وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاستخبارات الاسرائيلية : ابو مازن دخل في كابة حادة والدحلان والبرغوثي سيتصارعان على خلافته

نشر بتاريخ: 18/01/2006 ( آخر تحديث: 18/01/2006 الساعة: 11:25 )
خاص معا - ترجمة بتصرف - لن ترضى الاستخبارات الاسرائيلية ان يكون رئيس وزرائها شارون في المستشفى والمشاهدون العرب يتابعون موته على شاشات الفضائيات، وذلك لاعتقادهم بأن هذا سيشكل انتصارا سيكولوجيا للمواطن العربي، فتخرج المخابرات الاسرائيلية بتقرير تنشره الصحف والمواقع العبرية - وفي هذه الفترة بالذات - حتى يعود المواطن العربي والفلسطيني للانشغال بويلاته وهمومه الثقيلة فلا يشعر باي انتصار " وهمي " على شارون .

ادّعت اوساط المخابرات الاسرائيلية ان لديها معلومات تقول ان رئيس السلطة الفلسطينية اخذ يفقد سلطته على الاوضاع وفقد ثقته بنفسه وبمن حوله ما يهدد قدرته على الحكم وهو ما يدفع السياسيين والجنرالات في اسرائيل ان يستعدوا لاحتمالية عدم وجود شريك فلسطيني وهي غاية سياسية طالما عمل من اجلها شارون .

وكانت صحيفة معاريف العبرية كشفت قبل اسابيع النقاب عن تفاصيل البرنامج السياسي لحزب كاديما والذي تقوم خطته على الحل احادي الجانب من الضفة الغربية وعدم وجود شريك فلسطيني وهو ما يثبت ان القرار السياسي الاسرائيلي يفرض نفسه هذه الايام على اجندة الاستخبارات الاسرائيلية ولايعتمد على المعلومات الاستخبارية .

وتنشر اسرائيل في العالم عن طريق " تسريبات امنية مقصودة " ان ما يقلقها ليس الفلتان الامني فقط، وانما تدهور حالة ومكانة ابو مازن وان الرجل دخل في حالة كآبة ويرفض اللقاءات والاجتماعات مع الضيوف الذين يأتون لمقابلته.

وتنسب المصار الاسرائيلية الى ما تطلق عليه - المحافل المغلقة في فتح - بان ابو مازن لم يعد قادرا على الحكم او تنفيذ وعوداته وخططه وان سلطته في غزة انهارت تماما .

وفي تفاصيل التقرير ان نشطاء حركة فتح كفوا عن رؤية ابو مازن كقائد للحركة وانهم يقولون في المحافل المغلقة: ان محمود عباس فشل في احتواء الفلتان الامني في غزة وان الاجتماعات المغلقة مع قادة فتح وخبراء الرأي العام في غزة تثبت انهم يحمّلون ابو مازن مسؤولية فلتان الامور وان قادة فتح بدأوا يجاهرون بذلك .

ومن جهة اخرى هناك اطراف في حركة فتح - بحسب التقرير الذي سربته الاستخبارات الاسرائيلية اليوم - تتهم ابو مازن بأنه ينفذ مخططا امريكيا وقد اخضع نفسه للشروط الامريكية وان اصراره على الانتخابات رغما عن فتح يأتي في هذا الاطار حيث يساهم هو في تقوية حماس وتحطيم حركة فتح .

وبحسب هذه الادعاءات فان ابو مازن يقدم خدمة شخصية للرئيس الامريكي بوش الذي يبحث عن ذريعة لتغطية فشله في المنطقة على حساب السلطة الفلسطينية ومصلحة فتح .

ويقول التقرير ان خلافا حادا نشأ مؤخرا بين ابو مازن ومحمد دحلان حين اتهم ابو مازن دحلان بالمسؤولية عن اختطاف الاجانب في الممثليات الاجنية فرد عليه الدحلان بقوله: يبدو انك فقدت عقلك مثل الرئيس السابق " ويصف مراقبون اجانب العلاقة بين الاثنين انها مجمدة حد الانقطاع .

