وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"رصاص الانقسام " يحرم الضابط رياض من مشاهدة ابنته البكر

نشر بتاريخ: 04/06/2009 ( آخر تحديث: 05/06/2009 الساعة: 10:25 )
نابلس- معا- عندما تقف امام جثة رجل امن فلسطيني مقتولا برصاص الانقسام الفلسطيني، وتمعن النظر في وجهه قليلا ستشعر بشعور غريب عجيب لا سيما وان القاتل فلسطيني ايضا فالقاتل والمقتول يشتركان معاً في الدين والوطن والشعب ....وفجأة لا تعرف ما الذي يمكنك عمله تبكي ام تضحك ام الفعلين معاً لا سيما عندما تكتشف الحقيقة.

الضابط رياض طالب زين الدين 26 عاما التحق بجهاز الامن الوقائي الفلسطيني عام 2002، قتل الخميس بعدة رصاصات في مدينة قلقيلية على يد عناصر من حركة حماس، حرمه رصاص الانقسام من اكبر واغلى شعور في العالم باسره .. حرمه من ان يرى ابنته الاولى والاخيرة بعد يومين على ولادتها ولم يستطع ان ياخذ اجازة بسبب الظروف الامنية السائدة في المدينه ويقطع 40 كيلو مترا فقط بين نابلس وقلقيلية ليصل الى قريته مجدل بني فاضل جنوب نابلس لينظر الى ابنته الاولى والتي طال انتظارها.

عائله زين الدين الممتدة والتي ينحدر منها رياض تبلغ اليوم 12 أخا وهو رقم 9 في الترتيب بين اخوته.

ولد رياض في قرية مجدل بني فاضل والتي لا يتعدى عدد سكانها الفي نسمة، تزوج عام 2008 فقط بعد سنوات من العمل حتى استطاع ان يجمع مبلغ من المال يخطو به حياته الزوجية.

نايف زين الدين 32 عاما هو شقيق رياض يقول لـ"معا" حُرم شقيقي من رؤية ابنته الاولى والاخيرة انتظر طويلاً لكي يشاهد ابنته التي كان الجميع ينتظر ما الاسم الذي سيطلقه رياض عليها... بدون اسم وبعد مقتل اخي يضيف نايف قرر اخوتي والبالغ عددهم اثني عشر اخا ان يطلقوا عليها "فلسطين" لان اخي قتل من اجل فلسطين.

لم اتفاجأ كثيرا عندما نظرت حولي وانا اسجل كلمات نايف في مستشفى رفيديا الحكومي بنابلس ورأيت العشرات من الشباب الذين كانوا يصطفون حولي وانا اجري المقابلة مع شقيق رياض وهم يحاولون ان يمسحوا دموعهم بسرعة وبخجل والتي ذرفت لااراديا عندما سمعوا أن هذا الرجل القتيل حُرم حتى من أن يشاهد او يسمى ابنته..

بينما وانا اجري الحوار اشار الى شاب باشارة أدب شديد تطلب مني ان اتقدم نحوه دون ان ينطق بحرف واحد، اتجهت اليه وكنت اسال نفسي هل سيكشف لي سرا ؟ أم سيعاتبني ؟ قال فجأه "ارجوك أيها الصحفي لا تطلب مني ان اقول لك اسمي ولكن ايضا ارجوك ان تكتب وتقول لكل الفلسطينيين والمسلمين والعرب" أن السكير ليس من يشرب الخمر حتى يثمل فقط وينتقي من الخمر ألوانه المختلفة ويجلس ساعات لا يسيطر على نفسه" ؟ بل السكير ايضا من يفتح راسه لتنصب فيه كافة الافكار التحريضية وسموم الانقسام والفتنة وعبارات القتل والحقد والكراهية حتى يصبح الرجل يكره حتى نفسه ويبقى يكره ويكره ويكره حتى يصبح القتل عنده كمن شرب كأس خمر في ليلة البدر ".