وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لأول مرة- جامعة القدس تنظم المسابقة الدولية للمرافعات القانونية

نشر بتاريخ: 02/06/2009 ( آخر تحديث: 02/06/2009 الساعة: 13:00 )
القدس- معا- نظمت كلية الحقوق في جامعة القدس المسابقة الدولية للمرافعات القانونية، أضخم برنامج فلسطيني فرنسي دولي يحدث للمرة الأولى في فلسطين وذلك بالتعاون مع النصب التذكاري للسلام والمؤسسة الدولية لحقوق الانسان والسلام في فرنسا ودعم نقابة المحامين الفلسطينية.

وفي سياق المسابقة، استضافت الجامعة وفدا فرنسيا رفيع المستوى ضم كل من الوزير فيليب دوغا، رئيس بلديو مدينة كون الفرنسية، ستيفان جريمالدي مدير النصب التذكاري للسلام في مدينة كون، ونقيب المحامين، والين توري وجين فرانسوا كوبي.

وقد حضر المسابقة الان ريمي القنصل الفرنسي العام في القدس، ووفد من القنصلية ضم كل من جون-بول غنيم وسيبستيان فاغار، ومعالي الأستاذ محمد زهدي النشاشيبي عضو مجلس أمناء الجامعة ووزير المالية سابقاً، والأستاذ الدكتور سري نسيبه رئيس الجامعة، وممثلا عن نقابة المحامين الأستاذ احمد الصياد وممثلا عن هيئة القضاء العليا القاضي مصطفى القاق.

وافتتح المسابقة د. أنور أبو عيشة من كلية الحقوق مرحباً وشاكراً الأصدقاء الفرنسيين على دعمهم المتواصل لجامعة القدس، وقد خص بالذكر القنصل الفرنسي العام ورئيس بلدية مدينة كون الفرنسية ومدير معهد النصب التذكري للسلام والمؤسسة الدولية لحقوق الانسان في فرنسا مضيفاً
"أنها لفرصة عظيمة لنا في جامعة القدس لنتعلم ونعلم أكثر في مجال حقوق الانسان".

وفي كلمته عبر القنصل الفرنسي العام عن سعادته لوقوفه أمام حشد كبير من الحضور، قائلاً "تواجدت كثيراً في حرم جامعة القدس حيث تربطني علاقات جيدة مع رئيسها أ.د. سري نسيبة لكن هذه المرة الأولى الذي يتم التعاون في قضايا ومرافعات حقوق الانسان وهي من القضايا التي تهم العالم بأسره، وأتمنى بأن لا تكون هذه المرة الأولى والأخيرة لبحث مثل هذه الامور وذلك لاهميتها وستواصل فرنسا حكومةً وشعبنا لدعم وتطوير مثل هذه النشاطات واخرى مماثلة".

ومن جهته سرد ستيفان جريمالدي تاريخ للنصب التذكاري للسلام وانشاء المعهد حيث قص على الحضور قصة الحرب بين ألمانيا وبولندا وما تلاها وما تعرضت له مدينة كون الفرنسية من اعتداء وتدمير حيث صمم محررها ان يبني متحف للسلام هدفه خلق التفاهم بين الشعوب وخاصة الشعب الالماني والفرنسي، مشيرا الى ان المتحف يبلغ من العمر 20 عاماً ومنذ انشاءه ينظم مرافعات في مجال حقوق الانسان وفي نهاية حديثه تمنى أن يرى مثل هذا المتحف في فلسطين من اجل السلام.

وفي كلمته، رحب الاستاذ محمد زهدي النشاشيبي عضو مجلس أمناء الجامعة بالحضور والاصدقاء الفرنسيين، مؤكدا على ما تقوم به جامعة القدس من برامج من اجل مواجهة العدوان واحلال السلام في مدينة السلام.

ووقد استضافت المسابقة الاولى في جامعة القدس المحامية الاسرائيلية اليجرا الاحمر التي حازت على الجائزة الاولى في المسابقة ذاتها والتي عقدت قبل عشر سنوات ف يمدينة كون الفرنسية. واستعرضت اليجرا ما قامت به منذ ان غادرت وول ستريت الى الاراضي الفلسطينية لايمانها المطلق بعدالة القضية الفلسطينية وللدفاع عن الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، كما واشارت الى المرافعة التي قدمتها في المسابقة المذكورة والتي استحقت عليها الجائزة الاولى والتي تناولت قضية عبد الرحمن الاحمر الذي قضى في اروقة التحقيق مدة طويلة دون محاكمة وكيف استطاعت قانونيا من كسب القضية والافراج عن عبد الرحمن الذي اصبح زوجها فيما بعد.

ويذكر ان عبد الرحمن الاحمر هو طالب في كلية الحقوق في لجامعة.

