|
لقاء فلسطين والشيشان
نشر بتاريخ: 07/06/2009 ( آخر تحديث: 07/06/2009 الساعة: 18:03 )
الخليل - معا - كتب عبد الفتاح عرار - انتهى اللقاء الدولي الثاني على ارض العاصمة بتعادل منتخبنا الوطني مع فريق تيرك غروزني الشيشاني بالتعادل بهدفين لمثلهما ليكون التعادل الثاني بعد التعادل مع النتخب الاردني في اللقاء الاول. وهنا لا بد من التعرض للعديد من النقاط التي تاتي تحت اطار النقد البناء ووضع الملاحظات من اجل مناقشتها لمعالجة الاخطاء والاستفادة من التجارب لنتمكن من الوصول لطموحاتنا المشروعة. واذا كنا نريد ذلك فما علينا سوى تقبل جميع الاراء ومناقشتها وليس اخذها باستهتار على انها درب من دروب الاحباط.
الجمهور اجمل ما في المباراة قال لي عضو الاتحاد هلال ابو كشك في الملعب انني خائف فلم يتبقى سوى اقل من ساعة على المباراة والحضور الجماهيري غير مقنع، فأجبته بثقة لا تخف ابا العميد فلن تبدأ المباراة الا وكانت مدرجات الملعب ممتلئة فهذه الجماهير وفية وستلبي نداء الواجب وهذا ما كان فعلا حيث كان الحضور الجماهيري هو المتعة الحقيقية والتي رقصت طربا مع بلبل فلسطين عمار حسن وضاجت مع اهداف المنتخب واثبتت انها تستحق الاحترام والتقدير. تعادل منطقي نتيجة المباراة وان كانت لا تلبي طموح جماهيرنا التي كانت تتطلع للفوز الا انها نتيجة مقبولة فبعد تاخر المنتخب بهدفين عاد وحقق التعادل وهذا ينم عن اصرار فرسان الوطني على عدم الاستسلام وقد استطاعوا العودة مستغلين النقص العددي للخصم. كما انه لا بد من الاشارة الى ان الفريق الضيف يمتاز باللياقة البدنية وطول القامة والمهارات الفردية ويعتمد على التمريرات القصيرة التي تستنزف لياقة الخصم. فانا اعتبر ان هذا التعادل منطقي ويعتبر نتيجة مقبولة مع فريق يلعب في الدوري الروسي الممتاز ويضم عددا من المحترفين. استعراض مبالغ فيه انتهج مدافعونا وخط وسطنا نهج التمريرات الاستعراضية وخاصة في بداية المباراة وكان مبالغ فيها الى الملل احيانا والخصم لم يكن يندفع وترك مدافعينا يستعرضون وفي ذلك الوقت كان الخصم يلتقط انفساسه. وكنت اتمنى لو ان هذه التمريرات كانت في المنطقة الامامية لانها كانت ستؤدي حتما الى ارهاق الخصم وبالتالي اجتياز خط دفاعه من العمق. ولا زال البطىء في نقل الكرة سمة من سمات اداء منتخبنا وقد ظهر ذلك جليا وخاصة في وسط الملعب والمنطقة الامامية فلم يتجاوب لاعبو خط الوسط مع سرعة فهد العتال الذي كان ينطلق كالسهم لكنه سرعان ما يقع في مصيدة التسلل لتاخر ارسال الكرة اليه. عدم انتظام في خط الوسط كان من اهم سمات المباراة سيطرة الخصم سيطرة مطلقة على منطقة وسط الملعب وكان لاعبونا في خط الوسط سرعان ما يتراجعون لخط الدفاع عند استلام الخصم للكرة وكان الاجدر بهم الضغط على اللاعب المستحوذ على الكرة والاندفاع لتخليص الكرة بدل التكتل امام المرمى والاكتفاء بقطع الكرة وتشتيها وهذا ما اعطى فرصة للاعبي الفريق الشيشاني لاختراقنا من العمق في اكثر من مناسبة. ولا زال هناك مشكلة في لاعب الارتكاز وبالرغم من ان مراد اسماعيل قد ظهر في المباراة بشكل مقبول نوعا ما الا انه اظهر بعض البطىء في نقل الكرة للامام ولو انه لعب بنفس السرعة التي لعب بها اسماعيل العمور لكان خط الوسط افضل بكثير. ومع نزول ابو سيدو الذي اندفع لمساندة خط الوسط وتمويل المهاجمين بالكرات العرضية ظهر تطور على اداء خط الوسط لكن غياب التناسق بين اللاعبين كون ابو سيدو وصل للمعسكر متاخرا ادى الى عدم التفاهم في الحركة وخاصة الحركة بدون كرة وكذلك الحال كان مع الشطريط الذي يمتلك فكر كروي لكنه