وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاغاثة تؤمن اجراء عمليات قلب وكبد معقدة لـ 25 طفلا فلسطينيا بايطاليا

نشر بتاريخ: 06/07/2009 ( آخر تحديث: 06/07/2009 الساعة: 14:20 )
رام الله- معا- فيما الطفولة تقاسي ضيق الحال وقهر الزمان، ولم تكن في منأى عن الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت اطفال فلسطين، كانت الاغاثة الطبية الفلسطينية تحمل المبضع وتتحسس الالم لتزرع الامل في نفوس اطفال نهش المرض اجسادهم، وكاد يئد مستقبلهم.

خمسة وعشرون طفلا من مناطق مختلفة من الضفة الغربية عانوا من امراض خلقية في القلب والكبد، واسر لم تجد العلاج لهم في المشافي المحلية في ظروف الحصار والقمع الاسرائيلي،ولم يسعفها وضعها المادي في ايجاد العلاج لهم في الخارج، فوقفت حائرة بين الموت والموت، وراحت ترقب لحظات مريرة من الم ابنائها دون ان تقوى على فعل شيء.

هنا كان منتصف الطريق، وهناك كانت منارة تهتدي اليها المراكب التي تعاني التيه، انها الاغاثة الطبية الفلسطينية التي حولت الالام والجراح الى حياة متجددة، فزرعت بذور الامل لتنبت اطفالا بعمر الورد.

بين فلسطين وايطاليا كانت المسافات تباعد بين الموت والحياة، وكانت رحلة الاقلاع تواكب الميلاد الجديد لخمسة وعشرين طفلا اوفدتهم الاغاثة الطبية الى المشافي الايطالية، فوفرت لهم امكانية اجراء عمليات زراعة قلب وكبد معقدة، ووفرت لاسرهم اسباب الراحة لمرافقتهم في رحلة العلاج.

وليست سوى اسابيع واشهر معدودة، ليعود اؤلئك الاطفال الى ارض الوطن بحياة جديدة وامل جديد، فارتسمت البسمة المتجددة على وجوههم ووجوه أسرهم التي أعياها ضيق الحال ومرض ابنائها.

الطفل احمد محمد الشعار من مدينة نابلس واحد من خمسة وعشرين طفلا ممن أوفدتهم الإغاثة الطبية في رحلة علاج الى ايطاليا تكللت بالنجاح.

وبين الامس واليوم وتحديدا بين عام 2003 وهو العام الذي أوفدت فيه الإغاثة الطبية الطفل احمد وعام 2009 وهو العام الذي بات فيه احمد طالبا في السنة الأولى في كلية الحجاوي بنابلس ،ضحك الزمان لأحمد وتجدد مولده ،وكتبت له الحياة من جديد.

والدته التي واكبته في رحلة العلاج في ايطاليا ومكثت معه عاما كاملا هناك ،تحكي الحكاية قائلة: لا أجد الكلمات التي تفي بشكر الإغاثة الطبية على ما قدمته لنا، مما ساهم في إنقاذ حياة ابني احمد من موت محقق.

وتردف ام احمد قائلة: "لولا الله ومن ثم وقوف الاغاثة الطبية معنا لفقدنا ابننا احمد، لقد كتبت الحياة له بفضل الله وفضل الاغاثة الطبية، كما لا انسى انه منذ عودة احمد من ايطاليا قبل ستة اعوام والاغاثة الطبية توفر له الدواء بشكل دوري كل شهر، وهو دواء باهظ الثمن، ولولا الاغاثة لما استطعنا توفير الدواء لابننا".

اما احمد فمن سرير الشفاء الذي اقعده المرض فيه، بات اليوم شابا يافعا وطالبا جامعيا، فيه الحياة التي تنسج خيوط الامل من اليأس، وتصنع الغد من أحزان الامس، فيواكب الابداع ويصنع المجد حاله حال 24 طفلا آخر مروا بنفس رحلة العلاج التي رسمت الاغاثة الطبية الفلسطينية ملامحها، لجسر المسافة بين فلسطين وايطاليا.