وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في يوم الطفل- أطفال غزة محرومون واغلبهم يعتقدون غزة مكانا غير آمن

نشر بتاريخ: 04/06/2009 ( آخر تحديث: 04/06/2009 الساعة: 13:17 )
غزة- معا- بالونات زاهية الألوان تم تهريبها من الأنفاق الحدودية على معبر رفح جنوبي قطاع غزة، كرة قدم متعددة الأحجام يتقاذفها الأطفال اللاهون في متنزه الجندي المجهول وسط مدينة غزة أو بالأحرى ما تبقى من هذا المكان.

في وسط المتنزه اشتعلت نافورة المياه ليفرح بها الصغار والكبار على حد سواء، الأطفال تمسكوا بالكبار لا يريدون مغادرة زخات المياه المصطنعة، غيرهم باشروا اللعب بألعاب نجت من حرائق الحرب وانطلق آخرون انهوا امتحانات المرحلة الابتدائية إلى بحر غزة عل الأمواج تنسيهم من راح من ضحايا في حرب أكت الأخضر واليابس بغزة.

في غزة لا ينسى الأطفال ما مروا به 82% منهم قالوا لبرنامج غزة للصحة النفسية انهم يعتقدون قطاع غزة مكان غير آمن للحياة، وقال 98.5% منهم أنهم لم يشعرون بالأمن أثناء فترة الحرب لشعورهم بالعجز عن حماية أنفسهم وعجز الآخرين عن حمايتهم فيما يقول 73.5% من الأطفال انهم خافوا من استهدافهم بالقتل، و66.6% من الأطفال ظهرت لديهم بعض أعراض القلق والمخاوف النفسية جراء الحرب.

وتمر الذكرى السنوية ليوم الطفل العالمي وذكرى اليوم العالمي لضحايا العنف من الأطفال الأبرياء في الوقت الذي ما زال يتعرض فيه الأطفال الفلسطينيين لشتى أشكال ممارسات العنف على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي أخطرها الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة والحرب المدمرة التي شنت ضد القطاع لمدة 22 يوماً والتي راح ضحيتها حوالي 1417 فلسطيني بينهم حوالي 313 طفل وجرح حوالي 5303 بينهم 1606 طفل.

وحسب البرنامج الشهير بغزة فإن هذه الحرب أدت إلى زعزعة الصلادة النفسية للأطفال الفلسطينيين مما قد يجعلهم عرضة للعديد من المشاكل النفسية والاجتماعية على مدار أجيال قادمة.

وفي هذا الشأن يؤكد برنامج غزة للصحة النفسية على حقيقة أن هؤلاء الأطفال الفلسطينيين الأبرياء هم ضحايا العنف الإسرائيلي بشتى أشكاله من قتل وجرح و سجن وفقدان وحصار اقتصادي ومادي. وقد أدى تراكم هذه الأشكال المختلفة من العنف وتعرض الأطفال الفلسطينيين للتجارب الصادمة إلى ظهور ردود أفعال نفسية وسلوكية سلبية لدى هؤلاء الأطفال بشكل يهدد سلامتهم النفسية بصورة كبيرة.

ولأن أطفال غزة يفوق ثمانين بالمائة منهم لا يشعرون بالأمان فإن ذلك يستدعي من المجتمع الدولي توفير الحماية الواجبة لهؤلاء في أوقات الحرب.

برنامج غزة للصحة النفسية دعا المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان في العالم إلى تحمل مسؤولياتها والضغط على إسرائيل كدولة محتلة لوقف عدوانها المتصاعد ضد الفلسطينيين وإلزامها بقواعد القانون الدولي ورفع الحصار وإعادة فتح المعابر والسماح بحرية حركة البضائع والأدوية والتي عادة ما يكون الأطفال والمرضى أكثر المتضررين من نقصها.

كما دعا مؤسسات المجتمع الدولي لضمان الإفراج عن الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال والذين يبلغ عددهم حوالي 246 طفلاً.

وقال البرنامج:" إن المجتمع الدولي مطالب أن يعمل بإخلاص من أجل إيقاف كل أشكال العنف المباشر على الأطفال في فلسطين والعالم وكذلك مراقبة وتوثيق كل الاعتداءات عليهم، وأيضا دعم برامج التأهيل النفسية والاجتماعية من أجل تمكين الأطفال ودمجهم من جديد في المجتمع لضمان حقهم في الحماية من العواقب السلبية للعنف من أجل الحفاظ على سلامتهم النفسية والاجتماعية وتمتعهم بمستقبل أفضل".