الحكومة: رغم الأزمة المالية الخانقة الرواتب في الاسبوع الاول من تموز

رام الله- معا- أكدت الحكومة الفلسطينية أنها تمر بأزمة مالية خانقة، تتسبب في عجر مالي آخذ بالتراكم منذ 7 أشهر، في ذات الوقت شددت الحكومة على أن رواتب الموظفين ستصرف خلال الاسبوع الاول من تموز القادم.

وأكّد مجلس الوزراء خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها في رام الله برئاسة رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، أن ما يرد من مساعدات يقل بمبلغ 25-30 مليون عن الإلتزامات الشهرية للسلطة، مما يتسبب في عجز مالي آخذ بالتراكم منذ سبعة أشهر وسيتواصل إذا لم تف الدول المانحة وخاصة الدول العربية بالإلتزامات التي تعهدت بها في مؤتمري باريس وشرم الشيخ.

وأشار رئيس الوزراء وزير المالية إلى أن هذا العجز قد أدى إلى عدم تمكن الحكومة من الوفاء بكامل إلتزاماتها في موعدها بانتظار وصول الحوالات والمساعدات الدولية لتسديدها. إلا أن الحكومة ملتزمة بالتسديد الكامل، وستفي بالمستحقات كما أوفت بتسديد كامل المستحقات المتأخرة لموظفي القطاع العام، مؤكداً على أنه سيتم صرف رواتب موظفي القطاع العام في الأسبوع الأول من الشهر القادم.

وقال فياض: "إننا طلبنا في اجتماع لجنة تنسيق مساعدات الدول المانحة بأن تقوم هذه الدول بتحويل جزء من المساعدات حتى نتمكن من الوفاء بالتزاماتنا تجاه احتياجات الشعب الفلسطيني وخاصة للبدء في تنفيذ برامج إعادة إعمار قطاع غزة وفق الآليات التي أعلنا عنها في المؤتمر، الأمر الذي من شأنه أن يشكل أداة ضغط إضافية لإلزام إسرائيل برفع الحصار عن شعبنا في قطاع غزة، والتقيد باتفاقية العبور والحركة لعام 2005، بما يضمن حرية حركة الأفراد والبضائع، بما في ذلك المواد اللازمة للبناء".

وأعرب المجلس عن شكره وتقديره للحكومة الفرنسية لتقديمها 10 مليون يورو للمساهمة في إقامة البنية التحتية للمنطقة الصناعية في بيت لحم بما يشمل إقامة شبكة طرق وشبكات مياه وكهرباء ومحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي، إضافة إلى ما قدمته فرنسا من تمويل لإنجاز دراسة الجدوى لهذه المنطقة والتي ستتولى شركة فلسطينية فرنسية مشتركة تم إنشاؤها في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص من الجانبين لإنجاز هذا المشروع الحيوي.

كما أعرب عن تقديره للحكومة الألمانية لتقديمها مبلغ 25 مليون يورو كمساعدة عاجلة بهدف الحفاظ على إمدادات الطاقة لقطاع غزة لضمان سير العمل في المدراس والمستشفيات وتزويد السكان بالمياه وخدمات الصرف الصحي.

الوضع السياسي

وأكد مجلس الوزراء أن ما تدعيه إسرائيل من تقديم تسهيلات للفلسطينيين ما هو إلا تجميل شكلي لإجراءات إحتلالية تمارسها إسرائيل بالقوة العسكرية في مخالفة وانتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني ولإلتزاماتها في خطة خارطة الطريق، وما هو إلا لعبة تضليل وخداع للإلتفاف على الإصطفاف الدولي الذي يطالبها بتنفيذ استحقاقاتها وفي مقدمتها الوقف الشامل لكافة نشاطاتها الإستيطانية.

وشدد المجلس على أن إسرائيل ستواصل فرض المزيد من الوقائع على الأرض طالما استمر المجتمع الدولي بمعاملتها كدولة فوق القانون، رغم انتهاكاتها وممارساتها الفاضحة وعدم التزامها بقرارات الشرعية الدولية، وخطة خارطة الطريق ورؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.

