ، وان القادة قد تلين رؤوسهم وقد تحن قلوبهم الا ان ادوات تحقيق المصلحة الوطنية ستكون اهم بكثير من الصلحة نفسها وهي عبرة يجب ان نستفيد منها عبر تجربة اتفاق مكة . والسؤال المطروح الان حسب سلم الاهمية ليس اذا كانوا يتفقون او لا يتفقون بل كيف سيتفقون ؟ وفي النهاية على قادة الحوار من فتح وحماس ان يعرفا ان الكرة ستبقى في ملعبهم الى 6 اشهر اخرى فقط وبعدها ان شاؤوا او لم يشاؤوا فان هناك موعد انتخابات تشريعية ورئاسية وان الشعب الفلسطيني لم يوكل اي منهم لالغاء او تأجيل هذه الانتخابات ..... وعلى كل قائد ان يتذكر ما قاله الخليفة المامون لاحد الولاة من كثرة ما وصله من شكاوى الناس على ادارة شؤون ولايته " امّا اعتدلت واما اعتزلت" |