وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حماس مطالبة بمواقف لا تحتمل التأويل/ بقلم : رشيد شاهين

نشر بتاريخ: 30/01/2006 ( آخر تحديث: 30/01/2006 الساعة: 15:48 )
سوف يمر وقت ليس بالقصير قبل أن يتم استيعاب نتيجة الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يوم الاربعاء 25/1/2006 ، كما سوف تكون عملية الهضم لهذا الحدث عسيرة، وسيكون عصياً على الفهم هذا الزلزال الذي أربك كل المتابعين والمراقبين والمهتمين بالشأن الفلسطيني.

إن ما حدث في هذا الاربعاء الكانوني البارد لم يكن حدثاً عادياً، طبيعياً أو متوقعاً، وهو لن يمر هكذا ببساطة مرور الكرام، فهو قلب الكثير من الموازين وخلط الكثير من الاوراق، وأصاب بالصدمة صناع القرار, ليس في مؤسسة القرار الفلسطيني أو في فتح, وإنما أربك الكثير من صانعي القرار في شتى دول المنطقة بما فيها وربما على رأسها اسرائيل, وذات الشيء يمكن ان يقال بالنسبة لدول الجوار وهذا ما يمكن أن ينسحب على دول العالم المختلفة في أوروبا وأميركا وغيرها.

ولمّا كان الحدث بهذه القوة وبهذه الأهمية فانه لا بد من أن تتصرف أطراف المعادلة على نفس المستوى من المسؤولية, وذلك حتى لا يكون أربعاء فلسطين قفزة في الهواء ويحصد ابناء فلسطين سنوات أخرى عجاف قد تكون أطول مما هي السنوات الخوالي.

بامكان أي مراقب أن يلاحظ نتيجة الانتخابات على كل الوجوه وفي كل التجمعات، في البيوت، الجامعات، أماكن العمل، في السيارة، الكل يتحدث عن الزلزال، حتى أولئك البسطاء من الناس والذين نادراً ما أهتموا بالاحداث السياسية سواء الكبيرة منها أو الصغيرة تجدهم يتساءلون، أين " المفر" وفي أي طريق تتجه البلد؟؟

إن الأخوة في حماس والذين لا بد من أن يبارك الكل لهم هذا الفوز، مطالبون الآن وقبل الغد، أن يوضحوا ماذا يريدون، والى أين هم متجهون، وأن يشرحوا برنامجهم بدون لبس ولا تأويل، وعليهم طمأنة ابناء مجتمعهم الذين أتو بهم الى سدة الحكم، لا أن يتركوا الأمور هكذا " مغمغمة" ,, لا بد من إجابات واضحة أصبحت تتردد في الشارع وأصبحت محل تساؤل الكثير من الناس، لا بد من ايصال الحقيقة وبدون اللجوء الى استعمال الكلمات الدبلوماسية، بل اللغة المباشرة، ذلك أن هناك شرائح في المجتمع قد لا تجيد قراءة ما بين أو ما خلف السطور.

لقد تم انتخاب حماس كبديل عن حركة فتح وذلك حتى لا يتم تكرار ما قامت به فتح والجميع يعلم اين مكامن الضعف في حركة فتح برغم أن أهم نقاط ضعفها وبالتالي الأهم في خسارتها هو تشرذمها وتشتت أصوات ناخبيها.

هناك من لم ينتخب فتح عقاباً لها على الكثير من المسائل التي باتت كما قلنا معروفة, مثل التسيّب الأمني والفساد والمحسوبية والاستزلام , وما الى ذلك، ترى أين ستكون كل هذه المسائل في حقبة حماس.

أحد الشباب يعمل في أحد الأجهزة الأمنية, يشعر بالخوف, لا بل بالرعب لأنه اعتقل في يوم من الأيام عناصر من حركة حماس، يتساءل هذا, ما هو مصيره؟ وكيف سيتم التعامل معه؟ وهل سيتم" القصاص" منه وعقابه على ما قام بتنفيذه من أوامر؟؟

شاب آخر لم يتم توظيفه كونه لم يكن من ابناء حركة فتح، يقول أنه لم يكن فتحاوياً، لكنه ليس من حماس ايضاً، ترى هل ستسمح له حماس بالعمل, ربما يعتقد البعض ان هذه القضايا تعتبر من الهوامش , او لا تشكل الكثير ضمن هذا الواقع , لكن الصحيح هو ان هذه المسائل هي جوهر الموضوع , لانها بالنسبة للمواطن تعني قوت اولاده , وامنه الشخصي الذي يشكل العمود الاساس في حياته الشخصية والعائلية , هذه ليست من توافه الامور ,, ان تكرارها اذا ما حدث, ضمن مرحلة الاخوة في حماس سيعني الكثير بل قد يكون الطامة الكبرى التي لم تكن متوقعة.

الشارع الفلسطيني بحاجة الى طمانة ويجب الا يغرن حماس انه تم انتخابها , ان تصريحا صحفيا واحدا من عضو على القائمة هنا او هناك بخصوص فرض الحجاب على سبيل المثال قد يثير الكثير من المسائل , ومسلكية واحدة من انصار الحركة كما حصل عندما تم انزال العلم الفلسطيني عن بناية المجلس التشريعي برغم محاولات التهدئة قد يشير ويعني الكثير

من هنا فانه لا بد من ان يكون هناك موقف جلي , واضح , وصريح لا يحتمل التاويل او التفسير , خاصة وان الاخوة في حماس اصبحوا تحت المجهر , داعين لهم بالنجاح والتوفيق