وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قنبلة التمويل الامريكي للمرشحين تشعل صراعا في شارع الانتخابات عشية التوجه الى صناديق الاقتراع

نشر بتاريخ: 23/01/2006 ( آخر تحديث: 23/01/2006 الساعة: 16:01 )
القدس- معا- يحتدم الجدل بين القوى والفصائل المشاركة في الانتخابات قبل يومين من التوجه الى صناديق الاقتراع صباح يوم الاربعاء في اعقاب تصريحات افضى بها مسؤولون امريكيون والتي كشفوا فيها عن تقديمهم تمويلا لعدد من المرشحين وكذلك القوائم الانتخابية بما فيها حركة فتح .

فقد رفض د. رفيق الحسيني مدير مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن) تقارير إعلامية أمريكية تحدثت عن تلقي حركة فتح مساعدات مالية أمريكية سرية بقيمة مليوني دولار لمساعدتها في الحملة الانتخابية ضد حركة " حماس".

وأعرب د.الحسيني عن استغرابه من توقيت نشر هذه التقارير التي قال أنها تستهدف الأضرار بفرص فوز حركة فتح في الانتخابات.

وقال:" الحكومة الامريكية تقدم مساعدات سنوية بقيمة تزيد عن 450 مليون دولار لدعم القطاعات الصحية، والاجتماعية، والبنية التحتية في فلسطين، وبالتالي فإن مبلغ المليوني دولار الذي أشارت اليه بعض وسائل الاعلام الاميركية قدم للسلطة الوطنية وليس لحركة فتح.

وأضاف "هناك من يحاول الاصطياد في المياه العكرة، والإدعاء بأن الحكومة الاميركية تتدخل في الانتخابات الفلسطينية، وهذا غير صحيح، بل يدخل في إطارحملة من العلاقات العامة الداخلية في الولايات المتحدة ذاتها، وتصوير الأمر وكأنه " فضيحة لادارة الرئيس بوش".

وحمّل الحسيني أوساطاً في الادارة الاميركية قال أنها" مقربة من اليمين الاسرائيلي" وفي وسائل الاعلام، مسؤولية نشر هذه التقارير قائلا " هذه الأوساط على ما يبدو تفضّل وجود "حماس"في السلطة لان التعامال مع سلطة بقيادة ابو مازن وحركة فتح سيكون صعباً بالنظر الى تبني هذه القيادة خطاب سلام وانفتاح ترفضه تلك الأوساط وترى صعوبة في مواجهته".

الى ذلك رفض د. الحسيني اتهام بعض القوائم الانتخابية لحركة فتح من أنها تستغل انجازات السلطة الوطنية لصالح حملتها الانتخابية، وقال" لماذا تحمل هذه القوائم كل هذا الخراب، والفساد، وحالة الفلتان الأمني للسلطة لحركة فتح، بينما ترى في الانجازات التي تحققت على مدى السنوات الماضية، تحيّزاً لصالح فتح التي هي من حققت بالفعل هذه الانجازات لتصدرها قيادة السلطة، والشعب الفلسطيني عموماً".

وأضاف :" إذا كانت فتح هي المسؤولة عن كل هذا الخراب بحكم مسؤوليتها، فهي ايضاً صاحبة الانجازات التي تحققت"!

من ناحيته نفى حاتم عبد القادر - مرشح حركة " فتح" لدائرة القدس الانتخابية التقارير التي تحدثت عن تمويل أمريكي سّري لحركته، وقال:" هذا ليس صحيحاً، فتح لا تمّول حملتها الانتخابية من أية جهات خارجية، بل يمكنني القول أن ميزانيتها هي أقل من ميزانية كافة القوائم والأحزاب المشاركة في هذه الانتخابات بما في ذلك الأحزاب الصغيرة وأضاف: " عندما يتم الحديث عن مليوني دولار، فإن الحديث هنا عن مبلغ تافه لحملة انتخابية كبرى، فبعض القوائم دفعت هذا المبلغ على بعض الصبية في أزقة القدس وشوارعها، وبالتالي فان الهدف من هذا الاعلان هو المس بحركة فتح واستقلاليتها".

وأعرب عبد القادر عن استغرابه من عدم الحديث عن بعض القوائم الأخرى التي تصرف عشرات ملايين الدولارات سواء في حملتها الدعائية أو في محاولتها لشراء "أصوات بريئة". وقال :" نحن في حركة فتح لن نتأثر بهذه الحملات المغرضة، وسنخوض الانتخابات معتمدين على ثقة شعبنا الفلسطيني، وعلى التاريخ النضالي الطويل للحركة".

