وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز الفن الشعبي يبدأ استعداداته لإطـلاق مهرجان فلسطين الدولي للرقص

نشر بتاريخ: 09/06/2009 ( آخر تحديث: 09/06/2009 الساعة: 18:36 )
رام الله -معا- بـدأ مركـز الفـن الشعبي في رام الله استعـداداتـه لإطـلاق فعاليـات مهرجـان فلسطـين الدولي لـلرقص والموسيقى في الثاني مـن تموز المقبل، والتي تستمر لغايـة الثامن من ذات الشهر، وينظم هـذا العام، ضمـن فعاليات احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009، ويستضيف خلالـه الفنان العربي الكبير الهـام المدفعي، و11 فرقــة رقص وموسيقـى عالميـة وعربيـة ومحلية، ستقدم عروضها في كـل مـن القدس ورام الله ونـابـلس وبيت لحم.

ويعتبر المهرجان أكبر حـدث ثقافي في فلسطين، حيث حقـق خـلال 16عاما مضت ، نجاحـاً كبـيراً، حتى أصبـح يشكـل حـدثـاً سنويـاً يضعه الجمهـور والمهتمـون على أجندتـهم، وتهـتم الفـرق العالمية والعربيـة بالمشاركـة فيـه، لما يقدمه من رسالة صادقة، وهادفة يلقي الضوء خلالها على النواحي الثقافية المختلفة في فلسطين ، وايضاً لما لـه مـن تأثيـر على الجمهـور، ومـا يسعى مـن خلاله الى تثبيت الهوية الوطنيـة والثقافيـة الفلسطينيـة، وربط الفلسطيني بمحيطه الاقليمي والـدولي.

كما أن المهرجان استطاع أن يشق طريقه رغم ما واجهه ويواجهه من معيقات، سواء كانت بفعل الاحتلال الاسرائيلي وممارساته بمنع بعض الفرق من المشاركة ودخول الأراضي الفلسطينية، أو من خلال عدم الاستقرار السياسي والأمني، وما يصاحبه من أحداث تؤثر سلباً على سير المهرجان والذي يعكس صورة الشعب الفلسطيني وثقافته بشكل عام، حيث يعتبر بفعالياته وعروضه المختلفة حلقة وصل بين الشعوب، وبفعل نجاحاته وتميزه أصبح يوازي مهرجانات فنية كبرى في بعض الدول العربية، لاسيما مهرجان جرش في الأردن، و "قرطاج" في تونس، ومــا ينظم مـن مهرجانات فنية في مصر والامارات العربية المتحدة ولبنان، فهو مهرجان فلسطين الأول والذي انتزع الصدارة مـن خلال ما يستضيفه من فنانين وفرق عربية وعالمية، حيث استضاف خلال سنواته الطوال أهم الفنانين العرب والفرق العالمية والعربية والمحلية في اطلالة لم تعهد لها فلسطين من قبل، فاستضاف المطرب التونسي لطفي بشناق، والفنان صابر الرباعي، والمطربة الإماراتية أحلام، والفنان السوري سميح شقيرعبر " الفيديو كونفرنس" ، والشاب فضيل، والموسيقار التركي قدسي إرغونر، إضافـة إلى فرقـة نـار الأنـاضول التركية، وفرقـة كيلابايون التشيلية ، و"هاليت إغايان" الفرنسية.

رسالـة المهـرجـان
ويسعى المهرجان والـذي كانت بداياته في العـام 1993 ، إلـى تعميـق التواصـل الفلسطيني العالمي ولكسر الحصار الثقافي المفروض على الشعب الفلسطيني بفعل الاحتلال الاسرائيلي، والى ايصال رسالة وثقافة وفن الشعب الفلسطيني الى كافة دول العالم من خلال الفرق المشاركة فيه، حيث تقدم عروضها في عدة محافظات بالضفة الغربية تتعرف خلالها على ما يعانيه هذا الشعب جراء ممارسات الاحتلال اليومية والظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها من خلال الحصار وحملات الاعتقال والاغتيال.

ويعمل مهرجان فلسطين الدولي على تجذير الهوية الثقافية الفلسطينية للفلسطينيين ، إضافـة إلى تعميق الاهتمام المجتمعي بالثقافة والفنون على تنوعها، وتعميعق التواصل الثقافي والحضاري الفلسطيني والعربي والانساني والتفاعل معه، واتاحة المجال أمام الجمهور الفلسطيني للتعرف على التجارب الابداعية الجادة والاحتكاك بها والتفاعل معها، وخلق مناخات ثقافية وامكانات عملية تساهم في تحقيق الانتاج الإبداعي والثقافي وتعميمه، والمحافظة على التراث الشعبي الفلسطيني.

واستطاع المهرجان إدخـال تجربـة جديـدة على المشهد الثقافي الفلسطيني مـن خلال الإهتمـام الكبير بفن الرقص وإدخـال هـذا النمـط على تجربـة الأعمـال الفنية الفلسطينية، إضافة إلى مساهمته في تـرك انطباعات للـوفود المشاركـة عـن أوضاع الفلسطينييـن عندما تعـود إلى بلادهــا.

الفرق المشاركة
ويستطيف مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى هذا العام 11 فرقـة رقص وموسيقى عالمية وعربية ومحلية، من بينها ، فرقـة "نـار الأناضول" التركية، وفرقة "تشيكو والجبسيز" الفرنسية، وفرقة "ستـورم ـ رقص هيب هوب ـ الألمانية اضافة الى الفنان العربي الكبير الهام المدفعي، وفرق محلية منها : الفنون الشعبية الفلسطينية، وفرقة "دام"، و"الدلعونا"، و"يلالان" للموسيقى والغناء ، و"ترشيحا" للموسيقى العربية، و فرقة ، وفرقة " أوف" للرقص.

ويـأتي المهرجـان هـذا العـام، والذي تمتد عروضه في كل من رام الله والقدس وبيت لحم ونابلس، ضمن فعاليـات احتفاليـة القـدس عاصمة للثقافـة العربية 2009 تأكيـداً على عروبـة المدينة المقدسة وتحديـاً لإجـراءات الاحتلال التهويدية فيها والهادفـة الى طمس معالمها الثقافيـة التي تـؤكـد على عروبتهـا، ويمتاز بدعم من قبل القطاع الخاص الفلسطيني، مايدل على اهتمامه الكبير بالفعاليات الثقافية والتي يجب أن تمول من قبل الداخل دون تدخل أجنبي فيها لما يعكسه المهرجان من صورة الشعب الفلسطيني وثقافته، ودون وضع قيود خارجية عليه، حيث يقدم الدعم هذا العام كل من الراعي الرئيس للمهرجان "الوطنية موبايل" وشركة بيتي للاستثمار والتطوير العقاري "روابي" ، والراعي الذهبي صندوق الاستثمار ، وشركة فلسطين للتنمية والاستثمار المحدودة " باديـكو"، والراعي الفضي بنك فلسطين المحدود، وبدعم من بلدية رام الله، والممثلية الدنماركية ومؤسسة عبد المحسن القطان .

يبقى الإشارة إلى أن مركـز الفن الشعبي كان قـد أقام العديـد من المهرجانات المحلية للموسيقى والرقص منذ العام 1987، وفي العام 1993 بادر المركز إلى إقامة أول مهرجان دولي بمشاركة العديد من فرق الرقص والموسيقى المحلية والدولية وذلك بهدف تعميق التواصل الفلسطيني والعالمي .