وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

انتخابات لبنان بين تجربة الحركة الاسلامية بفلسطين وتجربة الاردن

نشر بتاريخ: 07/06/2009 ( آخر تحديث: 07/06/2009 الساعة: 20:01 )
بيت لحم- تقرير معا- ايلاف- ماذا تعني لبنان للعرب ؟ قد تعني المقاومة وتحرير الجنوب لدى البعض !! وقد تعني غناء نانسي عجرم وهيفاء وهبي ونجوى كرم لدى البعض الاخر من العرب....، لكنها تبقى وطنا حنونا وجميلا لدى اللبنانيين وبكل ما في لبنان من حجر وبشر ومن ماء وتراب يحبونها ويغنون لها.

ويتابع العالم اليوم انتخابات لبنان بكل فضول، والامر اكبر من لبنان بكثير، فقد شاءت الظروف ان تتحول اصغر دولة في العالم العربي والمنطقة الى اكبر قوة تأثير سياسي وامني، ومن يشاهد القنوات اللبنانية الفضائية منذ ساعات الصباح الباكر يرى كيف ان المعركة الاعلامية الشرسة تعبّر عن استماتة كل القوى على كل صوت من الملايين الثلاثة الذين يحق لهم الاقتراع.

تلفزيون اسرائيل لم يطق صبرا وصار الاسرائيليون يتابعون بالخبر العاجل ما يجري هناك تحت شعار ( الخوف من ان تسقط لبنان كحبة فاكهة في يد ايران ) وبالتالي تأخذ اللعبة طابع الديماغوجيا وتكريس كل شئ من اجل شئ واحد وهو المنهاج السياسي.

مصر واوباما وفلسطين وايران والنفط والسعودية وفرنسا مجرد اوراق كبيرة على طاولة لبنان الصغيرة، ومن يعتقد انه يمكن التأثير على لبنان فهو محق، لكن في النهاية فان لبنان هي التي ستؤثر على هذه الدول وهذه القضايا، وبين سلاح حزب الله والحريري، بين محجبة شيعية وصبية مسيحية من جونية تقف عقارب الساعة حائرة في صورة ورقة انتخابية بيضاء تنتظر من يملأها.

وللمرة الأولى يتم التصويت في يوم واحد في جميع محافظات لبنان، حيث يتنافس التحالف المدعوم من الغرب ويقوده الحريري السني وجنبلاط الدرزي والمسيحيين الليبراليين وبين الفريق الذي يقوده حزب الله وتحالفه مع عون ومسيحيين ودروز اخرين كحلفاء لطهران ودمشق.

50 ألف جندي و 200 مراقب دولي يرأسهم الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر، لا يكفي لتهدئة الاجواء بل يزداد التوتر لا سيما بعد ما قاله البطريرك الماروني نصر الله صفير واشار فيه الى وجود "تهديد للكيان اللبناني"، ويرد الرئيس اللبناني "لسنا في وارد الرد على البطريرك صفير، هو يحذر من الاخطار اما بالنسبة لنا فالخطر الاساسي هو اسرائيلي على الكيان اللبناني". وتابع "الخطر الثاني على لبنان ياتي من اهل لبنان اذا فرطوا بهذه الديموقراطية التي نتمتع بها".

مطار بيروت نفسه تحوّل الى واجهة الانتخابات ، ويشارك أيضا آلاف المغتربين في الإنتخابات لأن قانون الإنتخاب لا يمنح حق التصويت في الخارج. ويتوقع أن يكون للقادمين من الخارج دور مهم في ترجيح كفة هذه أو تلك من الجبهتين السياسيتين المتنافستين حيث افادت استطلاعات رأي ان الفائز سيربح الانتخابات بفارق مقعدين او ثلاثة. ومقاعد البرلمان موزعة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين يتم انتخابهم وفق النظام الاكثري البسيط الذي يرى مراقبون انه يلحق الغبن بالاقليات ولا ينتج نخبا جديدة. ومدة ولاية المجلس النيابي اربع سنوات.

وتملك قوى 14 آذار في المجلس الحالي 67 مقعدا، بينما حصة المعارضة فيه 55، وهناك خمسة نواب مستقلين، بالاضافة الى مقعد شاغر في البرلمان منذ اغتيال النائب انطوان غانم في ايلول/سبتمبر 2007.

وركزت قوى 14 آذار حملتها على التحذير من "الخطر الايراني" في حال فوز المعارضة بقيادة حزب الله. في المقابل، اكد حزب الله على "اسقاط المشروع الاميركي"، بينما دعا التيار الوطني الحر بزعامة النائب المسيحي ميشال عون الى تغيير الاكثرية الحالية محملا اياها كل مسؤولية الفساد والديون التي ترهق لبنان.

ومما قاله صفير وأثار خصومه : سنة 1943 تعاهد اللبنانيون على ميثاق وطني حقق للاستقلال، وارتضوا العيش المشترك، وبعد خمس سنوات تعرّض استقلال لبنان لهزة ، وبعد قرابة نصف قرن وحروب مشؤومة دفع اللبنانيون معها أثماناً باهظة، جدّدوا ميثاقاً في الطائف، ومنذ أربع سنوات انتفضوا على ما أسموه الهيمنة السورية.

ومهما يكن الامر ... يبقى الاحتمال التالي : ماذا لو ان الفريقان تعادلا ؟؟؟؟ وماذا لو ان ايا منهما لم يتمكن من وضع لبنان في جيبه ؟ بل الاخطر لو ان احد الطرفين تمكن من ان يضع لبنان في جيبه .

فاذا فاز تحالف حزب الله سيسارع الغرب للقول ان الحركات الاسلامية اختطفت لبنان مثلما اختطفت غزة ... واذا خسر حزب الله سيقال ان الحركات الاسلامية استنفذت ولم تعد الجماهير تطيقها او تريد نهجها الخشن تماما مثلما حدث في الاردن.