وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صاحب مصانع العودة: القطاع يعيش وضعا اقتصاديا كارثيا في ظل الحصار

نشر بتاريخ: 26/05/2009 ( آخر تحديث: 26/05/2009 الساعة: 17:24 )
غزة- معا- أكد محمد التلباني رئيس شركة مصانع العودة والبسكويت والأيس كريم أنه لم يمر على الشعب الفلسطيني ومصانعه منذ عشرات السنوات حصارا وإغلاقا كالحصار المفروض على قطاع غزة، واصفا الوضع الذي يعيشه الاقتصاد في غزة بالكارثي والمأساوي عازيا ذلك إلى سياسة الاحتلال في تدمير ما تبقي من صناعة وخنق المواطن الفلسطيني.

وقال التلباني لـ"معا": "لم أتصور في احد الأيام أن مصنع يعمل به أكثر من 400 عامل ويحتوي على عدد من خطوط الإنتاج وكان ينتج أكثر من 40 صنفا ومرشحا لاستيعاب المزيد من الأيدي العاملة، يشغل اليوم 100 عامل لمدة 12 يوما في الشهر وعلى نظام الدور وينتج فقط عدة أصناف لا تتجاوز أصابع اليد متسائلا بنوع من الغضب أليس هذا ظلما على الاقتصاد الوطني الفلسطيني!!".

وأضاف "أن الإغلاق والحصار الإسرائيلي للمعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ومنع للمواد الخام أدي إلى شلل تام يعاني منه الاقتصاد الفلسطيني" مشيرا إلى أن قوات الأحتلال لا تدخل سوي 3 أصناف من المواد الخام اللازمة للصناعة في مصنعه من أصل 100، مبينا ان الاصناف الممنوعة هي الكرتون والأوراق والمواد الرافعة والمحسنة والكاكاو ومواد التنظيف وتعقيم المختبر وفحص العينات وقطع الغيار وأخير انقطاع الغاز والذي لم يتحسن إلا في الأيام القليلة الماضية مشيرا أن هذه الأسباب والعوامل وغيرها أدت إلى حدوت تجميد لعمل المصنع والشركة وشبه إغلاق.

وتفرض اسرائيل منذ أكثر من 3 سنوات حصارا مشددا على قطاع غزة وتمنع دخول المواد الخام الأساسية اللازمة للمصانع الفلسطينية ما أثر على عملها بشكل مباشر وأدي إلى انهيار واغلاق معظمها.

محمد التلباني يمتلك مصنعاً كبيرا في محافظة الوسطى جنوب غزة لصنع البسكويت منذ عشرات السنوات ومن الشخصيات المعروفة وله بصماته في إنتاج أجود الأصناف من البسكويت والأيس كريم، ولا يستطيع إرسال بضائعه المصنعة إلى الضفة منذ فرض الحصار على غزة مشيرا إلى أنه كان يصدر إلى محافظات الشمال 60% من إنتاجه ولكن منذ سنوات لم يصدر ولو شاحنة واحدة وهذا أثر على عمله وإنتاجه.

ودعا التلباني إلي ضرورة فتح المعابر والممرات المؤدية إلي قطاع غزة من اجل إنعاش الاقتصاد الوطني الفلسطيني من جديد ودفع عجلة التنمية الاقتصادية وإنهاء الانقسام من اجل حل مشاكل الفقر والبطالة في صفوف الشباب والعمال الفلسطينيين، موضحا أن الاستثمار خارج قطاع غزة لم يكن هدفا بالمطلق الحصول علية ولكن المتغيرات على ارض الواقع في الأراضي الفلسطينية هي التي فرضت نفسها على البعض من اجل الحافظ علي رأس مالهم من الضياع والتآكل.

وقال:"هناك أكثر من 60% من رجال الأعمال والمؤسسات التجارية في قطاع غزة هربت نتيجة للظروف الاستثنائية التي يمر بها قطاع غزة والباقيين لو سمح لهم الاحتلال بالخروج لخرجوا للاستثمار في بلدان عربية أخرى لكن كحالة مصنع العودة فالأمر مختلف فالمصنع يعمل في ظل ظروف معقدة ويعتاش من وراءه عشرات الأسر الفقيرة.

وأوضح التلباني أن الأمل قد انعدم من قطاع غزة فيما يتعلق بموضوع الاستثمار الأجنبي أو المحلي وان هروب رأس المال هو الخطر الذي يداهم المواطنين يوما بعد الآخر نتيجة للحصار الذي أضحت نسبته 100% داعيا الأحزاب السياسية الفلسطينية وحركتي فتح وحماس إلي التوحد من جديد والتحرك العاجل من اجل إنقاذ الأسواق الفلسطينية والمنشات والمصانع من هجرة رأس مالها إلي دول مجاورة.

وردا على سؤال حول كيفية عمل المصنع 12 يوما في الشهر أوضح أن المصنع يعمل حسب المطلوب وما هو متوفر من المواد الخام التي نحصل على بغضها من خلال تجار الأنفاق وبأسعار خيالية.

وقال: "صنف الكرتون الذي كنا نشتريه من الجانب الإسرائيلي بأقل من 2 شيكل أصبحنا نشتريه اليوم من خلال تجار الأنفاق 9 شيكل هذا في حالة توفره وإذا لم يتوفر نستبدله بالكرتون المعبأ بالخضار ولفواكهه القادم إلى قطاع غزة عبر المعابر الإسرائيلية".