وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المحتال المسن أوقع في شباكه أسر شهداء واسرى وجرحى ومتضررين ومحتاجين

نشر بتاريخ: 01/07/2009 ( آخر تحديث: 01/07/2009 الساعة: 16:57 )
بيت لحم- معا- بعد أن نجح في النصب والاحتيال على عدد كبير من الأسر والمواطنين بدعوى تقديم المساعدات لهم، تمكنت الشرطة في بيت لحم من الايقاع بالمحتال المسن الذي طالما استطاع جلب النقود معتمدا على حاجة الآخرين وطلبهم للمساعدة والعون.

الرائد احمد شريم مدير المباحث العامة في بيت لحم أفاد أن المتهم من طولكرم ويسكن في منطقة العيزرية يبلغ من العمر ( 72 عاما)، عمل مدرساً للغة الانجليزية لمدة ( 25 عاما)، احترف جريمة النصب والاحتيال، بدأها منذ أربع سنوات بحسب الإفادات وشكاوى المواطنين التي قدمت ضده. وقد سجلت ضد المتهم حتى اليوم خمس عشرة قضية، والمشتكون من مختلف محافظات الضفة الغربية.

من خلال إفادات شرطة المباحث الأولية تبين انه استخدم نفس الأسلوب بعمليات النصب والاحتيال، حيث كان يومياً يقرأ الصحف المحلية ويبحث عن الحالات الاجتماعية المحتاجة او الذين يناشدون لطلب المساعدة، وبمعظم القضايا كانت فريسته من أسر الشهداء والأسرى والأسر المتضررة او المحتاجة التي تضع مناشدة في الصحف لتقديم المساعدة المالية لهم.

وبحسب الشرطة كان المحتال يجمع المعلومات عن الضحية ويتصل على رئيس البلدية او شخصية مهمة قريبة من الأسرة، ويطلب رقم هاتف الأسرة المحتاجة، ويعرف نفسه على انه يمثل جمعيات خيرية أجنبية من السويد او عربية خليجية وخاصة من الإمارات العربية المتحدة، وبذلك يزيد من ثقة الأسرة بجدية الأمر، ومن ثم يقوم بالاتصال بالأسرة ويطلب احدهم لمقابلته لاستلام مساعدة ماليةوكان المبلغ في غالب الأحيان كان 15000 دينار أردني من أشخاص متبرعين وهميين، وكان يخبرهم ان عليهم دفع مبلغ مائة شيقل عن كل ألف دينار تقدم لهم بدل إجراءات خدمة نقل مبلغ المساعدة.

وكان يحدد مكان لقاء احد أفراد الأسرة في محافظة أخرى علماً انه وقبل أربع سنوات كان يطلب لقاءهم في القدس وغالبا كانت أمام مستشفيات أو جامعات، وبعد ان يأخذ المبلغ المطلوب منهم، بالمقابل يمنحهم مغلف يحتوي على نماذج وأوراق مزورة باسم جمعيات خيرية خليجية باسم الإمارات.

وكان يطلب منهم عدم فتح المغلف وضرورة الإسراع واستلام المبلغ من شخصية وهمية في معظم الأحيان كان يقول لهم أسم طبيب او مدير جامعة او شيخ مسجد.

وكان يستخدم لكل عملية نصب واحتيال شريحة هاتف نقال مختلفة بعد ذلك يقوم بإغلاقها، وتبين انه كان يحوز على خمسة عشر شريحة لشركات إسرائيلية وفلسطينية. وبعد ان يتضح للمتضررين أنهم وقعوا في فخ النصب والاحتيال وعدم تمكنهم من الاتصال به تنتهي قصة المتضرر بالشعور الخجول والاستسلام وفقاً للمقولة "القانون لا يحمي المغفلين".

