وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كونترول التعليقات: جمهور لا يعرف السعادة ولا يثق بأحد

نشر بتاريخ: 28/05/2009 ( آخر تحديث: 29/05/2009 الساعة: 10:00 )
من كونترول التعليقات لوكالة معا - عبلة درويش- لفت انتباهي لاشهر ماضية ومن خلال متابعة ونشر تعليقات قراء وكالة معا، على الكثير من الاخبار والمواضيع والقصص التي اختلفت بمضمونها من سياسة ورياضة واقتصاد وبيئة فلسطين وبحر وجوها وارضها وكاركاتيرات وشخصيات سياسية واعتداءات اسرائيلية، انها تختلف بالصورة والعنوان فقط، لكن معظم التعليقات التي تصل للكونترول لا تختلف كثيرا بمضمونها، لاجد ان القراء والذين يمثلون النسبة الاعلى من الشعب الفلسطيني يتحدثون دوما بلغة متشابهة الا وهي السياسة.

ملل واحباط الشعب الفلسطيني من الوضع السياسي القائم سواء في الضفة الغربية وتشكيل الحكومة الاخيرة، او غزة وما تقوم به الحكومة المقالة، واستمرار الانقسام واماني القراء دوما في حال الخبر على نجاح في مباراة رياضية، ان ينجح الحوار الوطني الفلسطيني، وتبادل الاتهامات دوما بين حركتي فتح وحماس الامر الذي يعكس مدى مناقشة واستمرار حديث الشعب عن حركتي حماس وفتح، وكل يلقي اللوم باستمرار الحصار وتصاعد الانقسام على الحركة الاخرى.

وشعب يريد ادخال السياسة بكل المواضيع التي تخطر ببالك او لا تخطر، ولا يسعى بعض المشاركين في تعليقات معا على كشف المستور من وراء الصورة ويلقي بمسبات على الكونترول بـ"عيب عليك"، ويدخل الاقتصاد والاجتماع والرياضة والفرح في السياسية، فكم انتظرت الكثير ان يتحدث بالسياسة عندما لزم الامر.

وحتى في حال الحديث عن اعتداء اسرائيلي، اتهامات متبادلة بين المشاركين من حركتي فتح وحماس، بين تلك هي السبب، لا وتلك هي السبب، وغياب شبه كلي من توجيه الاتهامات لحزب فلسطيني اخر، او مشاركة من حزب اخر كمحاولة منه لرأب الصدع بين الحركتين وان كانت لا تؤثر كثيرا على الوضع الفلسطيني، فقط كمشاركة.

شعب لا يعرف الفرح او لا يحب ان يفرح هكذا بدا لنا، ومعظم المشاركين في تعليقات وكالة معا، لا يحبون الفرح او لا يعرفون كيف يفرحون، فدوما ومعظمهم ان كانت صورة التعليق ذاك اليوم على صفحة الوكالة تتحدث عن فرح او نجاح، يقولون دوما "انتو بشو واحنا بشو"، وكأننا شعب محروم من الفرح او كتب علينا ان لا نفرح، فماذا يحدث ان فاز فريق انسات في بطولة كرة السلة ؟ وماذا يحدث ان اقيم مهرجان فلوكلور فلسطيني للدبكة الشعبية ؟ اوليس النجاح في اي مضمار في فلسطين يعبر عن نجاح شباننا وبناتنا ام يعتبر "كفرا" او "فجورا" كما يقول الكثير من المعلقين!!

شعب لا يثق بالقيادات ولا بالحكومات، ويعبّر معظم المشاركين في التعليقات على معظم الصور، عدم ثقتهم لا بقيادة ولا بحكومة ولا بوزير، فدوما يكون تعليقهم والى متى الكلام نريد افعالا.

شعب يضمر الغضب ضد الدول العربية، فنسبة الثقة بالدول العربية وحتى تعليقا على باب المساعدات سواء المادية او المعنوية شبه معدومة، فنصر الله واحمدي نجاد ليسا من الشخصيات المحبوبة لدى نصف الجمهور وقدرة ايران على ضرب اسرائيل وحتى وان كانت اسرائيل عدوا لها لكنهم لا يعلقون امالا كثيرة على ايران ويتهمونها بالموالاة لاسرائيل وامريكا.