وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مخصصات الإعانة الاجتماعية- نسمات إنسانية على واقع اجتماعي صعب

نشر بتاريخ: 24/06/2009 ( آخر تحديث: 24/06/2009 الساعة: 14:01 )
أريحا- معا- بخطوات متسارعة انطلقت "أم محمد" باتجاه مبنى مديرية الشؤون الاجتماعية، ملبية دعوة المديرية لكل المستفيدين من برنامج الإعانة الاجتماعية المقدم من الاتحاد الاوروبي، وبين مخيم عقبة جبر للاجئين ومقر المديرية تعثرت خطوات "تمام" السيدة الخمسينية، بأطياف أفكار ووتوتات وتبرم امتزج في عملية حسابية حول كيفية صرف ما ستحصل عليه من مساعدة مالية قيمتها ألف شيقل، فضربت الأخماس بالأسداس وقارنت ما بين حاصل جمع الدخل الموعود والإنفاق الذي لا مفر منه، فأم محمد اعتادت على هذا الحال نهاية كل شهر، كيف لا وهي الأم والأب ورب البيت والمداوي للجراح والملبية لحاجات الأسرة يضاف إليها ابنة متزوجة تعاني الفقر وسوء الحال، فأضيفت إلى قائمة الجدة "أم محمد" التي تؤمن بأنه ما اغلى من الولد إلا ولد الولد، وليحتل حليب الأطفال والفوط مكانهما في لائحة المشتريات والإنفاق الأسري المتهالك.

وعند وصولها مطلع درج العمارة لم يفاجئها انتظار العشرات للحصول على قسيمة الشيك، والتي تلتقطها أيادي المستفيدين بلهفة وامتنان، فالاتحاد الأوروبي أراد أن يخفف من أزمة الشعب الفلسطيني من خلال آلية صرف مالي ذات شفافية عالية تضمن وصول المبالغ المقررة للمستفيدين منها دون أي تدخلات أو اشتراطات سياسية، حتى يتمكن المستفيدون من تغطية احتياجاتهم الأساسية.

"أم محمد" تنهدت قبل أن تخوض في حديثها لـ "معا" حول تفاصيل صرف المبلغ والذي يفترض أن يغطي احتياجات أسرة فقيرة لا معيل لها سوى الله ومن بعده وكالة الغوث والشؤون الاجتماعية، فالأب توفي منذ سنوات والابن الأكبر اضطر للسفر للأردن والعمل هناك بجوار زوجته والتي حالت إجراءات الاحتلال من حصولها على تصريح أو لم شمل.

اعتادت أم محمد قراءة المشهد الاقتصادي لأسرتها بعفوية تنم عن القهر والعوز وقالت: "الكهرباء والماء وسداد ديون صاحب البقالة وقسط ابنتها الثانية التي تتلقى الدروس في مجال السكرتاريات في احد المراكز الثقافية بالمدينة رغم اجتيازها الثانوية العامة قبل سنوات بنجاح، إلا أنها اضطرت للقبول بالأمر الواقع وعدم تحميل والدتها عبئا إضافيا على كاهلها، ثم استذكرت أم محمد ابنتها "فاطمة" التي تعاني تخلفا بسيطا والتي أوصت والدتها بشراء الحلوى لها ككل الأطفال.

اختصرت أم محمد الكلام وخلفية المشهد عويل وصراخ وتبرم وأمنيات أمهات وسيدات أجبرتهن الظروف على تولي مسؤوليات أسرهن، فيما تركت قسمات وجوه بعض الرجال خفايا الاستحياء والألم، فمنهم من اجبره المرض أو الإعاقة أو كبر السن على الوقوف في الطابور للتغلب على الضائقة المالية ومحاربة ضنك الحياة الخشنة، وحين نادى موظف الشؤون الاجتماعية على احدهم كان متواريا، التقيتة على درج العمارة ابلغته بان الموظف قد نادى عليه ابتسم وقال: "الله يطمنك"، وطلب مني الانتظار من اجل أن يقدم لي بوظة أو زجاجة عصير كحلوان على استلامه للشيك، ابتسمت لاشعره بالتقدير والاحترام.

مديرة الشؤون الاجتماعية في محافظة أريحا والأغوار، منال أبو رمضان أكدت ان عدد المستفدين من برنامج الإعانة الأوروبية (بيغاس) يزيد عن 900 عائلة فقيرة يصرف كل ثلاثة أشهر دفعة بقيمة ألف شيقل إضافة إلى أن مساعدة البنك الدولي والتي تصرف كمساعدة عاجلة لمرة واحدة لـ 255 عائلة، مؤكدة أن جهود المديرية تنصب من اجل زيادة أعداد المستفدين من البرنامجين.

مديرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة الشؤون الاجتماعية بسمة صبح أوضحت بان الوزارة تسعى لتحيد برامج الإعانة والمساعدات الدولية الثلاثة والتي تمول من الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي تحت مظلة البرنامج الوطني للحماية الاجتماعية لتحقيق عدالة التوزيع مع السعي لزيادة الشريحة الاجتماعية الأقل فقرا للاستفادة من برنامج الحماية الوطنية مستقبلا.

وأضافت صبح أن إجمالي عدد المستفيدين من برنامج الاتحاد الأوروبي قارب 50 ألف عائلة فلسطينية وأكثر من 16 ألف عائلة تستفيد من برنامج الغذاء العالمي.