وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشيخ آل نهيان يتبرع بمليوني درهم لصالح طلبة جامعة القدس

نشر بتاريخ: 18/05/2009 ( آخر تحديث: 18/05/2009 الساعة: 20:13 )
القدس- معا - تبرع الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي بمليوني درهم لصالح طلبة جامعة القدس في فلسطين وذلك خلال حفل العشاء الخيري الذي نظمته مساء الجمعة الماضي بفندق وأبراج الشاطئ روتانا لجنة أصدقاء الجامعة في أبوظبي دعما لبرنامج "كفالة الطلاب" الذين يعانون أوضاعا اقتصادية صعبة تحول دون تمكنهم من دفع رسومهم الجامعية.

وقد حضر الحفل رئيس اليمن الجنوبي السابق على ناصر محمد وعدد من السفراء وأ.د. سري نسيبة رئيس الجامعة ود. زياد أبو هلال مدير وحدة المساعدات بالجامعة، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين والعرب الذي ساهموا بدعم هذا الحفل حيث أحيي الحفل الفنان اللبناني أحمد قعبور، والشاعر السوري عمر الفرا.

وعبر الشيخ نهيان في كلمة خلال الحفل عن تقديريه للجنة أصدقاء جامعة القدس في أبوظبي لقاء ما يبذلونه من جهد، في تنظيم حفل سنوي، مشيرا الى أنه تعبير عن التقدير والاعتزاز بهذه الجامعة ودعم لها.

وأكد في كلمته عن عمق علاقات الأخوة، بين فلسطين ودولة الإمارات العربية المتحدة مضيفا "أننا في دولة الإمارات، في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة نعتبر قضية فلسطين هي قضية كل العرب ونبذل كل ما نستطيع لدعم الشعب الفلسطيني ومساعدته في الحصول على حقوقه المشروعة ومساندته في مواجهة الاحتلال".

وأضاف سمو الشخ نهيان "إن ما تمثله جامعة القدس من رسالة سامية إنما يدعونا جميعاً إلى مساندتها ودعم مسيرتها وإنه لمن بواعث الاعتزاز والسرور أن هذا الحفل السنوي لدعم الجامعة والذي ينعقد في أبوظبي قد نجح إلى حد كبير، بالتعريف بمسيرة هذه الجامعة، والحث على مساندة خططها وبرامجها ودعا سموه الحضور الى أن تظل مساندتهم لهذه الجامعة قوية ومتينة وأن تكون إسهاماتهم لها ممتدة وصاعدة".

وفي ختام كلمته عبر سمو الشيخ نهيان عن أمله "بأن تستمر جامعة القدس في مسيرتها الناجحة وأن تكون دائماً على قدر كافة التوقعات والطموحات، لخدمة شعب فلسطين وتمكينه من تحقيق أهدافه وغاياته والأمل الأكبر فهو أن يتحقق للشعب الفلسطيني الشقيق كل ما يتمناه وأن يحصل على حقوقه المشروعة في السلام القائم على العدل وتوفير حياة آمنة ومستقرة لأبناء فلسطين على أرض فلسطين".

وفي كلمة أ. د. سري نسيبة رئيس جامعة القدس أثنى على الراعي والأخ الحنون والإنسان الفاضل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان حفظه الله وأكرمه وعلى جميع الحضور واصفاً إياهم بأصدقاء وناصري الطالب الفلسطيني الجامعي.

وأستهل د. نسيبة كلمته بالتذكير بيوم النكبة والأسى الفلسطيني حيث قال: "دعنا سوياً نذرف دمعة، نودعها في حضن دمعاتنا الستين، نقسم بها أننا لا ولن ننسى كما لن ننسى أيضا في هذه المناسبة أخينا جميل عثمان ناصر محافظ القدس وأمين سر مجلس أمناء الجامعة الذي وافته المنية، رحمه الله واسكنه فسيح جناته".

وتقدم د. نسيبة باسم أسرة جامعة القدس، لكل واحد من الحضور ولكل من عمل جاهداً لإنجاح هذه الأمسية السنوية، الخامسة على التوالي بعميق الامتنان والشكر محييا فيهم فرادى وجماعة، روحهم المعطاءة، ومواقفهم النبيلة، راجياً لهم جميعاً دوام العافية والازدهار، متحدثاً عن جامعة القدس التي تحتضن أكثر من ألف موظف، يخدمون أكثر من عشرة آلاف طالب وطالبة ويدرسون كافة التخصصات على مستويي البكالوريوس والماجستير وهذه الجامعة التي تتباهى بأنها الجامعة الأكثر غزارة من بين أخواتها من الجامعات العربية في الإنتاج العلمي، أي في نسبة منشورات أساتذتها إلى عددهم، في المجلات العلمية الدولية المتخصصة والمحكمة، قد تكون هذه النسبة (0.25 مقارنة بـ 0.20) مع ذلك ضئيلة جداً فيما لو قورنت بمثيلاتها في دول العالم، وقد لا تكون ذات شأن لو اعتمدنا كقياس في المقارنة المنشورات العلمية في اللغة العربية، لكنها مع ذلك وضمن المعطيات أو قل المأخوذات نسبة يمكننا جميعاً أن نرى فيها ضوءاً مشعاً في ظلام احتلالي قاتم.

