سيدة تضع ظرفا فيه نقود في مركز للشرطة لايصالها الى سيدة محتاجة

غزة- معا- وضعت سيدة منقبة من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع مظروفاً مزركشاً ومغلقاً داخل مركز شرطة بيت لاهيا المقالة شمال قطاع غزة وغادرت على وجه السرعة بعد ان اخبرت حارس البوابة عن مظروفها.

وعلى الفور سادت حالة من الاستنفار بين صفوف العسكر المتواجدين داخل المقر وقرروا استخدام الخطوة الأولى وهي استدعاء شرطة مكافحة المتفجرات لفك لغز المظروف المغلق، وبالطبع في ظل شكوك تحوم على الجميع حول ما يحتويه هذا المظروف إلى أن قام أحد الضباط "الشجعان" بفك رباط المظروف وكانت المفاجأة "نقود حديدية ورسالة مطولة من أربع صفحات A4".

الرائد سامح السلطان مدير المركز قال ضاحكاً لـ "معا": "انا لم أشك بوجود أي قنبلة لأن المظروف جميل ومزخرف وصغير ولا يمكن ان توضع به قنبلة" وتابع: "احدى المواطنات كانت منقبة جاءت إلى بوابة المركز ووضعت المظروف وأبلغت الحارس الذي قال لنا ما حدث معه وعلى الفور قام أحدنا بفتحه فوجد مبلغا مكونا من شواقل وقطع حديدية ورسالة مطولة مكتوبة بخط اليد".

في الرسالة كتب السيدة المجهولة: "لم أجد مكاناً وأناساً غيركم أؤمنهم على هذا المبلغ ليصل إلى من يستحق، إخوتي حفظكم الله ورعاكم ارجوا منكم إيصال هذا المبلغ إلى بيت فلانه فإنها بحاجة إلى هذا المبلغ، ولا أريد أن أعطيها المبلغ بنفسي خوفاً من أن أجرح شعورها لأنها تعرفني جيداً وأرجوكم أن توصلوا هذا المبلغ لها ولكم كل الشكر والأجر العظيم إن شاء الله"، ولم تكتب اسمها.

وتابع "طلبت من أحد أفراد الشرطة بالبحث عن العنوان المذكور في الرسالة وذلك بصورة سرية حتى لا نسبب أي حرج لتلك المرأة، فذهب ذلك الشرطي إلى العنوان المكتوب في الرسالة وأعطى صاحبة البيت المبلغ وعاد إلى مكان عمله" وكانت الفرحة بالمبلغ الذي تم تجميعه على حد قوله.

وقال: "علمنا أن السيدة التي تبرعت بالمبلغ جمعته شيقلا بشيقل وهذا ما فهمناه من طبيعة القطع الحديدية".

وبالمقابل قال السلطان ان جرائم الأموال "كالسلب والنهب والاحتكار والاختلاس" في تزايد نظراً لصعوبة الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها سكان قطاع غزة إلا ان أكد ان هناك انخفاضاً ملحوظاً في جرائم الاشخاص كالقتل والاصابة والجرح والاعتداء والتحرش وما شابه في أرجاء القطاع.