وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تحالف السلام يختتم دورة تدريبية في رام الله

نشر بتاريخ: 09/06/2009 ( آخر تحديث: 09/06/2009 الساعة: 10:14 )
رام الله- معا- اختتم تحالف السلام الفلسطيني، برام الله، دورة تدريبية حول "ثقافة الحوار والتغيير"، عقدت بالتعاون مع مكتب التعاون الإسباني "The Spanish Cooperation Office"، على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة.

وركزت الدورة التي جرت بمشاركة عشرات الشبان والفتيات من مختلف أنحاء الضفة الغربية، على مسائل تتعلق بمفهوم الآخر، والحوار العام، وثقافة التغيير، علاوة على مفاهيم تتصل بثقافة التسامح، واحترام الرأي.

وذكر مدير البرامج في تحالف السلام، ساهر موسى، أن الدورة التدريبية تندرج ضمن سلسلة مماثلة من النشاطات، سيعقدها التحالف خلال العام الجاري، وتأتي في إطار سعي التحالف لتكريس ثقافة الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر في مواجهة ثقافة الاقصاء ونفي الآخر، فضلا عن تمكين الشباب، والذي يشكل عنصرا أساسيا في المجتمع، بغية لعب دور مؤثر في نشر قيم التسامح والحوار، والديمقراطية.

وقال موسى بان الساحة الفلسطينية مازالت تفتقر الى مفهوم ثقافة ادارة الاختلاف مع الرأي الاخر. وخاصة عندما يملك البعض مسبقا قناعات مكتسبة ليسوقوا من خلال قناعاتهم بان الاختلاف في الرأي يكون بين الحق والباطل، مؤكدا ان الحوار ليس بداية الحل بقدر ما هو الحل نفسه، فنظريا الاختلاف في الرأي حالة طبيعية، وعمليا الحوار هو طريقة إدارة هذه الحالة ضمن سياق يستوعب جميع الأطراف.

وبين موسى ان الخطوة الأهم في علاقاتنا اليومية تكمن في المرحلة الراهنة في تعزيز قيم الحوار الايجابي المسؤول وغرس مفاهيمه وبنظرة بسيطة سنجد أن الاغلبية يختلفون في طروحاتهم وارائهم ولكن القليل منهم يتعاطون مع الاختلاف في الرأي بطريقة حضارية، لهذا نجد أن الحوار ينزع في أحسن الاحتمالات إلى محصلات استبدادية من قبيل"أفحمته"أو"أسكته" دون أن تفكر ولا بأضعف الإيمان في مفردات على نحو"أقنعته"أو"اتفقت معه" اما السبب في ذلك لا يرجع لقلة الوعي بقدر ما يرتبط مباشرة بقيم اتصالية مفقودة لم تجد من يكرسها أسرياً أو تعليمياً أو حزبيا أو مؤسساتيا.

كما تخلل الدورة لقاء مفتوحا مع نضال فقهاء، المدير التنفيذي لتحالف السلام تناول من خلاله الوضع الداخلي الفلسطيني والضرورة الملحة لانهاء الانقسام الحاصل منذ عامين بين الضفة الغربية وقطاع غزة، مشددا على أن الانقسام لا يخدم سوى سياسة إسرائيل التي ظلت تسعى جاهزة منذ زمن طويل للفصل بين الضفة والقطاع، في محاولة للتخلص من مسئولياتها تجاه قطاع غزة كقوة احتلال، ورمي تلك المسئولية على الشقيقة مصر.

وفي ذات السياق، شدد فقهاء على أن نهج الحوار يجب أن يبقى السبيل واللغة الوحيدة السائدة بين الفلسطينيين لتسوية هذا الخلاف والخروج من الأزمة، معرباً عن أمله أن تقود جلسة الحوار المرتقبة في القاهرة إلى إتفاق ينهي الانقسام، ويمهد إلى عهد جديد قوامه إتباع السبل الديمقراطية من انتخابات وحوار كوسيلة وحيدة للتغيير وتبادل السلطة، مشيراً إلى أن الانتخابات يجب أن تصبح تقليد يحترم لدى كافة القوى والفصائل الفلسطينية، منوهاً إلى أن لا حرج في اللجوء إلى الانتخابات كلما دخل النظام السياسي في فلسطين في مأزق يتعذر تجاوزه، مذكراً بالعديد من النماذج التي حصلت في المنطقة خلال السنوات الماضية والتي تم خلالها إجراء أكثر من جولة انتخابية خلال نفس الفترة القانونية، حيث يعتبر هذا الحل إجراء سليم وأكثر فائدة من اللجوء إلى العنف والسلاح.

وبهذا الشأن، قال فقهاء أن على المجتمع المدني الفلسطيني وجميع القوى الحية غير المرتبطة بأجندات حزبية تقع مسئولية تهيئة الأجواء المناسبة لإنجاح الحوار، وهذا ما يقوم به تحالف السلام الفلسطيني من خلال برنامج وطني يجري تنفيذه في الضفة الغربية وقطاع غزة، هدفه الأساس تنفيس الاحتقان بين مختلف القوى من خلال إشراك ممثلين عن جميع الفصائل وعلى رأسها فتح وحماس في برامج حوارية، يكون فيها للشباب الفلسطيني الدور الأكبر.

وحول مستجدات عملية السلام، قال فقهاء أنه بانتخاب إدارة أمريكية جديدة حدث تغير إيجابي في المواقف وفي التزام هذه الإدارة بانهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وهذا بدى من خلال قيام الرئيس الأمريكي المنتخب بمخاطبة العالم العربي والإسرائيلي أكثر من مرة منذ توليه لصلاحيته كرئيس، كان آخرها خطابه في جامعة القاهرة الأسبوع الماضي، الذي شدد فيه على ضرورة إنهاء الصراع.

ودعا الفلسطينيين إلى القيام بواجبهم المتمثل في إنهاء حالة الإنقسام، وعدم إعطاء الأعذار للاخرين ولكي يتوجهوا موحدين إلى العالم للضغط من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.