وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سياسيون ومحللون يؤكدون على ضرورة إحياء عملية السلام

نشر بتاريخ: 16/06/2009 ( آخر تحديث: 16/06/2009 الساعة: 09:53 )
غزة- معا- شدد سياسيون ومحللون على ضرورة إحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية من اجل أن يتوصل الطرفان إلى حل سياسي على أساس دولتين لشعبين يعيشان جنب إلى جنب بأمن وسلام.

ودعا المتحدثون إلى تكثيف الجهود من قبل جميع الأطراف الدولية من اجل العودة إلى طاولة المفاوضات لأنها الطريق الذي جنب شعوب المنطقة مزيدا من النزاع وهي الكفيلة بوقف جميع اشكال العنف وإحلال السلام في المنطقة، مؤكدين أن الانقسام الفلسطيني الداخلي اثر سلبا على قدرة الفلسطينيين بإجبار إسرائيل على السير في العملية السياسية.

وذلك خلال ورشة نظمها امس تحالف السلام الفلسطيني الورشة بعنوان "عملية السلام حلول ومعيقات" بحضور العشرات من الكتاب والمحللين والسياسيين.

واوضح الكاتب والإعلامي هاني حبيب إن رؤية وفلسفة الرئيس الأميركي باراك اوباما تختلف تماماً عن رؤية بوش وفلسفته، مشيرا إلى أن اوباما عمد إلى تهيئة الجانبين لبدء عملية تفاوضية من خلال البحث المبكر عن حلول للمسائل الأكثر تعقيداً كملف الدولة الفلسطينية والاستيطان، العقبات الاساسية أمام الجانب الإسرائيلي.

وبين حبيب ان سياسة اوباما تنطلق من اعتبار حل الولتين المتجاورتين، هو جوهر أي حل، مشددا وان ذلك لا يمكن أن يتم أو ينجز إلا في حال توقفت إسرائيل عن بناء وتوسيع المستوطنات، تحت أي مبرر بما في ذلك النمو السكاني الطبيعي.

ودعا حبيب إلى التعامل مع هذه السياسة، بانفتاح ولكن بحذر شديد، مذكرا بتراجع أوباما عن تصريحات اعتبرت المبادرة العربية تسهم في إيجاد حل.
ولفت حبيب إلى أن المبادرة العربية أشارت إلى تطبيع عربي إسرائيلي بعد التوصل إلى اتفاق كامل وشامل وعادل، لكن اوباما يريد من العرب التقدم بما يلزم لتعزيز الثقة قبل مثل هذا الاتفاق، وهذا سبب آخر لتراجع اوباما عن دعمه للمبادرة العربية التي أيضا تربط التوصل إلى حل بعودة اللاجئين الفلسطينيين والتعويض عليهم وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وهو أمر يعلم اوباما مدى تعقيده.

من جانبه أكد الدكتور إبراهيم أبراش أستاذ العلوم السياسية أن إسرائيل هي المعيقة لعملية السلام،قائلا:"إن إسرائيل لم تكن في يوم من الأيام جادة بالسلام الحقيقي"، لافتا إلى أن مقتل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين عام 1996 كان مؤشرا على تراجعها عن عملية السلام بالاضافة الى غياب إستراتيجية فلسطينية حول السلام شجع المتطرفين اليهود على التهرب من عملية السلام.

وأشار أبراش في كلمة له بعنوان إلى أن إسرائيل تذرعت بالانقسام الحالي من اجل التهرب من أي التام بأي حل، مؤكدا انه أصبح معيق للسلام من خلال إعاقته للتسوية وإعاقته لمقاومة وطنية حقيقية.

وقال :"ان الانقسام يمنح إسرائيل ذريعة للتهرب من السلام بل يمكن القول بأن إسرائيل هيأت ظروف وشروط الانقسام الأخير من خلال خطة شارون من غزة حتى تتهرب من استحقاقات السلام"،مؤكدا ان الانقسام يضعف المفاوض الفلسطيني ويضعف مشروع السلام الفلسطيني.

وحذر من أن تنبني التسوية القادمة على واقع الانقسام وقد تكون الدولة في غزة فقط، مشيرا الى ان إسرائيل ومعها الولايات المتحدة بغياب شريك فلسطيني للسلام وبالتالي تهرب إسرائيل مما عليها من التزامات.

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي يحيى رباح، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف عاجزا أمام ائتلافه الحكومي الحالي ولم يتملك أي قدر من الشجاعة لتقديم فكرة ذات شأن خوفا من انفراط عقد هذا الائتلاف، وهذا معناه في السياسة أن نتنياهو يراهن على قوة العجز وليس على أوهام القوة التي كان يتحدث بها من قبل.

بدوره قال الكاتب عبد الكريم عليان ان تحقيق الأهداف الوطنية والمشروع الوطني صعب جدا في ظل الانقسام، مؤكدا أن لا احد يمكن أن يعطي الشعب الفلسطيني شيء في ظل حالة التشرذم.

وقال عليان في مداخلة له :"ان الموقف الإسرائيلي في تراجع مستمر من العملية السلمية وذلك بسبب حالة التمزق والانقسام"، مؤكدا أن إسرائيل تعمل يوميا من اجل تعميق وتعزيز الانقسام.