وسلط د. نسيبة الضوء في كلمته على موضوع أعم وأهم واصفاً إياه في غاية الخطورة وهو الظلام الذي يخيّم على المدينة التي تحمل الجامعة أسمها .

وقال" هذه مدينة يشغف بها لسان الضاد إلى ما يفوق حد الوصف، بينما يترهل ويتباعد ويتقلص من ورائه حجم الفعل إلى درجة الاختفاء مضيفاً: "وقد يعلم البعض أو لا يعلم أن اتفاق أوسلو الذي دفع بملف القدس إلى ما يسمى بالنهايات، أو المراحل النهائية، والتي لا تبدو أن لها نهاية، قد منع عنها، وفق حيثياته، إمكانية الاستفادة من الدعم المالي الذي سمح بإنفاقه على بقية بلدات ومدن الضفة وغزة المحتلين، فلم تخصص لها في ذلك الوقت، أي خلال سني أوسلو من العام 1995 إلى العام 2000، أو بعد ذلك، ميزانية خاصة بها تصرف على مناحيها الحياتية تضاهي ميزانية حتى أصغر بلدة أو مدينة أخرى محتلة.

وشدد د. نسيبة على موقفه السياسي قائلاً: "كنت يوماً ممَن اعتقد أن الطريق الجذري والواقعي الوحيد للدفاع عن الوجود العربي في القدس هو الحل السياسي، وان الزمن لذلك الحل ليس لصالحنا، إذ ان القضم الاستعماري أو الاستخرابي كما قال أحدهم، جار على قدم وساق، والوقائع على الأرض تقلّص من ما يمكن أن يستعاد، لكن المشهد الذي آلت إليه الأمور اليوم، بات يجعل من ذلك الطريق وهماً، ولم يتبقَ للذود عنه شيء سوى البقاء نفسه، وبصراحة تامة، فلا يوفر الهواء الذي يمكن للنفس المختنقة استنشاقه شيء سوى المال، المال للمدارس، للمعلمين، للمستشفيات، للممرضين، للموظفين، للكتّاب، للمحامين، للأزواج الشابة، للمحلات التجارية، للأندية الرياضية، للمسارح،... فأستجير بكم من على هذا المنبر أيتها الأنفس الطيبة، أن تضيفوا صوتكم إلى صوتنا، وأن ندويّها صرخة عالية، تصل أرجاء الحكم في الوطن العربي الإسلامي، أن هبّوا للنجدة، وأن خصصوا للقدس صندوقاً، أكان صندوق ملك المغرب أو غيره، يكون صندوقاً حياً، ذاخراً، وافراً، يضاهي ولو بنسبه قليلة ما يستثمره يهود العالم، يعيد للقدس أنفاسها، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا،ً وأن أكرموا يكرمكم الله."

وأوصى د. نسيبة بضرورة عدم ترك النزاعات الداخلية المؤلمة والمآسي التي يّعرض بعضنا بعضاً لها، والتي ما هي إلاّ انفجارات ناتجة عن الضغط ألاحتلالي الهائل.

واضاف"فالإنسان الفلسطيني حيٌّ ولو طُمر قسراً في أعماق الأرض، وإن مضينا فثمة عمالقة من بعدنا، عمالقة من أزهار بلادنا الطيبة، من تينها وزيتونها، سوف ترفع علماً، بإذن الله، على كنائس القدس، ومآذن القدس، وأسوار القدس، وتعلنها عاصمة آبيّة، وحرّة، تنبض عبادة صخرتها المقدسة، ليس عن الشعب الفلسطيني فحسب، وإنما عن الأمة الإسلامية بأسرها.

ودعا نسيبه الحضور إلى ضم صوتهم لصوته ليدووا صرخة عالية تصل أرجاء الوطن العربي والإسلامي لنجدة القدس.

بدأ الحفل الفنان أحمد قعبور بأغنية أناديكم من كلمات الشاعر الفلسطيني توفيق زياد والتي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، ليبدأ بعدها الشاعر عمر الفرا بقراءة مجموعة من أشعاره التي تناول فيها العديد من المواضيع الوطنية والقصص الاجتماعية بطريقة إلقائه المميزة السلسة وكلماته المعبرة القوية والتي لاقت تجاوبا كبير من الحضور.

ثم قدم أحمد قعبور المزيد من الأغاني الوطنية مثل أغنية "يا نبض الضفة"، "ويا رايح صوب بلادي" وأغنية "موطني" وغيرها من الأغاني الوطنية التي نسج كلماتها وصاغ ألحانها بإيقاع التزامه قضايا الوطن والأمة وكما قدم أغاني من جديده ليعود ويختتم الحفل بأغنية "أناديكم" ويلهب المشاعر.