|
سعدات: لا يمكن أن يكون الحوار رهنا بحركتي فتح وحماس
نشر بتاريخ: 22/06/2009 ( آخر تحديث: 22/06/2009 الساعة: 20:08 )
القدس- معا- زار النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي محمد بركة، اليوم الإثنين، الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، في سجن عسقلان، وتباحثا في المستجدات على الساحتين الفلسطينية والإقليمية، وفي الأوضاع العامة للشعب الفلسطيني في ظل الظروف الحرجة التي يواجهها.
وقد بدا سعدات بعد أيام من وقف إضرابه بصحة جيدة، وشرح الأسباب التي أدت إلى إضرابه عن الطعام، ومنها عدم السماح له بالتواصل مع باقي الأسرى في قسم العزل، وقال "إن هناك عددا كبيرا من الأسرى الفلسطينيين في قسم العزل منذ سنوات طوال، ومن بينهم من يمضي في العزل منذ أكثر من ثماني سنوات، وحتى أن أحد هؤلاء الأسرى يعاني من مرض نفساني". وشدد على أنه لا يوجد ما يستوجب العزل لجميع الأسرى، خاصة وأنه لا توجد أية وسيلة اتصال مع العالم الخارجي، ولا حتى اتصال مباشر مع زوار الأسرى في السجون، علما أن قسما جديدا من الأسرى لم يتلقوا زوارا منذ سنوات، وذلك بفعل الإجراءات المشددة التي تفرضها سلطة سجون الاحتلال. ومن بين التقييدات الجديدة، هو منع الأسرى من الحصول على كتب من عائلاتهم، وفقط ما يباع في دكان السجن، الذي بطبيعة الحال لا يلائم احتياجات الأسرى، وهذا أيضا محاصرة لإمكانيات الأسير أن يتعاطى مع الثقافة والفكر. وعبر سعدات في كلامه عن قلقه مما تواجهه الجماهير الفلسطينية في الداخل، إن كان على مستوى طلب إسرائيل أن يعترف بها الفلسطينيون كدولة "للشعب اليهودي"، أو على مستوى القوانين العنصرية، والسياسة العنصرية برمتها. هذا وأطلع النائب بركة سعدات على آخر مستجدات الحوار الفلسطيني الفلسطيني، واحتمال إحراز تقدم جدي في الأسابيع القليلة المقبلة، خاصة وأن عدة أطراف عربية بدأت تتحرك بصورة جدية أكثر من أجل تحقيق الوحدة المنشودة، وقال، إن ما نسمعه اليوم من القيادة الفلسطينية أن لا مفاوضات في ظل استمرار الاستيطان وهذا موقف جيد ويجب الثبات عليه. واستعرض سعدات موقف الجبهة الشعبية من مسألة الحوار الفلسطيني، وقال إن الحوار يجب أن لا يكون رهنا بحركتي فتح وحماس، بل يجب أن يكون شاملا لكافة الفصائل، ويجب السعي لانجاز إقامة حكومة فلسطينية، على أن تكون حكومة مهنيين إلى حين الانتخابات العامة، وبناء أجهزة أمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن تكون مبنية على أسس مهنية، تسعى لأمن فلسطين وليس لأمن فصائل، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، على أسس المشروع الوطني الفلسطيني، وإجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني بالتزامن مع الانتخابات التشريعية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأبدى سعدات تحفظه من طلب الالتزام بالاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل خاصة في ظل هذه المرحلة، التي فيها حكومة إسرائيلية تتنكر لكافة الاتفاقيات، التي هي أصلا قادت المفاوضات إلى طريق مسدود. وتكلم سعدات بإسهاب عن مشروع إعادة بناء اليسار الفلسطيني، مؤكدا على أن إطارا وحدويا لفصائل اليسار يجب أن يبدأ بناؤها من القواعد وفي ميادين العمل، ومن ثم تشكيل لجان متعددة للنظر في عدة قضايا أساسية، وعلى رأسها الجانب الأيديولوجي، والتنظيمي والسياسي، وبناء برنامج استراتيجي واضح مع رؤية واضحة. وفي كلمته استعرض النائب بركة التطورات على ساحة الجماهير العربية في الداخل، مؤكدا أن نشاط جميع الأحزاب والأطر السياسية تحت سقف لجنة المتابعة العليا، يعتبر نشاطا وحدويا، وهو بحاجة أيضا إلى أن يطور آلياته لمواجهة تحديات المرحلة، والحفاظ على أسس العمل المشترك، إلى جانب الحفاظ على التعددية السياسية. وقال بركة، إن أخطر ما تواجهه جماهيرنا الفلسطينية إلى جانب ما يسمى بـ "يهودية الدولة" وهي التهديد الاستراتيجي الأخطر، والى جانب القوانين العنصري واستفحال سياسة التمييز العنصرية، هو محاولة المؤسسة الإسرائيلية إحداث اختراق للشارع العربي لتأجيج صراعات داخلية على خلفيات خطيرة، كما رأينا في عدة بلدات في الداخل، وفي محاولة بائسة لدفع مجموعات نحو خيارات خطيرة ومرفوضة كليا، وهي أيضا تلقى رفضا واسعا. وشدد بركة على أن الوحدة الفلسطينية والحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية بعد تجديد آلياتها، وصيانة المشروع الوطني الفلسطيني هو أيضا يخلق أجواء أفضل على ساحة جماهيرنا الفلسطينية في الداخل. هذا وخلال اللقاء أكد بركة وسعدات على العلاقات النضالية والخاصة التي تربط الإطارين السياسيين على مدى عشرات السنين، وأكدا أيضا على ضرورة استمرار الاتصال وتطويره. |