من ناحيته إتهم د.محمود الزهار القيادي في حركة حماس ومرشح حركة التغيير والاصلاح، الولايات المتحدة الاميركية بأنها تتعامل مع البشر كأدوات يمكن شراؤها مشيراً الى الجولة الأخيرة لـ ( ديك تشيني) الى المنطقة والتي بحث من خلالها كيفية التعامل مع فوز حركات وجهات ترفض بلاده التعامل معها، واصفاً الموقف الامريكي من الانتخابات الفلسطينية والتدخل فيها على هذا النحو بأنه قذر، وليس فيه قدر من الاخلاقية ". وقال" لقد جاءوا بكرازي الى افغانستان، ونصبوا صنائع لهم في العراق، وها هم يحاولون التدخل في فلسطين من خلال دفع الاتاوات للبعض.

وإتهم د. الزهار السلطة الفلسطينية بأنها تتلقى أموالاً لتنفقها في الخطة غير المناسبة، وقال" شعبنا لا يباع ولا يشترى، وسننظر في قانونية رفع شكوى حول هذه الأموال الى جهات معينة مثل اللجنة المركزية في هذه الجهات مع مثل هكذا تجاوزات".

الى ذلك إتهم د. الزهار أطرافاً دولية واسرائيلية بمحاولة مساعدة فتح في الانتخابات من خلال طرح بعض المبادرات السياسية مثل: استعداد اسرائيل للتنازل عن أحياء في القدس، وتمكين رئيس قائمة حركة فتح الأسير مروان البرغوثي من إجراء مقابلة مع قناة الجزيرة، مع احترامنا لنضالات البرغوثي - كما قال الزهار في وقت يمدّد في الاعتقال الاداري لمرشح حماس في القدس،د. ابراهيم ابو سالم، واستمرار حملات الاعتقال لمرشحي حماس في الضفة والقدس ومنع مرشحي الحركة في المدينة المقدسة من وضع ملصقاتهم الدعائية.

اما د. حنان عشراوي مرشحة "الطريق الثالث" فاعتبرت ما نشر في وسائل الاعلام الامريكية حول تلقي بعض القوائم مساعدات مالية بانه تدخل مرفوض وغير مقبول في العملية الانتخابية وقال" بغض النظر عمن تلقى هذه الاموال فهذا ممنوع ولا يجوز وكذلك الحال بالنسبة للقوائم التي لديها خبراء بدل الاموال او تلك القوائم التي تقدم مساعدات غذائية في حين تتلقى قوائم اخرى اموالا من الخارج ولا تفصح عنها ما نعتبره رشوة وانا ضد تقديم رشاوى فمن يريد مساعدة الناس عليه ان يساعدهم بعد الانتخابات وليس قبل ذلك".

وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة لحركة فتح من انها تستغل انجازات السلطة لصالح حملتها الانتخابية

قالت د.عشرواي " الموجودون في السلطة احزابا او حركات دائما يجيرون انجازاتها لصالح احزابهم وحركاتهم وطالما ان "فتح" تحمل مسؤولية حالة الفوضى والفلتان الامني والفساد الذي تتهم به السلطة فهي تريد في المقابل ان تتبنى الانجازات التي حققتها السلطة باعتبارها الحزب الحاكم.

ودعت د. عشراوي الدول المانحة الى تقديم مساعداتها مباشرة الى المناطق النائية والفئات المهمشة بدلا من تقديمها لجهات تعلن عن اساطيل من سيارت الاسعاف والعيادات المتنقلة في وقت تستخدم هذه السيارات لخدمة هذه الجهات فقط وفي وقت لا يوجد على الارض مثل هذه العيادات المتنقلة.

وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة الى بعض الفضائيات العربية ومنها الجزيرة لصالح بعض القوائم او المرشحين رفضت د.عشراوي وصف ذلك بالانحياز مشيرة الى انه في المناظرة التي اجرتها قناة الجزيرة بين مرشحي كافة القوائم لم تعط مجالا للحديث في قضايا جوهرية اساسية كانت تود الحديث فيها وقالت" اعتقد ان ما جرى كان سوء ادارة لجلسة الحوار لكن لا يمكن الحديث عن انحياز مع تحفظات سابقة لنا كنا ابلغناها القناة حول فرص تغطية قوائم على حساب قوائم اخرى وقد تلقينا في حينه وعودا بتحسين التغطية".

واعتبرت د.عشراوي المقابلة التي اجرتها "الجزيرة" مع المرشح مروان البرغوثي في سجنه بانها تأتي في سياق السبق الصحفي لهذه القناة.