اما الجيل الوسط في حركة فتح فينتقدون ابو مازن بشدة ويرد ابو مازن احيانا عليهم بالقول انه سيقدم استقالته اذا فازت حماس في الانتخابات القادمة .

من جهة اخرى سافر محمود عباس مؤخرا الى السعودية لطلب المساعدة المالية لتغطية انتخابات فتح الداخلية ولكنه عاد من هناك دون ان يحصل على شيء تقريبا فقال البعض " حتى السعودية خسرها ابو مازن " .

ويدعي التقرير ان رسائل سرية يجري تبادلها هذه الفترة بين ابو مازن وبين المصريين والذين يهددونه بوقف الدعم من مصر للسلطة الفلسطينية اذا لم يبادر بتفعيل المسيرة السياسية في المنطقة الا ان عباس لا يحرك ساكنا .

وفي لقاءات اسرائيلية و" أجنبية " مع المصريين لم يخفوا انهم يعكفون على دراسة احتمالية اتخاذ قرار باعادة رجالهم من غزة الى القاهرة وعلى لسان ضابط اسرائيلي كبير " ان المصريين اقرب من اي وقت مضى لرفع ايديهم يأسا من محمود عباس وباتوا يعرفون انهم يضيعون وقتهم معه " .

ويشدد التقرير ان واشنطن وتل ابيب وعواصم اوروبا لا يزالون يرون في محمود عباس رجلا طيبا وان " شخصيته " لم تتغير ، الا ان المشكلة هي ان الجميع باتوا على قناعة انه لا يستطيع ان يفعل المطلوب وانه يعرف هذه الحقيقة حسب مسؤول سياسي اسرائيلي كبير .

والمشكلة الحقيقة الان هي في واشنطن اكثر من غيرها من العواصم، فقد همست وزيرة الخارجية كونداليسا رايس لمسؤولين " ان فوز حماس سيشكل مشكلة للاسرائيليين لكنه سيشكل مشكلة اكبر لواشنطن " والمقصود ان واشنطن عوّلت كثيرا في سياستها بالشرق الاوسط على ابو مازن دون جدوى.

وقد جاء في التقرير : ان انهيار سلطة ابو مازن يشكل خطرا خاصا على رؤية الرئيس الامريكي بوش في المنطقة وما يواجهه في العراق وبقاء اسامة بن لادن حيا طليقا.

ولا يخفي الامريكيون قلقهم من ان انهيار ابو مازن سيتسبب في انهيار السياسة الامريكية كلها في الشرق الاوسط وسيدفع بالرئيس الامريكي ليتراجع عن جميع رؤياه ويلعق جراحه .

ويقول التقرير الاسرائيلي الاستخباري : ان واشنطن لا تثق باحد من القادة العرب بقدر ما تثق بمحمود عباس وان واشنطن لا تعطي اي قائد عربي - باستثناء العاهل الاردني - ثقة مثلما تعطي لعباس وسيكون سقوطه مؤلما عليهم وعلى سياستهم الكاملة في المنطقة .

ويصف التقرير على لسان مسؤولين امريكيين واسرائيليين قطاع غزة بانه اصبح منطقة محروقة ، وان ابو مازن يحتاج الى معجزة كي يضبط الاوضاع هناك وان على تل ابيب وواشنطن ان تشرعا في التفكير منذ الان باليوم الذي سيأتي بعد عباس .

وفي تصور اسرائيل ان المعركة على خلافة عباس ستدور رحاها بين اجيال فتح ، لا سيما بين محمد دحلان والذي يحاول منذ الان ان يجهز نفسه كوريث دون ان يتورط بصراعات معلنة وبين مروان البرغوثي .

كما يدّعي التقرير ان معركة خلافة ستقع في حماس بين القيادة في الداخل والقيادة في الخارج ولا يستبعد التقرير شبح الحرب الاهلية وهو ما سيعطي اسرائيل الامكانية لاغلاق الجدار بينها وبين الفلسطينيين وان تعلن عدم وجود شريك فلسطيني وتذهب لمفاوضة الادارة الامريكية بدلا عنهم لتنفيذ انسحابها احادي الجانب من الضفة الغربية .