|
المركز الثقافي الفرنسي ينظم معرضاً فنياً بعنوان "أربع جدران"
نشر بتاريخ: 05/07/2009 ( آخر تحديث: 05/07/2009 الساعة: 10:43 )
غزة- معا- أقام المركز الثقافي الفرنسي معرضاً تشكيلياً للفنان التشكيلي محمد حرب بعنوان " أربع جدران" وذلك بقاعة المركز في غزة بحضور عدد من المثقفين والمهتمين وأصدقاء الفنان واشتمل المعرض على 24 لوحة فنية بأحجام مختلفة كما تم تنظيم عرضاً لفيديو أرت بعنوان "مغلق يعني مغلق" في صالة المعرض مدته 5 دقائق.
وجسدت الأعمال الوجوه بحيث بدت بعيدة عن الملامح الآدمية فمنها محشو في زويا التكوينات ومنها يبدو أرباع وأنصاف والملاحظ اختفاء تفاصيل الفم في الوجوه ومنها ما يختفي تماماً كنوع من السكوت أو عدم المقدرة عن البوح وكبر الأنف المستطيليه في الأعمال الفنية تبدو اكبر من المألوف والمعتاد لتجسد بمعظمها تفاصيل الحياة المعقدة في غزة. ويعتبر تكوين الكرسي مركز السيادة في المعرض إذ يظهر الفنان بانه قام بتشكيله من خلال الخطوط والالون المتشاكسة القوية واعادة صياغة هذا الكائن والذي أصبح مربوط ادميا بالأنسان وأصبحت علاقة الكرسي بالأنسان علاقة وطيدة حتى ترى في الأعمال الفنية مدي تلاحم الجسد البشري مع الكرسي وللوهلة الأولى لا تستطيع التمييز بين جسد الأنسان والكرسي ككتلة واحدة بحيث يظهر التكوين كانه في حالة عراك وتصارع والتصاق فيما بينهم. أما ما تعم عرضه من خلال الفيديو آرت فقد جسد حالة الحصار والإغلاق المطبق على غزة وعدم مقدرة المواطن على السفر ويحاول الشخص الجالس على الكرسي في الفيلم تتبع نشرة الأخبار حتى يتسنى له سماع خبر افتتاح المعبر الوحيد لغزة ولكن دون جدوي رغم محاولته في المشهد عدة مرات اجتياز الحدود ويقوم بتجهيز حقيبته ولكن في كل مرة يرجع ويستطيع المشاهد رؤية مدي التوتر الذي يطرأ على هذا المشهد من خلال التفاصيل الصغيرة المصورة بالفيلم وتوتر الأصابع و لكن يبقى هذا الشخص يحاول الانتظار حتى نهاية المشهد وهو جالس على الأرض يتنهد والحقائب تبدو ملقاة دون أهمية. وقال الفنان حرب: "عملت على إنجاز هذا المعرض لمدة تزيد عن العامين وقد اشتملت تلك الفترة مزيج من البحث والتجريب بعد انتهائه تقديم معرضاً بعنوان ألواني الرماد في عام 2008 حيث وجدت في نفسي شي اكبر يؤثر بأعمالى الفنية والتي احتلت مكاناً ووقتاً زمنياً لأكثر من عامين بالبحث والمطالعة حول هذا الموضوع تجسدت خلاصتها أربع جدران". وأضاف حرب أن "أربع جدران" ليس مختص بحالتي كفرد وإنما وصف أقرب لكل سكان قطاع غزة الذين يعيشون حالة الحصار. وأكد ان ما يميز أعمالي هو الكرسي والذي عملت على تشكيليه أكثر من عاميين متواصلين من العمل الدؤوب محتلاً مركز السيادة حاولت من خلاله تجسد الصراع القائم بين الأنسان والكرسي وخاصة في فلسطين والتي تعيش فترة عصيبة من حب السيطرة على السيادة وحب البقاء وقد قمت بتشكل هذا الكرسي والذي اتخذته رمز مهم في حياة الفلسطيني خاصة وقد عملت على تشكيليه من خلال المساحات المتشاكسة والمتضادة داخل الاطار والتي الكثير منها يحاول الخروج عن الاطار خارج العمل وعملت على الربط بمدى علاقة الأنسان بهذا الكرسي ومدى تأثر ذلك الجالس على الكرسي بهذا المقعد الملائكي. وكان افتتح المعرض مجدي شقورة ممثل بالنيابة عن "غيتون بيلان" مدير المركز الفرنسي رحب خلالها بالضيوف و أبدي اهتمام المركز الفرنسي بمثل هذه النشطات الفنية ومدى الاهتمام بالفنانين وإخراج أعمالهم إلى النور. كما شكر الفنان حرب كل من المركز الثقافي الفرنسي على جهوده بدعم الحراك الثقافي في فلسطين وشكره أيضا لاهتمام المركز في انجاز هذا المعرض، وقدم شكرم خاصا لمؤسسة دار الندوة الدولية في بيت لحم على مساهمتها في دعم وانجاز هذا المعرض في بيت لحم واستضافتها له. |