|
غزة- التحذير من سوء استخدام الشباب من قبل الأحزاب السياسية
نشر بتاريخ: 02/07/2009 ( آخر تحديث: 02/07/2009 الساعة: 10:04 )
غزة- معا- حذر مشاركون في لقاء شبابي نظمه تحالف السلام الفلسطيني بالشراكة مع مكتب التعاون الأسباني (The Spanish Cooperation Office)، من استخدام الشباب وقوداً للتوتر بدلاً من تعزيز دورهم في مفهوم المواطنة ونشر مفاهيم تقبل الآخر، والتركيز على ثقافة التسامح والرأي والرأي الآخر، والانتماء للهوية الفلسطينية وترسيخ الوحدة الوطنية.
وحضر اللقاء الذي جاء بعنوان "المواطنة وكماشة الأحزاب السياسية" المحامي والناشط المجتمعي كارم نشوان ورئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية السيد يسري درويش والعشرات من طلاب الجامعات والمثقفين. ودعا المحامي كارم نشوان إلى احترام التعددية في المجتمع الفلسطيني وتقبل الرأي والرأي الأخر معتبرا ذلك عنوان للديمقراطية والنجاح للمؤسسات والأحزاب كافة في تعزيز السلم الاهلى من خلال التنشئة السليمة لأبنائها وأفراد الأسرة. وقال نشوان: "في إطار المواطنة نظريا يكون الولاء والانتماء للوطن وليس للعشيرة أو العرق أو اللون أو الانتماء السياسي العصبوي"، مؤكدا أن تعزيز وعي المواطنين بمفهوم المواطنة يعزز فرص السلم الأهلي. وتطرق نشوان إلى الأسس التي تقوم عليها المواطنة والتي تستدعي في أهمها تذويب التنوعات الدينية والعرقية والاقتصادية والجنسية، موضحا أن مبدأ المساواة بات من النصوص الثابتة في غالبية الدساتير العالمية. وأكد أن الشباب الفلسطيني ساهم بجدارة مميزة في المحطات والمفاصل الرئيسية في تاريخ الشعب الفلسطيني، لا سيما مراحل كفاحه ونضاله التحرري ضد الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا "على الرغم من قسوة الظروف التي نجمت كانعكاس طبيعي للحالة التي يمر بها الواقع الفلسطيني، إلا أنهم ما زالوا يمثلون وجهة الإرادة الحقيقية التي لابد من عدم التخلي عنها، كي تظل جذوة الانتماء الحقيقي ماثلة في الوجدان و متجذرة في التكوين والإبداع الإنساني الخلاق، الذي من شأنه الدفع باتجاه إحداث التغيير الجدي والملموس في المجتمع". من جانبه انتقد يسري درويش رئيس المراكز الثقافية في قطاع غزة عمل الأحزاب السياسية، مؤكدا أنها لا ترتقي لروح المسؤولية. وطالب درويش بإشراك الشباب بمواهبهم وإبداعاتهم المتنوعة في إعداد الخطط والبرامج التي تلبي احتياجاتهم وتعبر عن تطلعاتهم المستقبلية، والاستفادة من مبادراتهم الخلاقة وإبراز أدوارهم الحقيقية في شتى الميادين، والتركيز على إبراز المنجزات التي يحققونها عبر وسائل متعددة وفي مقدمتها الإعلام بأشكاله المختلفة. وقال درويش: "إن الأحزاب السياسية مقصرة بامتياز في قضايا الشباب، ويجب عليها مراجعة مواقفها وسياساتها"،مشيرا إلى انه ترتب على هذه السياسة الخاطئة فقدان ثقة الشباب بالأحزاب السياسية المختلفة، منبها إلى وجود تيارات في الشارع تستطيع أن تغير إذا رغب الجمهور في التغير. وطالب بعمل مشترك على مستوى السلطة والأحزاب لتحسين أوضاع الشباب كما دعا إلى تنظيم حملات ضغط على السلطة والأحزاب لتغيير سياساتهم. وشدد على ضرورة تشكيل أجسام ضاغطة من الشباب أنفسهم تعمل على متابعة القضايا الخاصة بهم وتدعم حقوقهم وإنشاء شبكة شبابية، بغرض التشبيك بين مختلف المؤسسات الشبابية على مستوى الوطن. وشدد درويش على ضرورة تسلح القيادات الشابة بالوعي والمبادرة والريادة حتى يستطيعوا النهوض بمجتمعهم نحو التقدم والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، مؤكدا على ضرورة إنهاء الانقسام ومحاربة الفساد، داعيا الشباب إلى بذل كافة الجهود من أجل تجاوز ذلك. وعبر درويش عن حالة النقص والحاجة الموجودة لدى الشباب الفلسطيني والتي اضطرتهم مكرهين إلى الانخراط في مجالات غير سليمة الأمر الذي أدى إلى انعكاسات خطيرة طالت كافة مناحي حياتهم، وأدى إلى انقسام وضعف. من جانبه قال سليم الهندي ممثل تحالف السلام الفلسطيني في قطاع غزة إن العنصر الأساسي في مفهوم المواطنة هو الانتماء الذي لا يمكن أن يتحقق بدون ضمان حقوق المواطنين. وقال الهندي:"إن المساواة وضمان الحقوق ضرورة لتحقيق المواطنة وقبل الحديث عن الديمقراطية يجب أن نعي حقيقة المواطنة التي هي القلب النابض لمفهوم الديمقراطية"، مؤكدا أن العلاقة بين بلورة مفهوم المواطنة وتنشيط دورها الإيجابي في النهوض بمستوى الرقي والتحضر، له علاقة جدلية بإشاعة الممارسة الديمقراطية على الصعد الشعبية ممثلة بمنظمات المجتمع المدني وغيرها، أو الرسمية ممثلة بمؤسسات الدولة وسلطاتها الثلاث. |