|
"الحـق":عناصر حماس هم من بادروا باطلاق النار في قلقيلية الاحد الماضي
نشر بتاريخ: 04/06/2009 ( آخر تحديث: 04/06/2009 الساعة: 21:21 )
رام الله - معا - انتهت مؤسسة "الحق" من جمع وتدوين ودراسة مختلف الوقائع والمعلومات والشهادات التي قام فريق بحث المؤسسة الميداني والقانوني بجمعها عن ظروف وملابسات أحداث مدينة قلقيلية المؤسفة، حيث تم جمع مجموعة من الإفادات من السكان المجاورين وشهود العيان على لحظة بداية حصار المنزل وبعض أفراد الأجهزة الأمنية الذين تم مقابلتهم.
وقالت الحق انها لم نتمكن من لقاء السيدة هدى الباشا زوجة صاحب المنزل الذي وقع فيه الاشتباك، لكونها تحت الحراسة المشددة بمشفى قلقيلية، خصوصا وأنها الشاهد الوحيد على حقيقة ما جرى لحظة محاولة دخول أفراد الأمن الفلسطيني للشقة التي تواجد فيها أفراد القسام، كما تعذر على الحق اخذ إفادة بسام الياسين المعتقل حتى الآن لدى جهاز الأمن الوقائي، لمعرفة طبيعة وتفاصيل الحوار الذي تم بينه وبين أفراد القسام المحاصرين قبل مقتلهما. ونشرت مؤسسة الحق اليوم النتائج والخلاصات التي توصلت إليها وفق مجموع الإفادات والشهادات والمعطيات التي حصلت عليها، والتي تم تمحيصها وتدقيقها بموضوعية ودراستها وتحليلها بعناية ومنطق علمي استدلالي امتلكته المؤسسة من خبراتها وقدراتها المتراكمة في هذا المجال، لتصل في النهاية الى تصورها وتقديرها لمجموعة من النتائج الموضوعية التي ننشر خلاصتها ومضمونها المتمثل بالوقائع والملابسات التالية:- 1. ما بين الساعة التاسعة والنصف والعاشرة مساء وصل إلى حي الظهر أو المسمى ببئر الظهر في المنطقة الجنوبية الوسطى من مدينة قلقيلية، العشرات من عناصر أجهزة الأمن الفلسطينية، وبحسب التقديرات لشهود لعيان ما بين 50 إلى 60 عنصرا، من القوة المشتركة للأمن الفلسطيني، أي القوة الأمنية المكونة من أفراد من الأمن الوطني، والمخابرات، والاستخبارات العسكرية، والأمن الوقائي. 2. هدف القوة المشتركة هو اعتقال محمد السمان، قائد كتائب عز الدين القسام في شمال الضفة الغربية ومحمد الياسين، وذلك بناء على معلومات أمنية مؤكدة كانت تمتلكها أو توصلت إليها هذه الأجهزة، بشأن تواجد هؤلاء الأشخاص في المنزل الذي توجهت لمحاصرته واعتقالهم من داخلة. 3. الأشخاص المستهدفون بالاعتقال من الأمن الفلسطيني هم محمد السمان ومحمد الياسين وهم من الشخصيات التي يصنفها الفلسطينيون باصطلاح "المطاردين" لكونهم ملاحقين من قبل سلطات الاحتلال ومطلوب القبض عليهم. 4. عند وصول أفراد الأمن الفلسطيني لمكان المنزل المستهدف، كان عدد من المواطنين يجلسون ما بين المنازل، لكون المنزل المستهدف يقع في منطقة مكونة من عدة منازل متقابلة ويوجد بينها ساحة، حيث تعود ملكية هذه المنازل لثلاثة أشقاء هم، عبد الحليم باشا، وعبد الناصر باشا، وإسماعيل باشا، إضافة لمنزل لآل ديريه ومنزل آخر لعائلة الباشا. 5. فور وصول أفراد الأمن طلب احدهم " المتحدث باسم رجال الأمن " من السيد عبد الناصر باشا البالغ من العمر حوالي (40) عاما، الذي كان من بين الجالسين وزوجته هدى تفتيش منزلهما. 6. لم توافق زوجة عبد الناصر على تفتيش المنزل في البداية، ثم وافقت أمام إصرار القوة، ودخلت المنزل هي وزوجها ومجموعة من عناصر الأمن. 7. عند دخول المنزل أخذت السيدة هدى بالحديث بصوت مرتفع جدا ومعربة عن امتعاضها وتذمرها من وجود الأمن في منزلها، واستمرت بالسير رفقة زوجها وخمسة أفراد من الأمن باتجاه الطابق الثاني، حيث تابع اثنان من رجال الأمن طريقهم إلى سطح المنزل، في حين بقي ثلاثة أفراد وزوجها بالقرب من هدى على باب الشقة المستهدف تفتيشها. 8. لحظة فتح الباب المؤدي للشقة حيث يسكن عبد الناصر وزوجه، بدا إطلاق نار مكثف من داخل الشقة، وإلقاء قنبلة صوب المتواجدين خارج الشقة مما أدى الى إصابة أفراد الأمن الفلسطيني الثلاث وعبد الناصر الباشا، وزوجته، كما تبع ذلك بلحظات إلقاء قنبلة أخرى خارج المنزل لم تنفجر ومن ثم توقف إطلاق النار. 