وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نعم للروح الرياضية.. لا للعنصرية والكراهية*بقلم : مهيوب الصادق

نشر بتاريخ: 20/06/2009 ( آخر تحديث: 20/06/2009 الساعة: 17:34 )
لمناسبة اليوم العالمي للفيفا لمكافحة التمييز والعنصرية
نعم للروح الرياضية.. لا للعنصرية والكراهية في كرة القدم
*بقلم الحكم الدولي : مهيوب الصادق


نابلس - معا قد يستغرب القارئ العزيز من عنوان هذه المقالة متسائلاً عن العلاقة بين الرياضة والعنصرية ولكنها للأسف الشديد وأقوالها وقلبي يقتر دماً – حقيقة موجودة في ظهرننيا ، على أية حال هذه مشكلة قديمة حديثة في عالم كرة القدم ،وقد حدد الإتحاد الدولي لكرة – للفيفا –الـ 21 أو 22 من حزيران من كل عام يوماً لمكافحة العنصرية والتمييز رافعاً شعار(( أنا اتحلى بالروح الرياضية )) ،اللافت أن الفيفا وضع هذا المشكلة الخطيرة على بساط البحث في أجندة مؤتمر الفيفا غير العادي الذي عقد في بيونس ايرس العاصمة الأرجنتينية في العام 2001 بحضور 200 عضو للإتحادات الأهلية
المنضوية تحت لواء الفيفا في محاولة أكيدة لنزع واستئصال" سرطان العنصرية والكراهية في كرة القدم " وذلك لتحديد الوسائل الفاعلة للتخلص من هذه الظاهرة الداخلية على لعبة كرة القدم بشكل لا يقبل التأويل من الأهمية بمكان تحديد وتعريف مصطلح العنصرية Racism ويقال لها في جنوب افريقيا Apartheid نقول ليس من السهل تحديد معناها لأنها تتخذ عدة أشكال ووجوه ولكن تعتمد وبشكل أساسي على الأنشطة التي تحدث خارج الملعب ولكن يقع حل هذه في بوتقة الإعتراف بوجودها بالمقام الأول، العنصرية في واقع الأمر حقيقية واقعة في عالم كرة القدم محلياُ ودولياُ ومن الأمثلة
على ذلك معاناة المدافع الفرنسي الأسمر " ليلينان تورام " في نادي بارما الأيطالي بسبب لون بشرته ،ظاهرة اخرى من ظواهر العنصرية والكراهية في عالم كرة القدم ،هتاف الجمهور أو رفع لفتات يشم منها رائحة الكراهية ضد الخصم في ارض الملعب أو قد تأخذ شكل الإعتداء اللفظي أو الجسدي على اللاعبين الخصوم ونعتهم بألفاظ تخدش الحياء العام وهذا الشكل موجود وجلي في الملاعب ومثال آخر على العنصرية توجيه الكلام البذيء للحكام verbal abuse أثناء وبعد المباراة وكلام تقشعر منه الأبدان وتثير الإشمئزاز وهذا يتدرج ضمن الإعتداء اللفظي وقذف وشتم الحكام بسبب
قراراتهم ، وقد يكون هذا الإعتداء بين اللاعبين أنفسهم يتوجب على الحكم في حالة اثباته ان يتصرف وفق قانون اللعبة وبشده وصرامة بغض النظر عن من يكون الضحية فالمدرب مسئول عن سلوكات لاعبيه – من المؤسف ومن العار و أن يترك الحكام فريسة لهؤلاء ولأن الشيء بالشيء يذكر تماماً فان ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم دعا الى وقف المباراة في حال ظهور أية من حالات او اشكال العنصرية في الملعب واضاف رئيس الاتحاد الاوروبي على الحكم ان يكون جريئا و ان يقوم بوقف المباراة على الفور أخيراٌ ... نقول لقد حان الوقت لركل ظاهرة الكراهية
والعنصرية من اشهار البطاقة الحمراء لها ،بل وركلها بعيداً لأنها أولاُ وأخيراً خارج قيمنا وديننا الحنيف ،ومن المصيبة ان تحل العنصرية والكراهية محل التنافس الرياضي الشريف واللعب النظيف Fair Play.

.... جميل ومشروع أن تشجع وتناصر فريقك ولكن بعيداُ عن العصبية والتعصب فالغاية لا تبرر الوسيلة ،والنقد البناء اسلوب حضاري نحن بأمس الحاجة اليه في سبيل مجاراة عجلة التطور والرقي في أنحاء المعمورة ، فغاية المنافسات الرياضية ليس إذلال الآخرين والشماتة والهزيمة – حاشا لله وكلا- ، فهدف الرياضات اسمى من ذلك قال تعالى " ياأيها الناس أن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله اتقاكم " إن علو كعب الروح الرياضية هو المطلوب وهذه دعوه للمشجعين للتحلي بالروح الرياضية وتقبل الهزيمة بروح الفوز من خلال تذكيرهم
بأن التنافس هو رياضة وأن احترام الخصم والحكام يعلو فوق كل شيء

إن القضاء على ظاهرة الكراهية والعنصرية والتمييز – وجميعها مسميات لظاهرة واحد غير صحية لا وجود لها في عالم كرة القدم – أمر حتمي وهي مسئولية إجتماعية للعبة كرة القدم ودائماً فليكن شعارنا " أنا أتحلى بالروح الرياضية