وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اختصاصيون يطالبون بتوحيد الجهود الصحية لإعادة اعمار القطاع الصحي

نشر بتاريخ: 11/06/2009 ( آخر تحديث: 11/06/2009 الساعة: 10:35 )
غزة- معا- طالب اختصاصيون في مجال تزويد الخدمات الصحية بتعزيز التنسيق والتكامل بين جميع الأجسام الصحية من خلال لجنة عليا متخصصة لمنع اززدواجية وتكرار تقديم الخدمات الصحية، تأهيل الكادر الطبي المتخصص في جوانب متعددة حسب الاحتياجات، تطوير وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، والاهتمام بالجوانب الصحية النفسية، تطوير نظم المعلومات، إنشاء مستشفيات جامعية لرفد الطلبة بالخبرات اللازمة، وتجهيز مبنى مستقل للإسعاف والطوارئ وتوسيع المشافي الحدودية وتجهيزها.

كما أوصى المشاركون بتفعيل التعليم الصحي، واستخدام نظام الحوافز، استكمال مبنى الجراحات في مشفى ناصر وابتعاث الكوادر الطبية للخارج لرفدها بالخبرات الجديدة وكل ما يستجد في مجال الصحة، إنشاء مبنى الباطنة في مشفى الشفاء الطبي واستقدام أستاذة جامعات من ذوي الخبرة إلى قطاع غزة للاستفادة من خبراتهم وإنشاء مراكز للأطراف الصناعية خدمة للمعاقين.

جاءت هذه التوصيات في نهاية ورشة عمل نظمتها الخبرة للاستشارات والتنمية بالإنابة عن فريق العون الصحي الدولي تحت عنوان " إعادة عمار القطاع الصحي في غزة "، بحضور وزير الصحة السابق د. رياض الزعنون وممثلين عن مؤسسة الخبرة والقطاع الصحي الحكومي والأهلي وعدد كبير من مزودي الخدمات الصحية والأطباء والأكاديميين والمهتمين وذلك في قاعة فندق الكمودور في غزة.

وتحدث د. يوسف المدلل من وزارة الصحة في الحكومة المقالة في ورقته حول خطة الوزارة لإعادة اعمار القطاع الصحي، مشيرا أن الوزارة تتطلع إلى الوصول بالمجتمع الفلسطيني إلى أعلى درجة ممكنة من الارتقاء بالعافية في صحته الجسدية والنفسية والاجتماعية وفي بيئة صحية آمنة ليصبح مجتمعا منتجاً."

وقال أن الوزارة تعد المسؤول الأول عن صحة الشعب الفلسطيني على الأرض وتقع مسئوليتها في أربعة أطر رئيسة وهى مقدم رئيس للخدمات الصحية الأساسية الوقائية والعلاجية.، منظم لتقديم الخدمات الصحية للجهات التي تقدم هذه الخدمات للسكان وقائم على توفير الموارد المالية والبشرية اللازمة للقطاع الصحي. تطوير سياسات وأنظمة وقوانين صحية، ومتابعة صحة تطبيقها من قبل أصحاب العلاقة في القطاعات الصحية.

وأشار د. المدلل أن الوزارة وضعت جملة من الأولويات لإعادة اعمار القطاع الصحي وفي مقدمتها الضبط الإداري في جميع مرافق الوزارة، والتركيز على تحسين الأداء في الخدمات الصحية وتحقيق أعلى نسب ممكنة من رضا الجمهور وتطوير العمل في مجال الصحة النفسية المجتمعية دعم وتطوير عمل حوسبة المرافق الصحية دعم شريحة التمريض للحد الأعلى الممكن ، دعم وتفعيل الإجراءات الخاصة بترشيد الاستهلاك .وتطوير أنظمة التراخيص ومنح شهادات مزاولة المهن الطبية لضبط العمل حسب الأصول في القطاع الخاص الذي يقدم خدمات صحية.

وتطرق إلى العقبات التي تواجه تحقيق هذه الأولويات وفي مقدمتها الحصار الاقتصادي والعسكري الجائر الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ سنوات ما أدى إلى نقص حاد في الوقود ومواد البناء والسلع الأساسية اللازمة للإنشاءات والتعمير، فضلا عن الحرب الأخيرة على قطاع غزة وما سببته من تدمير طال المرافق الصحية.