لم يستطع توظيفه بسبب غياب التفاهم ايضا. خضر يوسف اظهر تطورا في الاداء وخاصة في قطع الكرات لكن يجب عليه ان يكون اكثر سرعة في نقل الكرات والتقدم الى الامام وهذا ما ينطبق على معالي كوارع الذي يجيد قطع الكرات ولكنه يتباطىء في نقلها للامام. تغييرات غير مبررة اجرى مدرب المنتخب الوطني العديد من التغييرات منها ما كانت في مكانها ومنها ما اثار الاستغراب فخروج شريف عدنان اربك الجهة اليسرى من الملعب. ونزول لاعب وسط يلعب في الجهة اليمنى عادة وهو اسد ابو العسل مكان مراد اسماعيل لاعب الارتكاز. كما هو الحال بخروج فهد العتال الذي كان يشكل ازعاجا لدفاعات الخصم. وقد يكون لدى المدرب رؤية من ذلك وهو ربما منح الفرصة واشراك اكبر عدد من اللاعبين للوقوف على مستواهم لكن كان هناك مبالغة في التغيير رغم انه يحسب له تغيير ابو سليسل ونزول ابو سيدو الذي لعب كظهير وكان يتقدم لمساندة خط الوسط. شريف عدنان مكسب اثبت الدولي شريف عدنان ان انضمامه للمنتخب كان مكسبا وخاصة انه سد الفراغ الذي كنا نعاني منه في الجهة اليسرى من خط الدفاع وقد اغلق منطقته باحكام واستطاع صد العديد من الهجمات وقطع عدد من الكرات وانقذ المرمى في اكثر من محاولة. وما ننتظره من شريف عدنان ان يتابع في رفع مستواه ليصبح ظهيرا عصريا بحيث يتقدم للامام لمساندة خط الوسط لانه يجيد الكرات البينية والعرضية ويجب ان نستفيد منه في وسط الملعب لمساندة خط الهجوم. لان مدافعينا كانوا يلعبون كدفاع منطقة ولا يبالغون في التقدم الا احيانا وخاصة بعد دخول ابو سيدو الذي فتح جبهة في المنطقة اليمنى. العمور والعتال وعبد الجواد نجوم اللقاء فرسان الوطني كانوا جميعا نجوما وكل قام بدوره ولكن التميز ظهر وبشكل ملفت على اللاعب الفذ اسماعيل العمور الذي امتاز بالحرارة والسرعة وكان نشطا في خط الوسط فقطع العديد من الكرات وامتاز بمهارة المحاورة والمتابعة ومساندة الخط الخلفي وكان نموذج للاعب خط الوسط لكنه ظهر عليه التعب في الثلث الاخير من المباراة. اما البلدوزر محمد عبد الجواد فكان صمام الامان ولعب برجولة وتعامل مع الكرات العالية وانطلاقات الخصم بعقله ونجح في فرض نفسه في اللقاء ليشكل مع البهداري ثنائي متالق يجعل مدرب الفريق يطمئن على العمق الدفاعي. اما النجم الممتع فهد العتال فامتاز بروح قتالية وسرعة متناهية وازعاج دفاعات الخصم والمتابعة واخذ المواقع المناسبة في الملعب فهو نجم من نوع اخر ومهاجم فنان. وقفة مع شبير حارس المنتخب الوطني محمد شبير هو حارس كبير وقد ابهر الجميع عندما جاء وشارك في الدوري التصنيفي مع الامعري وبقي متالقا لكن غاب عنه التركيز في هذه المباراة وربما شاهدنا غياب التركيز عنه ايضا في لقاء الامعري والمكبر. نتمنى ان يعود لمستواه لانه حارس فذ ويستحق كل احترام وما حصل معه في المباراة لا يقلل من كونه سيد الحراس وسيعود ليكون حامي عرين الوطني. علان ابرز الغائبين النجم احمد علان هداف الدوري هو ابرز الغتئبين عن اللقاء وكنا نتوقع ان يزج به المدرب في الشوط الثاني نظرا لطول قامته وقوته البدنية التي تتلائم مع مواصفات لاعبي الفريق الشيشاني ولو انه كان في الملعب لربما استطاع عمل شيء وخاصة ان يسراه طرشاء وسرعان ما تصيب الشباك. عدم مشاركته تعود للجهاز الفني ولا نعلم فربما يعاني من اصابة لكن كنا نتمنى مشاركته رغم اننا نتمنى ان يضيف لادائه مزيد من السرعه. اخيرا كل التوفيق لمنتخبنا واتحادنا ولاعبينا ومدربينا وما نتطلع اليه لا يتعدى الطموح المشروع وليس التقليل من كفاءة او وجود أي شخص ونحن لا زلنا نعمل وسنواصل العمل وحتما سنصل. |