وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بما يدعو للفخر والاعتزاز بالرياضة الفلسطينية حتما..ولكن !؟

نشر بتاريخ: 30/06/2009 ( آخر تحديث: 30/06/2009 الساعة: 22:52 )
رام الله - معا - بقلم : ابو جهاد حجة - أن تكون إلى جانب أو تعمل-" في محافل الرياضة أو السياسة أو الأمن.."- مع من يُشهد له بأنه الأخ والقائد وصانع الانجاز في ظل احتشاد المصاعب والتحديات، فذلك يعني أنك تلميذ أو أستاذ أو مدير في مدرسة جبريل الرجوب الإبداعية، التي تستمد ديمومتها وعنفوانها من وحي الفلسفة والتعاليم العرفاتية ومخزونها المعتق والمتألق حيوية واقتدارا على قدر همة وهامة الرجال الذين يتخذون من الوطن وكرامة إنسانه قبلة لهم ما دامت عروقهم تنبض بالحياة، وبوصلة توجه مسيرهم الشيق والشاق ما بقيت ضمائرهم تتوهج بالنقاء وصدق الانتماء، ذلك من حيث أنهم يعتنقون الجندية شرفا في مقدمة الصفوف، والفدائية في سوح البذل والتضحية والعطاء، ويتخذون منها أسمى المقامات، ليُفخر ويُفاخر بهم بقدر ومقدار تواضعهم وثقتهم بأنفسهم ومَن حولهم، لا بامتشاق سيف الهالة المفرغة، ولا جعجعة الطبول المقرعة.

ومن حيث يتفق البعض أو يختلف فيما أوردته وسأورده، فلا يعتقدن أحد من حيث يصنف نفسه في أحد الصفين أني قاصده بأُم عينه أو مستثنيه، وذلك من حيث أن الرأي والفعل مسؤولية، والمسؤولية أمانة، والأمانة معيار وكاشف معدن الرجال لترسيخ الحقائق أمام احتشاد الأقنعة، وما أكثرها في الزمان والمكان!!، ولكننا سنتخذ هنا من رياضتنا الفلسطينية للحديث عنوان، لنحدق فيها بكلتا العينين ما بين بعض صور الإشراق الكثيرة وصور من حالات وممارسات الدهماء الداعية للبيان، وبيان الاتحاد الفلسطيني بتاريخ 25/06/2009 نقطة انطلاق للحديث والحكم، ذلك بأن المتمعن مليا في هذا البيان وما حملته مفاصله من كلمات وجمل محكمة، سيجد بأنها أشبه بمقطوعة وطنية شاملة الإيقاع على مختلف الصعد "مهنيا وأخلاقيا ونظاميا"، وجامعة قاطعة مانعة تجاه ضبط وتوجيه الفعل والسلوك الرياضي فردا وجماعة ومؤسسة، وليس هذا بغريب ولا ببعيد عن فلسفة وتطبيقات القائد الذي عهد فيه تفرده وتميزه بأسبقية فعله على قوله، وترسيخ الانجازات حقيقية ساطعة، وبذلك يكون لزاما على كل الغيورين والحريصين على رياضتنا الفلسطينية ومراكمة انجازاتها بمختلف مواقعهم محاكمة الأمور من موقع المسؤولية والحيادية، والتعاطي معها بهمة الكبار لا بنفسية ومنطق الصغار، وخاصة تجاه بعض السلوكيات والمظاهر التي تمثل طعنة وعلامة قبيحة تشوه بردتنا وحلتنا الرياضية والوطنية، وبدلالة ما جاء في ذلك البيان، نورد بعضا مما يستلزم الوقوف في الواقع للنقد أو الثناء، ومن ذلك ما يلي:

* بمنطق "واثق الخطوة يمشي ملكا..." "وصفو الحقيقة لا يعكره العواء.."!! جاء في البيان:

" لقد أصبح مؤكداً أن الرياضة الفلسطينية ورغم كل المعيقات أقلعت إلى فضاء التميز والإبداع بما يدعو للفخر والاعتزاز بالرياضي الفلسطيني ودوره في تعزيز الاستقرار الوطني، وفرض الحضور الفلسطيني في المشهدين الإقليمي والدولي، وهو ما شكل تربة خصبة لفرض أجواء المحبة والتسامح بين إرجاء وشرائح المجتمع الفلسطيني، كما وشكل استفزازاً غير مسبوقٍٍ للاحتلال، المستفيد الأول من حالة الفرقة وأي تصرف سلبي دوافعه مصالح شخصية أو اعتبارات ثانوية".

