وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الارثودكسي والثقافي .. وانجاز الوحدة في بيت ساحور *بقلم :بدر مكي

نشر بتاريخ: 06/06/2009 ( آخر تحديث: 06/06/2009 الساعة: 16:43 )
القدس - معا - .. وأخيرا .. تمخض الجبل في بيت ساحور .. فولد جبلاًً من الوحدة الرياضية بين الثقافي الارثودكسي .. عراقة الناديين انصهرت في بوتقة ناد واحد .. جاء من جذور فلسطينية خالصة مخلصة .. بفضل الرجال الرجال .. في المدينة التي نحب .. من رحمها .. خرج المئات من تلاميذ الوحدة الوطنية .. الذين ساهموا في تآريخ حقبة مهمة في حياة شعبنا .. هناك في بيت ساحور .. يتألق التلاحم الإسلامي المسيحي ويطال عنان السماء .. كما ان القوى والفصائل والمستقلين يحافظون على الوحدة الوطنية .. التي تحلق حيث تجرؤ النسور .
قلت دائما ً .. ان الوعي في بيت ساحور يسبق غيره في المدن والبلدات التي تشكل الكينونة الفلسطينية ، وكان ذلك نتاج دراسة آنية .. قمت بها في معتقل النقب في الانتفاضة الأولى .. وقد اطل علينا .. نحن الفلسطينيون ما عرف حينذاك بالعصيان المدني .. عندما القوا الهويات اياها .. مؤكدين على فلسطينيتهم .. حتى النخاع .
وكم شعرت بالفخر والاعجاب .. من الأخبار الواردة من بيت ساحور ، وقد اتفق الناديان الحبيبان إلى القلب .. على الوحدة فيما بينهما .. وهذا يعني ان كلمة الناديين ستكون موحدة .. وان فرقها الرياضية ستمثل المدينة في كافة الألعاب الرياضية .. تحت مسمى واحد .. ولعمري .. فان في الوحدة قوة .. وهذا يعني ان الموسم المقبل سيشهد عودة السواحرة إلى الدرجات العليا في البطولات القادمة ..
تعرفت على ابناء الارثودكسي والثقافي في بيت ساحور منذ السبعينات .. كانوا مثلاً رائعاً في الانتماء والأخلاق والعطاء .. كنا وما زلنا نحبهم بل وتعلمنا منهم الشئ الكثير .. وها هم .. يقدمون نموذجاً رائعاً .. في الوحدة الرياضية .. التي عمل من اجلها .. اناس مخلصون ساهموا في استمرارية الحركة الرياضية ابان الاحتلال .. والذين كانوا جزءاً من الحركة الوطنية الفلسطينية على اختلاف المشارب .. هذه القوى والفصائل والشخصيات الاعتبارية والمستقلة .. اخذت على عاتفها توحيد الجهود والطاقات والقدرات .. من اجل رفع اسم المدينة عالياً .. ونجحوا في الوصول إلى الهدف المنشود .. لقد سجلوا هدفاّ قاتلاً في مرمى الفرقة والتشرذم .. لأنهم دائماً طلاب وحدة .
كان جورج غطاس الذي خدم لاربعة عقود في حقول الرياضة الفلسطينية بدءا من رابطة اندية الضفة مروراً بتحضيرية كرة القدم وانتهاء بخدمته لثلاث دورات في اتحاد كرة القدم ، كان غطاس يحلم بتحقيق وحدة الناديين هو ومجموعة من اقرانه من دوائر صنع القرار في بيت ساحور .. وها هي الوحدة تتحقق بفضل اناس مشهود لهم بالوطنية الصادقة وحسن الانتماء لفلسطين .. بعد ان وصلوا ليلهم بنهارهم .. مثمنين جهود جميع المساهمين .. في إطلاق طائر الفينيق من مرقده .. ليقول كلمته لقادم الايام .. وسنشارك اهل بيت ساحور وبيت لحم فرحتهم بهذا الانجاز الذي زرع الراحة والطمئنينة في القلوب .
ونقول بفم مليان .. ان شمس هذه المدينة لن تغيب بإذن الله حيث ان الرجل فيهم يعد بالف .. والمرأة لديهم هي .. اخت الرجال . مبروك الانجاز لغطاس .. عميد الرياضة الفلسطينية وصحبه الكرام .. وعسى ان يعم النموذج الساحوري .. في محافظات الوطن .. الذي يعزز النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية بين ابناء الشعب الواحد .. وهذا ما نحتاجه في هذه الظروف الصعبة .