وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ورشة عمل حول "الواقع النفسي للأطفال الفلسطينيين..نظرة مستقبلية"

نشر بتاريخ: 03/06/2009 ( آخر تحديث: 03/06/2009 الساعة: 17:03 )
غزة- معا- عقد اليوم برنامج غزة للصحة النفسية بمناسبة يوم الطفل العالمي واليوم العالمي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان ورشة عمل بعنوان "الواقع النفسي للأطفال الفلسطينيين ... نظرة مستقبلية" بمشاركة حوالي 80 شخص من المهنيين والأخصائيين العاملين في مجال الصحة النفسية والعاملين مع الأطفال من مؤسسات مجتمعية مختلفة وذلك في قاعة فندق الكومودور بغزة.

في بداية الورشة رحب د. تيسير دياب رئيس الجلسة بالحضور، مشيراً إلى أهمية عقد مثل هذه الورش والتي تتصادف مع مناسبة يوم الطفل العالمي بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة وما تعرض له أطفالنا من صدمات نفسية والآثار النفسية الناتجة عن هذه الحرب وكيفية العمل على معالجة هذه الآثار.

وقدم د. عبد العزيز ثابت الباحث الرئيسي في برنامج غزة للصحة النفسية نتائج الدراسة التي أجراها البرنامج بعد أسبوعين من انتهاء الحرب وحملت عنوان: " مدى تأثير الحرب على الصحة النفسية للأطفال في قطاع غزة " وهدفت الدراسة إلى معرفة أنواع الخبرات الصادمة التي تعرض لها الأطفال ومعرفة ردود الفعل النفسية وخاصةً موضوع الحزن لدى الأطفال.

وأشار د. ثابت إلى أن نتائج الدراسة أظهرت أن 66.6% من الأطفال ظهرت لديهم بعض أعراض القلق والمخاوف النفسية و42.0% من الأطفال يتوقعون حدوث أحداث مشابهة لما مروا به وعايشوه و36.4% من الأطفال يشعرون بالانزعاج والتوتر عندما يتعرضون لمشاهد تذكرهم بأحداث الحرب المفجعة و98.5% منهم لم يشعروا بالأمن أثناء فترة الحرب لشعورهم بالعجز عن حماية أنفسهم وعجز الآخرين عن حمايتهم.

واضاف ان الدراسة اظهرت ان 61.5% من الآباء أشاروا إلى ظهور سلوكيات غير اعتيادية لدى أطفالهم (وذلك من قبيل البكاء المستمر، وعدم القدرة على البقاء في مكان محدد لفترة طويلة) و40.6% من الآباء عبروا عن مشاكل لدى أطفالهم مع الأقران و82.1% من الأطفال عبروا عن اقتناعهم بأن غزة مكان غير آمن و73.5% من الأطفال كانت لديهم مخاوف من استهدافهم بالقتل و76.6% من الأطفال وقعوا أسرى لمخاوفهم من تكرار ما حدث لهم خلال الحرب.

وقدمت زهية القرا الأخصائية النفسية بالبرنامج ورقة عمل بعنوان:"أطفال غزة بعد الحرب – نماذج حية " تناولت خلالها تجربة البرنامج في العمل مع الأطفال وخاصةً بعد الحرب وأهم الملاحظات العيادية التي اكتشفها فريق البرنامج من خلال المتابعة للأحداث التي تعرض لها الأطفال ومنها فقدان أعضاء من الجسم أو فقدان أحد أفراد الأسرة أو أحد الأشخاص المقربين بالإضافة إلى فقدان الأمن الشخصي والعائلي.

واستعرضت القرا بعض الحالات الحية لأطفال تمت المتابعة معهم مبينةً أهم ردود الأفعال التي صاحبت هؤلاء الأطفال ومنها الخوف من الموت أو فقدان عزيز والقلق وعدم التركيز وتدهور في المستوى الدراسي بالإضافة إلى الآثار الجسدية مثل مرض ضغط الدم والسكر.

وأوضح حسن زيادة الأخصائي النفسي بالبرنامج في ورقة عمل بعنوان: " التأثيرات النفسية للحرب على مستقبل الأطفال الفلسطينيين" أن ما حدث لدى الأطفال يجب ألا ينفصل عن سياقه العام فالتنبؤ بمستقبل طفل يحتاج إلى فهم الواقع المعاش المبني على الماضي القريب حيث الانقسام والحصار والحرب، مشيراً أن الشعور بالعجز هو شعور نفسي مؤلم بالنسبة للطفل لعدم قدرته على التعامل مع الأوضاع الحالية، مؤكداً أنه إذا استمر هذا الإحساس فإنه يؤثر على ثلاث نقاط نفسية هامة هي: الدافعية والتفكير الإبداعي والمشاعر التي ستميل إلى التشاؤم وبالتالي ستطور أعراض اكتئابية مما يدفع نحو التعصب وارتفاع مستويات العنف بأشكاله المختلفة، مما يهدد المجتمع الفلسطيني ونسيجه النفسي والاجتماعي.

وفي نهاية الورشة فتح باب النقاش وتم الخروج بالعديد من التوصيات الهامة والتي تعنى بمحيط الطفل كالآباء والمدرسين ومقدمي الخدمة في التعامل مع الأطفال أهمها إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث العلمية حول واقع الطفل الفلسطيني وتأثيرات الواقع عليه وضرورة التعامل مع الأطفال بطريقة سليمة من خلال عدم إلقاء الأوامر على الطفل وترك مساحة من الحرية الشخصية والتعبير، وضرورة عدم مقارنة الطفل مع أقرانه وتجنب انتقاد الطفل أمام الآخرين.