ومن ثم اعلن الدكتور ابو عيشه بدء المسابقة التي تنظم للمرة الاولى في فلسطين، فكانت المرافعة الاولى بعنوان: "مطالبة السلطات الاسرائيلية بالتزام معايير النزاهة والموضوعية عند التحقيق في قضايا التعذيب في أقبية جهاز المخابرات الإسرائيلي" قدمتها بانة شغري بدارنه من بيت صفافا في القدس.

استعرضت بانه قصة احد المعتقلين وطرق التعذيب التي مورست بحقه من قبل محققي جهاز المخابرات الاسرائيلي منذ اللحظات الأولى لاعتقاله، كما وعرضت الاطار القانوني لهذه القضية والمواثيق الدولية والقانونية التي وقعت عليها دولة اسرائيل لمنع تعذيب المعتقلين بهذه الطرق البشعة ومما اثبتته بانه في نهاية مرافعتها عن انعدام المسائلة والمحاسبة القانوينة في حالات التعذيب وطالبت دولة اسرائيل أن تكفل اجراء تحقيق نزيه وفوري في شكاوى التعذيب وذلك كما عبرت عنه اللجنة الدولية لمناهضة التعذيب في توصياتها يوم 14.5.2009.

أما المرافعة الثانية فكانت لجميلة زيد، احد طلبة برنامج ماجستير القانون في جامعة القدس، وكانت بعنوان "رصاصة طائشة تغير القدر".
تناولت جميلة قضية احد شباب مخيم الجلزون الذي تعرض لاطلاق نار في رأسه من قبل جنود الاحتلال اثناء عودته من المدرسة الى البيت، حيث اضحى مصاباً بالشلل التام في الجهة اليمنى من جسمه، وبرغم اجراء العديد من العلميات الجراحية له في العديد من البلدان العربية، الا ان احمد فقد الحاضر والمستقبل حيث أصبح جسدا يعيش بلا ذاكرة غير قادر على النطق، واستعرضت جميلة ما قدم للمحاكم الإسرائيلية وطريقها التي لم تكن أبدا مفروشة بالورود حيث قوبلت بالرفض مرات عديدة. وطالبت خلال مرافعتها بتشكيل محكمة خاصة لمحاسبة الجندي الذي اقترف هذا الجرم وتعويض موكلها عن الاضرار المادية التي لحقت به نتيجة هذا الفعل وتعويض اسرته المتضررة من الالم والمعاناة طوال السنين الماضية.

المرافعة الثالثة بعنوان "شقاء الحياة المتعلقة بالأطفال المصابين بمرض المهق والحياة الصعبة لطفل أمهق في مالي - يجب إنقاذ الصغير كريم كوليبالي" لجي كيبيل من فرنسا، استعرض خلالها الانتهاكات التي تمارس بحق الأطفال المصابين بمرض المهق في مجتمع اسود تسوده الخرافات حول ذلك المرض والحياة الاجتماعية المرضية لطفل يعاني من مرض المهق وهو مرض جلدي يتسبب في لون بشر بيضاء وسببه غياب صبغة الميلانين من الجسم، حيث ان الاطفال المصابين بهذا المرض يتعرضون للمضايقات ولاعمال وحشية ويعيشون في خوف دائم وخصص مرافعته للدفاع عن المصابين من الاطفال.

المرافعة الرابعة بعنوان "النضال ضد بتر أعضاء النساء التناسلية معا باسم بناتنا" لسلين فربروك من بروكسل- بلجيكا.
ترافعت سيلينا عن فتاة تعرضت للختان متطرقة لمخاطر الختان للنساء والفتيات وعن المسألة القانوينة التي تقع على هؤلاء الاشخاص الذي وصفتهم بـ "الجزاريين" مستشهدة بنص بروتوكول "تتعهد الدول الموقعة بأخذ جميع الاجراءات الملائمة بما فيها على المستوى التشريعي لازالة كل شكل من التمييز أوالعنف ضد المرأة وخاصة بتر اعضاء النساء التناسلية".

المرافعة الخامسة لزافيه- جون كيتا من فرنسا بعنوان حرق الأرامل في الهند، بحيث تناولت المرافعة قضية إحدى السيدات التي احرق جسدها فوق محرقة زوجها المتوفى. وخلال تقديمها المرافعة للدفاع عن حق الأرملة الهندية في الحياة، تعرضت للعديد من المواجهات حيث تأتي طقوس حرق الأرامل في لحظة حرق الزوج المتوفي هو جزء أساسي من العادات والتقاليد المتبعة لدى احد الطوائف الهندية، ومع ذلك صممت على الاستمرار لرفع الظلم عن باقي النسوة في هذا المجتمع وشددت في مرافعتها على أن "تلك القصة التي يجب ان لا تتكرر تلك التضحية النهائية المحفورة في تاريخ انسانيتنا فنحن ملزمون في ذكرى موكلتي ان نمتلك القوة لمواجهة نقاط ضعفنا كرجال كي نصدر لاطفالنا تسامح وامل.."

