وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة بغزة حول خطاب الرئيس الامريكي والحراك السياسي في المنطقة

نشر بتاريخ: 21/06/2009 ( آخر تحديث: 21/06/2009 الساعة: 20:48 )
غزة- معا- نظمت الهيئة الفلسطينية للاجئين في مقر مؤسسة بادر للتنمية والاعمار بمدينة غزة اليوم، حلقة نقاش موسعة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع اللاجئين ، وقد استضافت الحلقة عدد من السياسيين والمثقفين الفلسطينيين، بحضور كثيف من الصحفيين ووسائل الاعلام المختلفة.

ورحب منسق اللقاء أ. فؤاد جرادة بالحضور واستعرض قضية اللاجئين الفلسطينيين والمتغيرات السياسية المرتبطة بتلك القضية .

واستعرض الكاتب الصحفي أ. طلال عوكل في بداية اللقاء موقف المجتمع الدولي من القضية الفلسطينية، مؤكداً بأن هناك نوايا ودوافع جدية لدي المجتمع الدولي لحل قضية الصراع الفلسطيني والعربي الاسرائيلي .

وشدد أ. عوكل علي ضرورة أن يتعامل صناع القرار الفلسطينيين والعرب علي هذا الاساس ، أما فيما يتعلق بقضية اللاجئين فأكد بأن ما يلفت النظر كثيرا في خطاب أوباما هو ما جاء بخصوص قضية اللاجئين حيث طرح ان الحل ياتي من خلال إقامة دولة للفلسطينيين أسوة بالشعب اليهودي الذي أقيمت له دولة لإستيعاب المهاجرين من اليهود في كافة أرجاء العالم ، كما أشار الى المبادرة العربية وما تضمنته من بنود بخصوص حل عادل لقضية اللاجئين وتطرق الي خطاب نتنياهو وما تضمنه من حديث خطيرعن شطب لحق العودة .

من جانبه تحدث المحلل السياسي أ. يحي رباح عن خطاب نتنياهو، وقال أن إيقاع العمل الفلسطيني يجب أن يتغير لانه بدون ذلك نكون أثبتنا للعالم بأننا عاجزون وتخلينا عن قضيتنا وتركناها لتفاعلات وأهواء الاخرين ".

وأضاف أن ما ورد في خطاب نتنياهو له أبعاد خطيرة ومتعددة وخاصة ما يتعلق بقضية اللاجئين فهو لا يهدد فقط بتهجير اكثر من مليون ونصف فلسطيني من داخل الخط الاخضر بل يضع الفلسطينيين في حالة إشكالية يشوبها الشك والقلق مع المحيط العربي ، الذي سيتعامل مع أي فلسطيني زائر بأنه يشكل خطر عليه ، وأضاف أ. رباح بأننا كفلسطينيين يجب الا ننتظر ليقوم الاخرين بحل مشاكلنا بل يجب علينا توحيد صفوفنا واستثمار المواقف الدولية للخروج من المأزق الذي نعيشه ، مقترحاً أن تعقد قمة فلسطينية طارئة لتحقيق ذلك التناغم .

وفي سياق متصل حذر أ. خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الاسلامي من خطورة عدم إتفاق الاطراف الفلسطينية لانهاء الانقسام في القاهرة ، وقال أن هناك أطرافا لاتريد للفلسطينيين الاتفاق وهذا يفتح المجال أمام مستقبل مظلم وخطير للقضية الفلسطينية نتيجة إستغلاله من قبل بعض الاطراف الخارجية لفرض تدخل خارجي دولي أو إقليمي .

ودعا أ. البطش الاطراف الفلسطينية وبخاصة حركتي حماس وفتح بأن لا تنغر بإنفتاح بعض الاطراف عليها الامر الذي قد يشجعها على تأخير أو تعطيل المصالحة ، وأضاف بأن القضية الفلسطينية يجب أن لا تكون رهينة لمزاج هذا الفصيل أو ذاك ، كما شدد علي ضرورة استثمار الوقت واستغلاله والبحث عن أدوات ضغط علي حركتي فتح وحماس لانهاء الانقسام .