ورحب المجلس بالبيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب والذي تعهدوا فيه بالتعامل بإيجابية مع طرح الرئيس الأمريكي لتسوية النزاع في الشرق الأوسط، والطلب من لجنة المبادرة العربية بحث الخطوات التي يمكن اتخاذها إذا ما استمرت إسرائيل في تعنتها ومماطلتها، وربط استئناف المفاوضات مع إسرائيل بالوقف الكامل للأنشطة الإستيطانية بما في ذلك في القدس الشرقية، وتأكيدهم بأن السلام لن يتحقق إلا من خلال إنهاء الإحتلال والإنسحاب من كافة الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة عام 1967.

كما رحب المجلس ببيان اللجنة الرباعية، وبيان مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى الذي طالب إسرائيل بوقف الإستيطان في الإراضي الفلسطينية بما فيها "النمو الطبيعي" وفتح المعابر في قطاع غزة، مطالبا اللجنة الرباعية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية إلى التدخل العاجل لوقف المخطط الإسرائيلي الجديد بمصادرة 139 ألف دونم من أراضي النبي موسى والبحر الميت وضمها لمستوطنة معاليه أدوميم، وعدم تمرير الإقتراح المخادع الجديد الذي سيحمله وزير الدفاع الإسرائيلي إلى واشنطن للحصول على موافقة الإدارة الأمريكية لبناء 2000 وحدة سكنية جديدة، والتي كلها تكشف حقيقة النوايا الإسرائيلية التي تهدف من خلالها الدخول في دوامة من المفاوضات دون مرجعيات وأهداف ملزمة وواضحة ومتفق عليها، بعد أن تكون إسرائيل قد استكملت مخطط تقطيع أوصال الضفة الغربية ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة.

الحوار الوطني الفلسطيني
رحب المجلس بانطلاق الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة معرباً عن تقديره للرعاية والجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية الشقيقة، ومثمناً مثابرتها لإنجاح هذه الجولة التي شدد المجلس على ضرورة التوصل إلى توافق وطني شامل خلالها بين كافة الفصائل والقوى الفلسطينية لإنهاء حالة الإنقسام وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته وتحقيق مصالحة وطنية شاملة وصولاً إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية مطلع العام القادم، وحتى نقف موحدين في مواجهة سياسات الاحتلال وممارساته العدوانية بحق شعبنا وأرضنا، ولنتمكن معاً من تحقيق أهدافنا الوطنية المشروعة في التخلص من الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

إجتماعات رئيس الوزراء
أطلع رئيس الوزراء المجلس على الإجتماعات التي عقدها خلال الأسبوع الماضي والتقى خلالها مع كل من رئيس وزراء هنغاريا، ووزير خارجية هولندا، ووزير خارجية تشيكيا، ونائب رئيس وزراء استراليا إضافة الى اللقاء الذي حضره وسيادة الرئيس مع وزير الخارجية الأردني، حيث أطلع خلالها هؤلاء المسؤولين على الجهود الذي تبذلها السلطة الوطنية لإنجاز مهمة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية كحد أقصى خلال عامين، والإنجازات التي تمكنت من تحقيقها على مدار العامين الماضيين في عملية إعادة بناء وتقوية المؤسسات لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وفي مقدمتها بسط سيادة القانون وتوفير الأمن والأمان، وإعادة بناء النظام المالي للسلطة الوطنية بما يرتقي إلى أفضل النظم المالية، وتسديد كافة الاستحقاقات المترتبة على السلطة، وتنفيذ مئات المشاريع التنموية لدعم صمود المواطنين، ووضع أسس وهياكل الشراكة التي تمكن القطاع الخاص والمجتمع المدني من المشاركة في النهوض بالعملية التنموية. كما شدد خلال هذه اللقاءات على ضرورة استمرار الإجماع الدولي لإلزام اسرائيل بتنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منها وفقاً لخطة خارطة الطريق، تمهيداً لعملية سياسية جادة ومتوازنة وذات مصداقية تؤدي إلى انهاء الاحتلال الاسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.

تهنئة الدويك وحويل
تقدم المجلس بأحر التهاني الى الدكتور عزيز الدويك وجمال حويل بمناسبة الإفراج عنهما من سجون الإحتلال، معربا عن تمنياته بأن تكون هذه الخطوة مقدمة للإفراج عن جميع أسرانا الأبطال، مطالبا المؤسسات الحقوقية ولإنسانية الدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه إمعان إدارات السجون الإسرائيلية في فرض المزيد من إجراءاتها التعسفية بحقهم وحرمانهم من أبسط الحقوق التي كفلتها كافة المواثيق والمعاهدات الدولية، بعد أن تلقت هذه الإدارات منذ بداية العام الضوء الأخضر الرسمي من الحكومة الإسرائيلية بتصعيد ممارساتها القمعية بحقهم.