9. فور سماع أفراد قوى الأمن المنتشرين في الطابق الأرضي وأمام المنزل لصوت الرصاص، أصيبوا بحالة من الإرباك وانسحبوا بشكل سريع لخارج المنزل ومن مدخله، ودون معرفة واضحة ودقيقة لحقيقة ما حصل وطبيعة وحجم الإصابات التي نجمت عن ذلك، كما أخذت القوى المحيطة بالمنزل بإطلاق النار بكثافة صوب المنزل، وبعدها توقف إطلاق النار غير انه كان بين الحين والآخر يتجدد من الطرفين بشكل متقطع. 10. حوالي الساعة 12 من منتصف الليل، تم إحضار بسام الياسين، وهو معتقل لدى جهاز الأمن الوقائي منذ أيام، وتحدث بواسطة مكبر صوت مع المحاصرين داخل المنزل، وأعلمهم بأنه ينوي الدخول للحديث معهم، وتمت الموافقة على طلبه من المحاصرين شريطة دخوله المنزل منفردا. 11. دخل بسام الى المنزل لمدة لا تتجاوز 10 دقائق، وفور خروجه اخبر رجال الأمن الذين كانوا ينتظروه بمشاهدة أفراد مصابين على الدرج المنزل، قد يكونوا أحياء أو أموات. 12. حاولت سيارات الإسعاف فور سماع النبأ عن المصابين التدخل مرارا لإخلائهم، غير أنها كانت في كل محاولة للاقتراب من المنزل تجابه بإطلاق نار كثيف لمنعها من الوصول الى المنزل ما دفع طواقم الإسعاف الى التراجع في كل محاولة. 13. حوالي الساعة الثانية والثلث فجرا، خرج من المنزل المحاصر محمد الياسين، وكان بالزي المدني وبيده بندقية آلية من نوع (M16 ) وفي اليد الأخرى مسدس، واخذ بإطلاق النار بكثافة وبشكل عشوائي، حينها فتح أفراد الأمن النار باتجاهه وقتلوه، ثم بعدها تجدد الاشتباك مع من بقي في المنزل لغاية الساعة الثالثة وعشر دقائق تقريبا، وفور توقف الاشتباك قام طاقم الهلال الأحمر الفلسطيني بنقل جثة محمد الياسين الذي وجد متوفيا. 14. الساعة الرابعة فجرا سمع صوت استغاثة لامرأة كانت داخل المنزل تطلب الإسعاف وقد اقتربت سيارة إسعاف لنقلها إلا أنها انسحبت من جديد على اثر إطلاق النار بكثافة من داخل المنزل. 15. استمرت الاشتباكات المتقطعة بين قوى الأمن ومحمد السمان حتى الساعة السادسة والنصف تقريبا، تبعه وقف نهائي لإطلاق النار ودخول أفراد أجهزة الأمن لداخل البناية وإعلانهم السيطرة على الموقف. 16. عند الدخول الى داخل المنزل لإخلاء القتلى وجدت جثث كل من شاهر شريم وعبد الرحمن ياسين من جهاز الأمن الوقائي، وجمال الرخ من قوى الأمن الوطني، وعبد الناصر الباشا مالك المنزل، على مطلع الدرج كما وجد باب الشقة مفتوحا في مدخل الشقة. 17. تم إخلاء جثة محمد السمان من داخل الشقة، كما تم نقل هدى الباشا التي وجدت مصابة بالقرب من مدخل الشقة. الخلاصة والتوصيات: يتضح من سياق الظروف والملابسات التي تمت خلال مختلف مراحل هذا الحدث: · وجود نية واضحة بالقتال والاشتباك لدى الأشخاص المستهدف اعتقالهم من قبل أفراد أجهزة الأمن الفلسطيني، وهذا ما يتضح من رفضهم المطلق لكافة طلبات الاستسلام وإصرارهم القاطع على مواصلة الاشتباك الى النهاية. · إن من بادر الى إطلاق الرصاص هم الأفراد المستهدف اعتقالهم وليس أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية. · منع المحاصرين داخل المنزل بالقوة، لعملية إخلاء القتلى أو المصابين، وذلك من خلال فتح النار صوب سيارات الإسعاف لمنعها من الوصول الى المصابين. · ان حادث قلقيلية ليس بمعزل عن ممارسات أخرى، حيث ان الواضح من طريقة تعاطي الأجهزة الأمنية مع الموقوفين من الأشخاص المحسوبين على حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتحديدا تلك المتعلقة بإخضاعهم للتعذيب الشديد والضغوط الجسدية والمعاملة القاسية، للحصول على معلومات منهم، قد اثر على ثقة هؤلاء الأفراد بالأجهزة الأمنية. · ان التحريض المتبادل ودعوات قادة كتائب القسام لأفراد هذه الكتائب بعدم الاستسلام لمحاولات الاعتقال التي قد تواجههم من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد ساهمت في رفض وتغييب فكرة الحل السلمي لمثل هذه الحالة، وليس هذا فحسب بل إن الدعوة الصريحة من كتائب القسام لاستخدام القوة لمنع أي محاولة اعتقال لمنتسبيها قد تقود الى تعميم وتكرار ما حدث في قلقيلية ما قد ينذر بعواقب وخيمة على المدنيين الذين قد يتواجدوا في مثل هذه الظروف بمكان الحدث، فضلا عن دور هذه التصريحات في توسيع دائرة الصدام. |