وفي ذات السياق أكد أ. سامي العجرمي المتخصص في الشأن الاسرائيلي، بأن اسرائيل تدرك الضعف الفلسطيني وهي تعمل ليل نهار من أجل ترسيخ الانقسام الفلسطيني والاستفادة من الوضع الراهن وهي تستغل هذه الحالة في تكريس وفرض الامر الواقع علي الارض كما تعمل علي تزييف التاريخ الفلسطيني وإيهام العالم بأنه ملك اليهود .

وأكد أ. العجرمي بأن اسرائيل تجتهد في تهجير فلسطينيي عام 48 وقد هجرت جزء منهم في الماضي وتخطط لتهجيرهم في الوقت الحاضر ومستقبلا ، واستشهد بأحداث عكا ومدينة القدس وقال انها خير دليل علي ذلك ، مؤكدا أن خطاب نتنياهو كان موجها للإسرائيليين وللعالم ولم يكن موجها للعرب وكان الهدف منه رفع سقف المطالب الاسرائيلية ، منوهاً الي أنه تضمن سلام إقتصادي فقط .

من جانب آخر تحدثت د. مريم أبو دقة، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية عن خطاب أوباما وما تضمنه من رسائل متعددة ، وقالت أنه كان بالاساس موجها الى قوى الاعتدال في المنطقة ، متطرقة الى العلاقة الامريكية بإسرائيل حيث قالت أنها علاقة استراتيجية لا يمكن تغييرها .

وانتقدت د.أبو دقة خطاب نتنياهو وقالت أنه متوافق مع خطاب أوباما حيث تحدثوا عن آلام الشعب اليهودي ولم يتحدثوا عن آلام الشعب الفلسطيني ، وأضافت أن السكوت عن ذلك يعد تفريط في المشروع الفلسطيني ، وأكدت د . أبو دقة أن الحل للقضية الفلسطينية يأتي أولا في إنهاء الانقسام والتوحد لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية والمشروع الوطني برمته .

بدوره أعرب أ. وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب عن خشيته من إمكانية ضياع قضية اللاجئين والتنازل عنها ، وقال أن خطاب أوباما لم يتعرض لقضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة بل أتى ليعيد إمساك أمريكا لمفاتيح العالم بعد الاهتزازات والانهيار الاقتصادي علي مستوى العالم حسب قوله .

وتطرق أ. العوض الي خطاب نتنياهو وما رافقه من جدل قائلا بأن من أهم أهدافه هو حشد الاسرائيليين حوله ، محذرا من المخططات الدولية وتدخلاتها في القضية الفلسطينية والتي تستغل دعمها للفسطينيين من أجل إملاء إرادتها وصولا الي الوصاية الكاملة علي الشعب الفلسطيني .

من جانبه تحدث د. إبراهيم أبراش المحاضر بجامعة الازهر عن المأزق الفلسطيني المتمثل بالانقسام ، وقال أن نتنياهو وأوباما إستطاعوا رمي الكرة في الملعب الفلسطيني بذريعة أن الفلسطينيين منقسمين ولا يمكن الحل أو التسوية في ظل هذه الحالة .

وأكد د. أبراش أن من يعيق الانقسام هو نفسه الذي يعمل علي إعاقة عملية التسوية معرباً عن خشيته من أن تتم التسوية علي أساس الانقسام ، وأوضح أن من الصعب إتمام المصالحة وتشكيل حكومة موحدة وعودة الامور الي ما كانت عليه بدون الاتفاق داخلياً علي مشروع التسوية ، أما فيما يتعلق بقضية اللاجئين والتسوية فأكد د. أبراش أنها مرتبطة بالقرار 194 و242 .