اليوم العالمي لمناهضة التعذيب
أكد المجلس بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب أن هذه المناسبة تحل هذا العام وما زالت إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي تمعن في ممارسة شتى صنوف التعذيب الجسدي والنفسي والضغوط الإجتماعية تجاه أبناء الشعب الفلسطيني على الحواجز وفي السجون والمعتقلات الإسرائيلية بقرار رسمي من أجهزتها الحكومية وغطاء من جهاتها القضائية والطبية، مطالبا كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية ومنظمات الأمم المتحدة بفضح الممارسات الإسرئيلية وإلزام إسرائيل باتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقية جنيف الرابعة وكافة المواثيق والأعراف الدولية بهذا الخصوص.

ترحيب بزيارة الوفد الثقافي الأردني
أعرب المجلس عن ترحيبه وتقديره لزيارة الوفد الثقافي الأردني الى فلسطين في إطار فعاليات إحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009، مشيدا بمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني الداعمة لحقوقنا الوطنية المشروعة، مثمنا عاليا هذه الزيارة التي تأتي للتعبير الأردني الصادق عن لحمة ومتانة العلاقة التاريخية الأخوية بين الشعبين الشقيقين، داعيا الوفود الثقافية من مختلف الدول العربية الأخرى إلى زيارة فلسطين مما يساهم في فك الحصار المفروض على شعبنا ونقل معاناته إلى مختلف أنحاء العالم.

الأوضاع في مدينة القدس
أعرب المجلس عن إدانته واستنكاره الشديدين للزيارة الإستفزازية التي قام بها وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الى المسجد الأقصى، واتي تزامنت مع الدعوات التي أطلقها بعض رجال الدين اليهود لتقسيم المواقع المقدسة في القدس بما في ذلك المسجد اللأقصى المبارك.

وأكد المجلس أن كل ذلك يجري متزامنا مع الحملة الإسرائيلية المسعورة الهادفة الى تهويد القدس وتهجير سكانها وهي تأتي في سياق التصريحات التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه من أن القدس عاصمة إسرائيل الموحدة، وضمان حرية العبادة لجميع الأديان وفق الأهواء الإسرائيلية، مشددا على أن الشعب الفلسطيني سيتصدى لكل محاولات المساس بمقدساته الإسلامية والمسيحية.

الأوضـاع الأمنية
أكد المجلس على أهمية العمل المشترك بين مختلف أذرع المؤسسة الأمنية وبالتعاون مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني والمواطنين لضمان المزيد من التطور وتعزيز الأداء للحفاظ على منجزاتنا الوطنية.

وحول اعتزام إسرائيل الحد من توغل قواتها في أربع مدن فلسطينية، أكد المجلس على أن هذا الإعلان ما هو إلا محاولة إسرائيلية للتهرب من تنفيذ استحقاقاتها، وأن المطلوب هو التوقف التام عن الإقتحامات والتوغلات لكافة المدن والبلدات والقرى والمخيمات الفلسطينية، والتوقف عن حملات الإعتقال والإغتيال، والعودة الى خطوط 28 أيلول عام 2000 حسب ما نصت عليه خارطة الطريق.

الأوضاع الصحية
أكد وزير الصحة الدكتور فتحي أبو مغلي أن ما تم تشخيصه مخبريا بالإصابة بمرض انفلونزا الخنازير قد بلغ 26 إصابة، بعد اكتشاف 11 إصابة جديدة في نابلس ورام الله انتقلت اليهم العدوى من أقارب لهم عادوا من الولايات المتحدة، وأن جميع الإصابات في الضفة الغربية، ولم يتم اكتشاف أية إصابات في قطاع غزة.

ودعا وزير الصحة إلى عدم الارتباك والهلع وإلى أخذ الحيطة والحذر واتباع الإرشادات التوعوية التي تصدرها الوزارة، مشيرا إلى أن جميع الإصابات خفيفة لا تستدعي نقلها إلى المستشفيات، وأن جميع الحالات تخضع لإشراف ومتابعة مباشرة من طواقم وزارة الصحة، التي وأن لديها الجاهزية للتعامل مع أي إصابات جديدة وقامت بإعداد أقسام خاصة لمواجهة أي طارىء.

