وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طلبة الجامعات يدعون إلى تعزيز مفاهيم التعايش السلمي بين الاديان

نشر بتاريخ: 23/05/2009 ( آخر تحديث: 23/05/2009 الساعة: 10:53 )
غزة- معا- دعا طلبة من جامعتي الأزهر والأقصى، اليوم السبت، إلى تعزيز مفاهيم التعايش السلمي بين أطياف الشعب الفلسطيني وتدعيم الروابط الاجتماعية، خلال لقاء تدريبي عقده مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان، بعنوان "صور التسامح في الديانة المسيحية"، وذلك ضمن مشورع "نحو تسامح فكري وسياسي في أوساط طلبة الجامعات"، وذلك بمقر المركز بغزة.

وأوضح الأستاذ طلال أبو ركبة منسق فعاليات المركز بغزة، أن المجتمع الفلسطيني منذ القدم يتكون من مجموعة من المواطنين لهم انتماءاتهم الدينية والفكرية والسياسية المختلفة، وأن هذا الاختلاف لم يؤثر يوما ما على السلم الأهلي والعيش المشترك على قاعدة أن جميع أبناء هذا الوطن تحكمهم قيمة المواطنة، لافتا إلى أن جذور التعايش السلمي داخل المجتمع الفلسطيني تعود إلى آلاف السنين، سواء داخل المدينة المقدسة أو خارجها، وأن الاحتلال الإسرائيلي حاول على مدار العقود الماضية ضرب منظومة التعايش السلمي بين المسيحي والمسلم، إلا أنه فشل بفعل الوعي والتسامح الديني القائم داخل المجتمع الفلسطيني.

وأكد السيد جبر الجلدة، مدير العلاقات الدينية بالكنيسة الأرثودكسية بغزة، أن روح الإنسان ليست في متناول سيف الحاكم ولهذا لا يجوز مطلقاً استخدام الإكراه في شؤون الإيمان "لأن القوة لا يمكن أن تضع نفسها محل تلك الأمور التي تتصل بعقل الإنسان"، مشيراً الى أنه "من الواضح ان الدين الحق، أياً كان، لا يحق له أن يدعي أي امتياز يخول له العنف مع الديانات الأخرى، ولا يحق له أن يدعي أن الأفعال التي يرتكبها هو بريئة لكنها تكون جرائم إذا ارتكبها الاخرون، وأنه عدوان أكيد على حقوق الله أن يريد الإنسان إكراه الضمير".

ونوه إلى " ان المجتمع الفلسطيني رزح طويلاً، وما زال، تحت طائلة تاريخ مرير ومروع، تتجذر في داخله ثقافة التعصب والإكراه، وما أحوجه الآن في لحظاته العصيبة هذه أن ينتزع نفسه من هذا التاريخ المفزع ويندرج في ثقافة التسامح، يستوعبها ويتشبع بها ويستشرف آفاقها، ويأخذ بدعوتها الحارة إلى حرية الضمير بوصفها حقاً طبيعياً لكل إنسان".

واضاف:" إن حاجته ماسة إلى تحقيق هذه الدعوة بالفعل، لا بمجرد القول وبهذا التحقيق فقط يمكنه أن يدمر قواعد العنف والقهر وأن يغادر تاريخ الآلام والقسوة والفواجع إلى الأبد، وبذا يصحح مسار تاريخه ويدخل أسوة بشعوب العالم المتحضر تاريخ المسرات والعقل والازدهار والسلام الاجتماعي".

وفي نهاية اللقاء، أوصى الطلبة بمحاربة كافة أشكال التطرف داخل المجتمع والعمل على تعميم ثقافة احترام الآخر، والتأكيد على مفاهيم وروابط المواطنة التي تعزز التعايش السلمي داخل المجتمع الفلسطيني، ودعم النضال المشترك بين أطياف المجتمع الفلسطيني ورفض كافة أشكال التمييز بين مختلف الأديان داخل فلسطين، وتوعية المواطنين بمفاهيم العيش المشترك والسلمي بين كافة أطيافه السياسية والديينية وتربية ألأبناء على احترام الديانات الأخرى.