وقدم د. عايد ياغي ورقة عمل حول رؤية المنظمات الأهلية الفلسطينية في عملية اعمار القطاع الصحي أشار فيها إلى الدور الذي لعبته المنظمات خلال الحرب الأخيرة وتقديمها للمساعدات الإنسانية للمتضررين في كل المواقع ، مؤكدا أن المنظمات الصحية الأهلية هي مكون رئيس وأساس في النظام الصحي الفلسطيني المكون من مقدمي الخدمات الصحية .

وقدم د. محمد العكلوك ممثل اتحاد الأطباء العرب ورقة عمل حول دور المؤسسات الإقليمية في إعادة اعمار القطاع الصحي تناول فيها الانجازات التي حققها الاتحاد قبل الحرب وما بعد الحرب والمشاريع التي تم انجازها على الصعيدين الحكومي والأهلي والتي تراوحت من بين 3-6 شهور منها مشروع الصندوق الفقير للمساهمة في تكاليف سفر المرضي من الأسر الفقيرة ودعم عدد من المراكز الصحية لافتا أنه جاري العمل على إنشاء مركز طوارئ متقدم على الحدود .

كما أشار إلى دور الاتحاد المتميز في تسيير قوافل الإمدادات والمساعدات الطبية من القاهرة إلى قطاع غزة وتوفير معظم المستلزمات الطبية فضلا عن تدريب وتأهيل الكادر واستقدام أطباء لمدة شهرين في عدة تخصصات موضحا أن هناك مشروعا لدعم الجامعات الفلسطينية سيتم تنفيذه مع بداية الفصل القادم .

وقدم وزير الصحة السابق د. الزعنون ورقة عمل أشار فيها إلى توقف جميع المشاريع التنموية الصحية التي كان متعاقد عليها سابقا مع عدد من الدول المانحة مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 ولم تعد تولى تلك الدول أية اهتمام في ذلك الوقت لتنفيذ هذه المشاريع.

وقال أن الحصار كان مفروضا قبل السنوات القليلة الماضية والذي اثر على مستوى الخدمة المقدمة وتوقفت الخطة التنموية وحدث عطل في كثير من الأجهزة الهامة مثل الأشعة وغيرها ولم تستكمل العديد من المشاريع منها قسم الأورام موضحا أنه بعد السابع عشر من حزيران 2007 اشتد إحكام الحصار على القطاع الصحي وتأثرت جميع الخدمات الصحية وأضيفت إليها أعباء غير مسبوقة في التاريخ الفلسطيني .

ونبه الزعنون أنه لم يجرى تحديث المستشفيات منذ عام 1998 م ولم تدخل أي أجهزة صيانة أو قطع غيار فبقيت على حالها مؤكدا أن الأولوية الآن ليست بزيادة عدد المنشات الطبية بقدر ما نحن بحاجة ماسة لصيانة الأجهزة وتجهيزها وتدريب الكوادر قبل البناء.

وتحدث د. مفيد المخللاتي في كلية الطب في الجامعة الإسلامية عن دور المؤسسات التعليمية في إعادة اعمار القطاع الصحي أشار فيها إلى قلة الأبحاث العلمية في قطاع الصحة، داعيا إلى تطوير نظام التعليم والتدريب وإنشاء مستشفات جامعية وتطوير البرامج المحلية كما طالب بتطوير برامج المجلس الوطني الفلسطيني للحصول على شهادات المجلس وتطوير الكفاءات الطبية والابتعاث للخارج وتحسين برامج التعليم الطبي المستمر.

وكان قد افتتح ورشة العمل عضو مجلس إدارة الخبرة للاستشارات إبراهيم رضوان بالتعريف عن الهدف من الورشة وهى الخروج برؤية موحدة وتوصيات ترفع للمؤتمر الذي سيعقد في الثامن عشر من حزيران الجاري في تركيا لبحث موضوع اعمار القطاع ثم قدم نبذة عن عمل دار الخبرة والمشاريع التي نفذتها خاصة في القطاع الصحي.