امتحان الثانوية العامة
ناقش المجلس سير امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" للعام 2008-2009، حيث أكدت وزيرة التربية والتعليم العالي أن الإمتحان قد سار بشكل منتظم ودون تذمر يذكر بفضل تعاون جميع الجهات ، وأشارت إلى أن عملية تقديم الإمتحان ستنتهي يوم الإربعاء 1/7/2009، وأنه قد تم الإنتهاء من عملية تصحيح بعض المواد على أن تنتهي عملية التصحيح لجميع المواد في موعد أقصاه 12/7 ليتم إعلان النتائج ما بين 15-20 من نفس الشهر، متمنية النجاح والتوفيق لطلبتنا ومعربة عن تقديرها لجميع القائمين على هذه العملية وخاصة الأهالي وأجهزة الأمن.

وأشارت الوزيرة إلى أننا لم نتلق ردا بعد بسماح ادارة السجون الاسرائيلية للأسرى بتقديم الامتحان، والمماطلة الطويلة في حل الأمر رغم الاتصالات الحثيثة بهذا الشأن، الأمر الذي سيحرم حوالي "2300" أسير من تقديم امتحان الثانوية العامة.

موسم الحج
أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية أن مديريات الأوقاف وبعض المراكز التي افتتحت في مختلف المحافظات ستبدأ ابتداء من يوم الأربعاء 1/7/2009 عملية التسجيل لموسم الحج لهذا العام والتي ستنتهي يوم الخميس 9/7/2009 لتجري بعدها عملية القرعة لاختيار 5500 حاج موزعين على مختلف محافظات الضفة والقطاع لإداء فريضة الحج لهذا العام وهو العدد المخصص لفلسطين، مشددا على أن الوزارة ستبذل أقصى جهودها لإتمام سجل الحجاج بكل شفافية ودقة وتمكين الحجاج من أداء فريضة الحج بالشكل الأمثل.

وتقدم المجلس بالشكر والتقدير إلى المملكة العربية السعودية لموافقة وزارة الحج السعودية الاستثنائية على منح 4000 تأشيرة لتمكين المواطنين من قطاع غزة من أداء فريضة العمرة.

قرارات مجلس الوزراء
-المصادقة على توصيات اللجنة الخاصة لشؤون الاستيطان ومتابعة الآثار الناجمة عن بناء جدار الضم والتوسع بما يعزز صمود المواطنين، ويكثف من الحملات الرسمية والشعبية ولجان التضامن الدولية ضد الجدار والاستيطان.

-المصادقة على توصيات اللجنة الإدارية الوزارية باستئناف عمل اللجنة الفنية لمراجعة طلبات التقاعد المبكر، وبمباشرة اللجنة الفنية المكلفة بدراسة هيكليات دوائر ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية عملها.

-المصادقة على توصيات اللجنة الوزارية الخاصة بشأن المركز الجغرافي الفلسطيني بإعتباره هيئة حكومية مستقلة، ينشأ وينظم بموجب قانون خاص.

-المصادقة على مشروع النظام الأساسي لمرفق البيئة العربي والذي سيساهم في تعزيز العمل العربي المشترك في كافة مجالات البيئة والتنمية المستدامة.

-الموافقة على طلب بلدية كفر راعي/ جنين بإستملاك قطعة أرض لبناء مجمع للخدمات عليها.

-الموافقة على تخصيص الأراضي الحكومية المقام عليها مشروع الإسكان النمساوي/ نابلس، وتكليف سلطة الأراضي بعمل فرز للشقق تمهيدا لنقل ملكيتها للمستفيدين.

-التنسيب إلى سيادة الرئيس بتعيين ثلاثة أعضاء في مجلس إدارة سلطة النقد الفلسطينية لإصدار القرار الرئاسي بشأنهم.

-إحالة مشروع نظام تنظيم عمل المجلس الأعلى للمرور إلى الوزراء والمجموعة الوطنية للخطة التشريعية لدراسته تمهيدا لاتخاذ المقتضى القانوني بشأنه.

-إحالة مدونة سلوك الوزراء إلى الوزراء لدراستها تمهيدا لاتخاذ المقتضى القانوني بشأنها.