أما المرافعة السادسة فكانت لإحدى المتسابقات الفلسطينيات - لونا عريقات كانت بعنوان "تذكروا أرضنا" حيث تمثلت مرافعتها بترحيل عرب الجهالين بهدف توسيع المستوطنات مستعرضة قصة واقعية لعائلة تم تهجيرها من قريتها. وأكدت خلال مرافعتها بعد استعراضها للعديد من قوانين المحاكم الاسرائيلية وبلدية القدس فيما يخص ترحيل عرب الجهالين، على ضرورة التمسك بالحقوق واستمرارية المطالبة بها مهما طال الزمن ومحاولة المطالبة بالتعويض لموكلها وأسرته واسر الجهالين باتخاذ الاجراءات الكافية لضمان حمايته القانونية في المستقبل ضد اي عمليات إخلاء جديدة وجبر الضرر المترتب عن معاناتهم المتكررة من انتهاك حقوقهم الاساسية في السكن والتعليم والصحة والهوية الثقافية الخاصة بهم.

والمرافعة ما قبل الاخيرة كانت لـ ماري- ان سوبريه مبركي من نقابة فال دواز- فرنسا بعنوان "منفيون من الداخل" ترافعت خلالها عن حقوق الغجر المنفيين في الداخل في فرنسا حيث قامت السلطات الفرنسية بإزالة بيوتهم، حيث تعرضت لحياة المنفيين في داخل وطنهم وعدم قدرتهم على امتلاك بيوت أو إقامة حياة مثل باقي الفرنسيين، مؤكدة على حقوقهم في المطالبة بحياة صحية فيها ماء وكهرباء، لا ان نقوم نطردهم من مدننا كل ثلاثة اشهر واعادتهم الى التشرد.

أما المرافعة الأخيرة فكانت لميران عرفات- يعيش، محاضرة في القانون في جامعة القدس بعنوان "شرف امرأة" ترافعت خلالها عن قتل الفتيات على خلفية جرائم الشرف مستعرضة كافة القوانين والتشريعات السماوية والقانوينة بتحريم القتل ورفع الظلم وضرورة نبذ مثل هذه الجرائم وتحريمها باسم كل الاديان وكل التشريعات والقوانين.

وبعد الانتهاء من المرافعات، اجتمعت هيئة المحلفين للتداول من اجل الإعلان عن نتائج المسابقة، وقبيل الإعلان عنها أمام حشد الحاضرين، ألقى الوزير فيليب دوغو كلمة الختام، أشار من خلالها إلى الصعوبة التي واجهتها اللجنة في اختيار المتسابقين الخمس الأوائل، مؤكدا على أهمية كافة المواضيع المطروحة والقدرة التي تمتع بها المحامون، مشيرا الى ان اختيار المشاركين اللذين حصلوا على المراتب العليا تمت وفقا لمعايير متعددة تضمنت أهمية الموضوع المطروح للبلد الأم للمتسابق/ة، وقدرة المتسابق/ة على عرض الموضوع كما وإقناع لجنة المحلفين.
وقد هنأ دوغو الشعب الفلسطيني قائلا " انه لفخر لجميع الفلسطينيين ان المدافعين عن عدالة قضيتهم هم من النساء"، معلنا النتائج

المرتبة الأولى استحقتها جميلة زيد، الطالبة في برنامج ماجستير القانون في جامعة القدس، عن مرافعتها "رصاصة طائشة تغير القدر"
الجائزة: عضوية في لجنة المحلفين الدولية للمسابقة التي تعقد في فرنسا للعام 2010

أما جائزة جامعة القدس للحائزة على المرتبة الأولى من جامعة القدس، فكانت البلجيكية سيلين فربروك عن مرافعتها بعنوان "النضال ضد بتر أعضاء النساء التناسلية معا باسم بناتنا"
الجائزة: قضاء شهر في كلية الحقوق في جامعة القدس لمشاركة الهيئة التدريسية والطلبة القوانين الأوروبية، وتعلم اللغة العربية.

المرتبة الثانية كانت من نصيب بانة شغري بدارنة من بيت صفافا عن مرافعتها : "مطالبة السلطات الاسرائيلية بالتزام معايير النزاهة والموضوعية عند التحقيق في قضايا التعذيب في أقبية جهاز المخابرات الإسرائيلي".
الجائزة: قضاء شهر في مكاتب نقابة المحامين في باريس خلال تموز 2009

المرتبة الثالثة استحقتها لونا عريقات عن مرافعتها "تذكروا أرضنا".
الجائزة: قضاء شهر في مكاتب نقابة المحامين في باريس خلال تموز 2009

أما المرتبة الرابعة فكانت من نصيب ميران عرفات- يعيش عن "شرف امرأة".
الجائزة: عضوية في لجنة المحلفين لمسابقة المرافعات القانونية لطلبة المدارس الثانوية للعام 2010.