وكان د. مصطفى البرغوثي مرشح فلسطين المستقلة اتهم السلطة الفلسطينية بتسخير مواردها لصالح الحملة الدعائية لحركة فتح من خلال نشر تقارير تتحدث عن انجازات بعض الوزارات على مدى السنوات العشر الماضية وقال " ما قيمة ان تتحدث بعض الاعلانات عن انجازات في مجال الصحة مثل سرير لكل مواطن في وقت تعطي وزارة الصحة مواعيد لنساء بحاجة الى عمليات جراحية عاجلة في العام القادم فيما يتلقى كبار المسؤولين العلاج في الخارج وحين يتوجه المواطن لشراء الدواء لا يجده".

ورفض البرغوثي بصورة قاطعة التدخل الخارجي في الانتخابات الفلسطينية مشيرا بهذا الشأن الى التقارير الاعلامية التي تحدثت عن تقديم مساعدات امريكية مالية الى حركة فتح لمساعدتها على مواجهة حماس في الانتخابات وقال " انا ضد اي تدخل اجنبي من هذا القبيل وكل تدخل ضد حماس يقويها ويصب في صالحها وعلى العالم ان يقبل بخيار الشعب الفلسطيني ويحترم اختياراته وطالما اننا لا نتدخل في الانتخابات الامريكية فاننا ندعو امريكا الى عدم التدخل في شؤوننا".

واعتبر البرغوثي ان فلسطين تشهد الان "ثورة ديمقراطية" وقد فشلت كل محاولات تعطيل الانتخابات وبالتالي فان تخريب هذه الانتخابات بالاموال ستفشل ايضا والمثل الشعبي يقول " شو بدها تعمل الماشطة في الوجه العكر".

واتهم البرغوثي ادارة قناة الجزيرة بانها كانت غير متوازنة في تغطيتها للحملة الدعائية للانتخابات مشيرا الى انها منحازة لصالح حركتي فتح وحماس.

اما فدوى خضر المرشحة المستقلة عن دائرة القدس فاعتبرت تقديم مساعدات امريكية مالية لصالح حركة فتح او غيرها منافيا لقانون الانتخاب ومن المفترض محاسبة اية جهة تلقت تمويلا خارجيا لحملتها الانتخابية وقال" هذا امر خطير ولا يطاق ولن نسمح بان يمر مرور الكرام".

وعبرت خضر عن رفضها لما وصفته بتعرض قطاعات كبيرة من الجماهير لانتهازية بعض الجهات ومن اي طرف كان وقال " في ظل الفقر وارتفاع نسبة البطالة من المحظور على الجميع استغلال الانتخابات لتقديم مساعدات سطحية ولا يجوز مساومة شعبنا على لقمة عيشه الذي من حقه الحصول على المساعدة دون ربط ذلك بالانتخابات".

ودعت خضر الى العدالة في توزيع المساعدات والى دعم مشاريع انتاجية خاصة في المناطق البعيدة تساعد الفئات المهمشة وتجعلها اكثر اعتمادا على ذاتها واكثر مقدرة على مواجهة متطلباتها .

من ناحيته رفض وليد العمري مدير مكتب الجزيرة في فلسطين اتهامات د.مصطفى البرغوثي لادارة قناة الجزيرة " بالتحيز لصالح اية جهة فلسطينية وقال " اتهامات البرغوثي باطلة من اساسها وقد حرصنا ان نكون متوازيين لكن البرغوثي وفي المناظرة التي اجرتها الجزيرة حاول التجاوز اكثر من مرة من خلاله اصراره على الاجابة على اسئلة لا تخص قائمته من بعيد او من قريب ما دعاني الى التدخل بصفتي مديرا لجلسة النقاش ومحاولة اعادة البرغوثي الى السياق العام علما بان احد الاسئلة ناقش قضية الاجنحة العسكرية لبعض الفضائل وهو ما لا علاقة لقائمة البرغوثي بها".

واكد العمري ان قناة الجزيرة منحت فرصا متساوية لجميع مرشحي القوائم بواقع عشر دقائق لكل مرشح ووفق الترتيب الرقمي لهذه القوائم في لجنة الانتخابات المركزية مع ضرورة التركيز بان القوتين الرئيستين من بين هذه القوائم هما حركتا فتح وحماس.

كما دافع العمري عن المقابلة التي أجرتها قناة الجزيرة مع الأسير مروان البرغوثي مرشح فتح مؤكداً أنها تندرج في اطار السبق الصحفي للقناة التي لم تخرج عن أخلاق المهنة.

وأكد العمري أن الترتيب لهذا اللقاء بدأ منذ نحو عام ونصف, وقد أبلغ بالموافقة المبدئية عليه قبل شهر تقريباً ثم تأكد يوم الجمعة, وبالتالي لم يكن بالامكان تفويت فرصة عقد هذا اللقاء باعتباره سبقاً صحفياً, اضافة الى ان مروان البرغوثي الأسير في سجنه هو قيادي شاب يرأس قائمة مهمة ويتمتع بنفوذ كبير في أوساط شعبة.