|
قلق قلقيلية وغضب اوباما وخوف بيبي والتدريبات العسكرية - وغزة
نشر بتاريخ: 02/06/2009 ( آخر تحديث: 02/06/2009 الساعة: 19:28 )
بيت لحم - تقرير معا - ادعت شرطة الاحتلال الإسرائيلية أن المسلح اليهودي المتطرف الذي قتل رجلا فلسطينيا عند باب الخليل بالبلدة القديمة بالقدس
ربما اصيب بذعر وخوف شديدين، معتقدا أن الشاب الفلسطيني يخطط للإعتداء عليه فبادره باطلاق النار من مسدسه، والشيء ذاته بالنسبة للاسرائيلي الذي أصيب في شارع الأنبياء حيث كان توجه الى مطلق النار طالبا منه سيجارة، فاعتقد أنه ينوي مهاجمته، فأطلق النار عليه. ولذلك قال التلفزيون الاسرائيلي ان الرجل بحاجة الى فحص نفساني لقياس قدراته العقلية واهليته للمحاكمة ام لا ؟ فرغم مأساة الحادثة الا ان شرطة الاحتلال تمكنت من الحفاظ على روح الدعابة، وخفة الدم، ولو كان فلسطينيا لقامت بهدم منزله قبل ان تبث الخبر اساسا. وفي نفس الوقت هاجم مجلس المستوطنات في الضفة الغربية سياسة الادارة الامريكية والرئيس باراك اوباما، معتبرا ان الضغط الذي تمارسه امريكا على الحكومة الاسرائيلية باخلاء البؤر الاستيطانية ووقف عمليات البناء داخل المستوطنات هو بمثابة "ارهاب سياسي" من قبل هذه الادارة، ولم يتبق عليهم سوى اخضاع الرئيس الامريكي للفحص النفسي هو الاخر. الرئيس الاميركي باراك اوباما من وجهة نظرهم صار "ارهابيا" لانه قال ان المسيرة السياسية تستلزم اقرار حل الدولتين وتجميد البناء في المستوطنات بما في ذلك أعمال البناء المترتبة عن التزايد السكاني الطبيعي. وبكل حال سوف يصل اوباما للقاهرة يوم الخميس ويتوقع ان يحدث الاصطدام بينه وبين نتانياهو ، بل ان الصحف العبرية نشرت تقول على لسان نتانياهو قوله في غرفة مغلقة ( ماذا يردي اوباما مني ؟ هل يريد اسقاط حكومتي ؟ ). وفي نفس الوقت انطلقت صافرات الانذار المتقطعة في جميع أنحاء اسرائيل وذلك في اطار أكبر تدريب عسكري تشهده الدولة العبرية وقد تعب الاسرائيليون على تدريب الجمهور المدني على دخول الملاجئ او المناطق الآمنة او الغرف المحصنة التي أعدت مسبقاً لهذا الغرض داخل المنازل واماكن العمل والبقاء فيها لمدة عشر دقائق على الاقل ويشمل التمرين ايضا مختلف المؤسسات التعليمية. وفي نفس الوقت الذي تستعد اسرائيل لحرب اخرى، لا تزال غزة لم تتشافى من الحرب السابقة، وتحاصر ويمنع عنها كل شئ ويعيش الناس في بيوت الطين ويفقد ذوو الالباب عقولهم في استشراف شكل الحرب القادمة .... وكأن العالم نسي ان هناك حصار او اعتاد على الحصار وهذا ما هو اخطر من الحصار نفسه . والاغرب قصة قلقيلية والفلتان الاعلامي الذي رافقها، وكأن البعض يريد اقناع الجمهور الفلسطيني بمسوغات اقوى لعدم تحريم الدم الفلسطيني، متناسيين ان دم الفلسطيني على الفلسطيني حرام، وان قلقيلية مجرد نتيجة وليست سبب اصلا. انتخابات لبنان، حرب اقليم سوات وتحطيم فلول طالبان، ذرة ايران التي لا يعرف العرب عنها شيئا الا من مجلات الغرب، وصحوة ضمير اوباما، لجنة تقصي الحقائق في غزة، حكومة الدكتور فياض، مؤتمر فتح، تهويد القدس، واهل الضفة يواجهون المستوطنين باياديهم العارية .... كلها مجرد خبر على جدار فلسطين التي لا تزال اكبر من كل القادة وكل الزعماء وكل الفضائيات وكل الاقلام. |