|
حديقة الجندي المجهول...مساحة للتنزة..وساحة للتلاقي وللباعة المتجولين
نشر بتاريخ: 21/06/2009 ( آخر تحديث: 21/06/2009 الساعة: 09:45 )
غزة - معا- "ع الجندي " ....عنوان يسمعه سائق التكسي من الركاب على مدار ساعات المساء هو الاسم الاكثر شهرة في أماكن و أحياء قطاع غزة و سمي بالجندي نسبة للنصب التذكاري الذي اقامة المصريون و سط حديقة جميلة و صغيرة تزين شارع عمر المختار الشارع الرئيس وسط غزة.
وهو المتنزه الثاني بعد حديقة البلدية المدينة المليئة بالكتل الاسمنتية و صاحبة الكثافة الاعلى بالسكان هذا نصيبها من المساحات الخضراء في قلبها ووسط احيائها . - الغريب بالامر ان حديقة الجندي المجهول لم تحظ يوما من الايام بهذا الكم الهائل من الزوار و المتنزهين حيث تصل ذروة رواد المكان الى قمتها ليلتيي الخميس و الجمعه . زوار المكان ليسوا من مدينة غزة و حدها تجد القادمين اليه من كافة محافظات القطاع من خانيونس و جباليا و دير البلح حتي من رفح النقطة الاكثر بعدا عن غزة . اغلب رواد المكان في ساعات الصباح من طلبة و طالبات الجامعات الغزية و التي تبعد عن المنتزه 10 دقائق من السير علي الاقدام . ففي ساعات المساء يعج المكان بالصبايا و الشباب و العائلات الزوار من مختلف الاعمار و ملابسهم تؤكد على تعدد ثقافات زوار المكان فتجد المنقبة و التي تلبس حجاب علي الموضة و اخري متحررة من الحجاب في بنطال الجينز . و الرجال تجد البعض منهم يرتدي الجلبية و اخر يرتدي بدلته كزائري المطاعم خمس نجوم و شبان ملتحون و اخرون بدون لحى.. تري في المكان صورة مصغرة للمجتمع الغزي و عاداته - هناك مقاعد علي جنبات الحديقة لا يفوز بها الا من جاء مبكرا او من اقتنص فرصة قيام البعض ليحل مكانه فالمقعد الشاغر تجد له اسرابا من البشر تتنافس فيما بينها للفوز به و الذي يصل اولا يجلس و يتربع علي المقعد والبقية الباقية و هم كثر يفترشون السجادة الخضراء عائلات تجاور بعضها البعض. - تمتليء الارض بالناس حتي يكاد لا يوجد مساحة متر من الارض يتسع للاخرين أنها رحلة وصفها احد المتنزهين بيوم المحشر اما غالبية مرتادي الجندي و التي هي اكثر عددا ممن افترشوا الارض فيجلسون علي سور الحديقة و علي عتبات الرصيف داخلها الصورة تبدو مثل بوابة خلية النحل . حيث لا مكان للاطفال يلعبون و لا أفق أو رحابة بالمكان للاهالي الفاريين من كتل الاسمنت او من حر الصيف بالمكان باعة متجولون كثر . لمنتزه الجندي عالمه الخاص فيه بعض الوجوه المالوفة و اليومية التي ترتاد المكان و فيه الباعة المتجولون الذين يتطفلون علي الناس كل دقيقة تجد علي جنبات المكان و علي السور خطاب و عشاق يجلسون بجانب بعضهم البعض يمارسون هواية الوشوشة بالمكان الصاخب و تجد اطفالا يفوق عددهم عدد التلاميذ في 10 مدارس تعمل لفترتين و اهلي يصرخون خوفا من ان يضيع ابنائهم في زحمة المكان كما تجد رجال و نساء في خريف العمر يتسامرون لساعات المساء . و هناك ايضا صعاليك المكان ممن يسترقون البصر و يتلصلصون على الفتيات اللواتي يرافقن ذويهن . الجندي الذي تتوسطه النافورة لا يمل الباعة فيه عن اقتحام اي اسرة و اي احباء - بمعدل كل دقيقة يسالك بائع هل تريد الشاي او القهوة او المكسرات او الترمس او الذرة المسلوقة او المشوية . الجندي محاط بشارع عمر المختار من الجانبين حيث الازدحام المروري و عوادم السيارت و دخانها الذي يلوث صفاء الجو و نقائه . اضافة للتلوث السمعي الذي تحدثه مولدات الكهرباء التي يشعلها أصحاب المحلات و المطاعم المجاورة للمنتزة من كلا الجانبين . للمكان اهميته لاهالي غزة و لكن الازدحام يجعل الناس تزداد بالضجر و تجعل الصعاليك اكثر سعادة . |