إنها الحقيقة التي لا يمكن لكل ذي بصر وبصيرة وفؤاد مختمر بالانتماء الصادق نكرانها أو السماح

بالعبث بها، من حيث صنع وصنيع أصحاب الهمة والهامة والنفوس الوطنية الشامخة، وحيث عجزت وتعجز حتما كل النفوس الصغيرة وان انتفخت كما الفيلة حجوما أو نقت كالضفاضع في وجه الموج، ورغم كل ما يتوفر ويستدعي ويحفز الجميع باتجاه الارتقاء إلى مستوى الانجاز والإبداع والإسهام الايجابي ولو بالصمت، إلا أن البعض يبقى مصرا على السير بعكس الاتجاه، ومحاكمة الأمور والقضايا

والآخرين من وحي سوداوية وضحالة أفكاره، وتحت ضغط مصالحه وضيق أفقه وكوابيس غاياته، وان أصررت على أن يتبؤوا قيادة المحراب، تفحلوا عزيمة وإصرارا على مجاورة السرداب والباب؟!

* الرياضة ومنطلق الانتماء الوطني..

جاء في البيان ما نصه:" من منطلق الانتماء والحرص الوطني على الرياضة والرياضيين، يتحتم علينا الابتعاد كلياً عن المساس بمصالحنا الوطنية... ولن نسمح بالتلاعب برسالة النادي وتاريخه، وبنفس القدر لن نسمح باستبعاد أو استعباد اللاعب الذي هو ذخرنا وثروتنا التي سنحميها مهما كان الثمن".

على هذا الأساس، وفي الوقت الذي استحلت واستحالت فيه الرياضة بكل ما تحتويه وتمثله وتعنيه إلى مبعث أمل وذخر وثروة وطنية تلامس القداسة وتستوجب الحرص على تنميتها وحمايتها بالحدقات، يأبى البعض إلا أن يصب في قنديلها صديد أحقاده وفتنه، وأن يحاول بكل ما أوتي من فحولة الخصاة ليُعقد سلاسة تفاعل وفعالية أركانها، ويشوه نقاء وجمالية روحها، ويحاول قطع كل وتر وبنان لا يتساوقان ومعزوفته النشاز، والشطحات في هذا الباب حدث ولا حرج، فما بين تصريح أخرق الى وشاية أرخص، وبدلا من تواضع المنطق وسلامة التوجه إلى حيث وضاعة المكانة وحقارة المطلب، ومن رحابة الوطن وأصالة الانتماء وأخلاقية الثقافة إلى ضيق الذات وتبضع الشيم ودونية الهدف، وفحش الوسيلة، وإتباع كل ناعق، ويميل رقصا مع كل ريح، ويجسدون نظرة التلامدة المتشددون لغيرهم من البشر، لنجدهم أساس كل بلية وشر في جسد المسيرة الرياضية والوطنية، وهم قطب الرحى للفتن، وليس لهم سعي إلا هدم الانجاز وإعاقة المسير، وان كان من علاج لمن يعتقد بان التاريخ يبدأ من عنده ويتوقف عنده وفي إطار مصالحه، فليس له حتما سوى أن يعيش الذل والاحتقار! وما للحديد الصدء سوى اللذع بالنار.

وفي كل الأحوال ولأجل تحقق الأهداف السامية والارتقاء إلى مستوى مصلحة الوطن والمجموع، فلتكن إرادة الانتصار على الذات لكل منا هي المقدمة للإنتصار الحق، وهو أروع إنتصار يمكن تحقيقه والترفع من خلاله عن كل توافه الأمور ومباعث الغرور، وليس أكثر من الفتنة وحب الظهور قاصما للظهور، فلا يغترن الجهلة والحمقى والذين يهرفون بما لا يعرفون أنهم ذاهبون في غيهم دون حساب؟؟