المقدم خالد التميمي مدير شرطة محافظة بيت لحم قال: "لن تدوم أي جريمة مها كان المجرم ذكياً، وبفضل المعلومات لتي وفرها المتضررون واستناد شرطة المباحث عليها بالمتابعة والتحري عن المتهم" وأشاد بدور جهاز الأمن الوقائي الذي قدم المساعدة بإلقاء القبض عليه متلبساً". استمر التحقيق مع المتهم بالتعاون مع النيابة العامة لمدة أسبوعين، وما زالت الشرطة تتلقى الشكاوى الجديدة ضده.

وأهاب مدير شرطة محافظة بيت لحم المواطنين وخاصة الذين سبق وتعرضوا لمثل ذلك الحضور والتعرف على شخصية المتهم وفي حال تبين تورطه بعمليات نصب أخرى يمكن تلقي شكاويهم.

وفي بيان صادر عن العلاقات العامة والإعلام يبرز نموذج لسبعة قضايا نصب واحتيال قام بها المتهم:

القضية الأولى: بعد ان قرأ بصحيفة القدس مناشدة أسرة في قلقيلية تطلب تقديم المساعدة لعلاج ابنهم الأسير في سجون الاحتلال، الذي يحتاج لعملية جراحية مكلفة، اتصل برئيس بلدية قلقيلية وطلب منه توفير رقم الأسرة او إعطائهم رقمه، لاحقا اتصلت شقيقة الأسير به وبعد ان سردت له عن المعاناة التي يمرون بها اخبرهم ان جمعية خيرية من الإمارات وفرت مبلغ 15.000 دينار كمساعدة، ولكن عليهم دفع مبلغ مائة شيقل عن كل ألف دينار مقابل خدمات. واتفق معها ان تحضر لمقابلته في رام الله لاستلام المساعدة، وأمام مستشفى رام الله الحكومي التقت به وكان معها قريبها، كان المتهم كعادته بجميع القضايا يضع نظارات سوداء على عينيه، وخلال دقائق اخذ منها مبلغ 1500 شيقل وأعطاها مغلف، طلب عدم فتحه وضرورة الإسراع لاستلام المساعدة من دكتور يعمل في جامعة النجاح بنابلس وأعطاهم العنوان والاسم الوهمي. وهناك تبين انهم وقعوا في فخ النصب والاحتيال ولم تتمكن لاحقا من الاتصال به.

القضية الثانية: بعد ان قرأ تعزية بالصحيفة مفادها وفاة شاب 22 عام من قرى رام الله بسبب تعرضه لحادث سير، وكان يتلقى العلاج وأجريت له عدة عمليات بالمستشفى. حصل على رقم هاتف شخصية هامة من القرية واخبره انه يمثل جمعية خيرية إماراتية ورجال أعمال من أوروبا، يريدون توفير مبلغ لأسرة الشاب المتوفى قيمته 15.000 دينار، بالفعل اتصل والد المتوفي بالمتهم واتفقا ان يلتقيان في بيت لحم، أمام مستشفى بيت جالا حضر المتهم واستلم منه بدل الخدمة 1500 شيقل وأعطاه مغلف به نماذج وأوراق باسم جمعية إماراتية وأسماء متبرعين أجانب وهميين. وطلب منه الإسراع لاستلام المبلغ من شيخ مسجد قرب بلدية البيرة.

القضية الثالثة: اتصل برئيس بلدية الرام واخبره انه وفر مبلغ 50.000 دينار لأسرة الشهيد ابن عمه، وعليهم دفع مبلغ 5000 شيكل بدل خدمة نقل المساعدة المقدمة من جمعيات خيرية، وافقت أسرة الشهيد وأراد شقيقه دفع المبلغ بشيك لعدم وجود نقود معهم بسبب حالتهم المادية الصعبة رفض المتهم ووافق على تخفيض المبلغ إلى 3000 شيقل على ان تدفع نقدا وبالفعل اقترض شقيق الشهيد المبلغ من قريبه واحضره للمتهم بالمكان الذي حدده للالتقاء به أمام جامعة بيت لحم. وطلب منه الإسراع لاستلام المبلغ من دكتورة لشخصية وهمية مكتبها في سكن الطالبات في جامعة بير زيت.

