|
قراءة تحليلية: فتح .. الحصاد المر.. في يوم الانتخاب الحر
نشر بتاريخ: 26/01/2006 ( آخر تحديث: 26/01/2006 الساعة: 15:34 )
رام الله- معا- مفاجئة وصاعقة جاءت النتائج التي افرزتها صناديق الاقتراع بفوز ساحق لحركة حماس على حركة فتح.
الناطق الرسمي باسم الرئيس عباس نبيل ابو ردينة قال: بان الرئيس تابع النتائج الاولية وبانتظار النتائج الرسمية من لجنة الانتخابات المركزية، مضيفا ان الرئيس سيعمل بعد النتائج النهائية " على عمل المطلوب لتشكيل الحكومة " الرئيس وجه الشكر " للمراقبين الاجانب والعرب والاجهزة الامنية الفلسطينية " فيما ينتظر ان " يلقي خطابا سياسيا بعد اعلان النتائج الرسمية للانتخابات، سيتضمن شرح المرحلة المقبلة سياسيا". وبانتظار الاعلان الرسمي عن النتائج الاولية للانتخابات ومن ثم الاعلان الرسمي عن النتيجة النهائية تكون تداعيات الفوز الساحق لحماس والذي ظهر الاعتراف به من خلال مواقف وتصريحات المسؤولين في حركة فتح وحديثهم عما ستؤول اليه الامور في الايام القادمة من خلال تناول موضوع تشكيل الحكومة المقبلة ومشاركة فتح فيها او عدمه. فان تداعيات نتائج الانتخابات ستأخذ مداها خاصة في حركة فتح على صعيد حسم الصراعات الداخلية والتي تجلت بكل وضوح وكشفت عن نفسها في الانقسام الذي ادى في بداية الامر لتسجيل كتلتين للحركة عبرتا عن قطبين متناحرين الاول من يسمون بالحرس القديم وجلهم من اللجنة المركزية للحركة والثاني مما يسمون بعنصر الشباب وخاصة التيار الذي تربع على عرشه امين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي. وجاءت هذه الانتخابات لتحسم الموقف التنظيمي لصالحه وصالح من هم من مدرسته الحركية، وذلك برز بمحاكمتين للحرس القديم الاولى كانت تنظيمية من خلال انتخابات البرايمرز والتي ادت الى سقوط مدو لهم، فيما كانت الثانية جماهيرية بعد ان تم ترشيحهم على الدوائر ليتلقوا الضربة القاضية، فخسارة فتح الرئيسية كانت في الدوائر وليست في قائمة الوطن. بذلك تكون الطريق قد فتحت تماما امام عقد المؤتمر السادس للحركة ليأخذ مخاض الحركة وقته الكافي في ولادة الجديد، المعمد رمزه بزنزانة صغيرة في سجون الاحتلال، والمقصود هنا مروان البرغوثي الذي كان حاضرا بفكره التنظيمي وقيادته الملهمة. مايحصل مرتبط جدليا بفلسفة الرئيس محمود عباس، ان كان بوسعنا ان نقول ذلك، والمحكومة لامرين يمكن تقديم احدهما على آخر الاول: هو طبيعته العملية الواقعية والاكاديمة المهنية في التعاطي مع الامور التي تحتم في الواقع الفلسطيني بتصويب الامور ووضع النقاط على الحروف وتحرير هذا الواقع من القيود المكبلة له من خلال الشراكة السياسية التي لا تكون بغير انتخابات ديمقراطية يعبر فيها الشارع الفلسطيني عن نفسه بشكل جدي . اما الامر الثاني، وهو امتداد للاول، هو تصفية الحسابات، والتي اخذت الطابع الشرعي، مع الحرس القديم الذي كبل التطورات الداخلية لتطور الحركة بناء على تطور الواقع الذي ايضا اصبح اسير سيطرتهم من خلال تربعهم على رأس السلطة، وهو ما يبرر الحالة المأزومة للاوضاع في البلد. ابو مازن الذي وضع يده على الجرح دفع ثمنا باهظا وشخصيا، وليس من الضروري التذكير بما حصل له على يد الحرس القديم وقت كان رئيسا للوزراء. لذلك فان الرغبة الرئاسية، المبررة ، للاقتصاص منهم وازاحتهم من الطريق كانت ضرورية لوضع الامور في نصابها . الخطاب السياسي الذي من المنتظر ان يلقيه الرئيس بعد اعلان النتائج، كما قال ابو ردينة، لن يكون بعيدا عن هذه الامور حتى ان لم يتم فيه تسمية الاشياء باسمائها الا ان دلالاتها ستسود في الثنايا خاصة في الاعتراف وتقبل، ليست فقط هزيمة الحركة وانما ايضا تقبل سيادة الاخر للمرة الاولى منذ العام 65. |