القضية الرابعة: بعد أن علم بان مواطن من إحدى بلدات بيت لحم أصيب نتيجة تعرضه للاعتداء من قبل قطعان المستوطنين، وبحاجة للمساعدة المالية لإجراء عملية جراحية مكلفة، اتصل بالأسرة واخبرهم انه سيقدم مبلغ من جمعية أجنبية من السويد تقدم مساعدات للشعب الفلسطيني وطلب من شقيق الجريح ان يحضر للقدس لاستلام المبلغ وبالفعل توجه الى القدس واخذ منه مبلغ 1700 شيقل بدل خدمة وسلمه مغلف مغلق طلب منه عدم فتحه حتى يصل بيته لعدم تعرضه للسرقة لان المبلغ كبير بالدولارات وحين فتح المغلف في بيته تبين بداخله ورق صحف.

القضية الخامسة: اتصل بأسرة شهيد في مخيم قضاء الخليل واخبرهم ان لديه مبلغ مساعدة مالية مقدم من جمعية خيرية سويدية يقدر بـ 50000 دينار ولكن عليهم دفع مبلغ 3200 شيقل بدل خدمة نقل المبلغ، والتقى بأحد أفراد أسرة الشهيد في القدس بالقرب من بنك لؤمي الإسرائيلي وبعد أن اخذ منهم المبلغ وأوهمهم انه سيقوم بسحب المساعدة من البنك بعد ذلك اختفى.

القضية السادسة: بعد أن قرأ في الصحيفة خبر وقوع ثلاثة مواطنين من الخليل في بئر واحدهم يرقد في المستشفى بحاجة إلى مساعدة مالية، اتصل بأسرته واخبرهم أن مؤسسات خيرية تقدم مساعدات خصصت مبلغ 30.000 دينار ومن اجل استلامها يجب دفع مبلغ 3000 شيقل، بناءً على طلب المتهم التقى شقيق المصاب وابن عمه بالمتهم أمام مستشفى العائلة المقدسة في بيت لحم، واخذ منهم المطلوب واخبرهم بضرورة الإسراع لاستلام مبلغ المساعدة من اسم وهمي كرره في كثير من القضايا (الدكتور زكريا بن زايد الإماراتي) الذي يتواجد في إحدى مكاتب جامعة الخليل. ولكن المميز بهذه القضية أن احد الشخصين شك بأمر المتهم وقام بتصويره بواسطة كاميرا الهاتف النقال ولاحقا تم تزويد الشرطة بها مما ساعد على تأكيد فعلة المتهم.

القضية السابعة: قرأ بالصحيفة خبر مفاده وفاة مواطن من إحدى قرى محافظة بيت لحم نتيجة سقوطه عن سطح بناية، اتصل بأسرة المتوفى واخبرهم أن جمعية خيرية أجنبية تقدم مساعدة لهم. وطلب الحضور لاستلامها من القدس وهناك اخذ منهم مبلغ 1700 شيقل بدل خدمة وأعطاهم مغلف مغلق به نماذج ومعاملات مزورة وطلب عدم فتح المغلف وإعطائه لمدير البنك العربي في بيت لحم من أجل استلام مخصص شهري لأسرة المتوفى، وفي البنك تبين أنهم وقعوا في مصيدة النصب والاحتيال.

القضية السابعة: بعد ان قرأ المتهم خبر بالصحيفة مفاده وفاة مواطن من إحدى قرى طولكرم أثناء عمله داخل الخط الأخضر، اتصل بمدير مدرسة القرية واخبره بان جمعية خيرية تقدم مساعدة مالية لأطفال المتوفى قيمتها 15000 دينار، التقى ابن المتوفى مع المتهم في رام الله اخذ منه 1500 شيقل وأعطاه مغلف باسم المتوفى، من اجل تسليمه لدكتور في جامعة بير زيت واستلام المساعدة منه.