وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عمان:أبلغوه إصابته بالسرطان فباع كل ما يملك ليكتشف خطأ التشخيص

نشر بتاريخ: 08/07/2009 ( آخر تحديث: 08/07/2009 الساعة: 19:58 )
بيت لحم- معا- ذكرت صحيفة الغد الاردنية في عددها الصادر اليوم ان خطأ في تشخيص الحالة المرضية أحال حياة مواطن إربدي إلى سواد مطبق على مدار أسبوعين, حسين عبابنة (25 عاما) لم يكن يعلم أن زيارته إلى مختبر تحاليل لإجراء فحوصات مخبرية، سوف تنتهي بنبأ ينزل عليه كالصاعقة، حين أخبروه بأنه مصاب بسرطان البروستات.

ومن أجل أن يتزود لطريق رحلة العلاج الطويلة، باع عبابنة كل ما يمتلكه من مقتنيات شخصية، بعدما علم أنه مقبل على رحلة عصيبة وتنذر بمستقبل قصير وبائس.

ويروي عبابنة لـ"الغد" حكايته التي بدأت تفاصيلها مطلع أيار (مايو) الماضي، حين ظهر ورم أعلى قدمه اليسرى دفعه إلى مراجعة أحد الاطباء الذي طلب منه إجراء تحليلين مخبريين لقياس مستوى الهرمونات والبروتين في الدم للتأكد من طبيعة الورم.

نتائج التحليل الأول (Alfa -fetoprotien) أظهرت معدلا طبيعيا في مستوى الهرمونات، فيما سجل تحليل هرمون (beta.hcg) نسبة تزيد عن 13 وحدة، بينما تتراوح نسبته الطبيعية بين 0-2.5 وحدة، ما يعني وفقا للمعايير الطبية والمخبرية الإصابة بسرطان البروستات.

النتيجة جلبت معاناة نفسية لعبابنة، وفتحت بابا من التساؤلات حول مقدرته على تأمين مستلزمات العلاج، في الوقت الذي لا يتجاوز راتبه الشهري 120 دينارا، فضلا عن عدم امتلاكه تأمينا صحيا.

وفي الوقت الذي أخفى فيه الخبر عن عائلته حتى لا يصيبهم بالذعر، لجأ إلى مصارحة أصدقائه. ويقول "فقدت قدرتي على التركيز والنوم، وأنا أفكر بمستقبلي، وكيفية تأمين العلاج".

عبابنة اضطر إلى تناول كميات كبيرة من الحبوب المنومة للتخلص من الأرق، ورغم أنه أوشكت على إيصاله بلوغ مرحلة الإدمان على المنومات، إلا أنها لم تشفع له عند النوم، ما أدى إلى انقطاعه عن عمله أياما عديدة.

إجراءات عديدة قام بها لتأمين بعض تكاليف علاجه المستقبلي، من بينها التبرع لبنك الدم، رغم ضعف قوة دمه، ليتمكن من الحصول على تأمين مؤقت لستة أشهر مقبلة.

في الأثناء واصل إجراء الفحوصات، ومن بينها تعرضه للصور الطبقية والتلفزيونية لمنطقة الإصابة، ألزمته بدفع تكاليف تفوق قدرته المالية تمهيدا للمرحلة التالية من العلاج، إلى أن أشار عليه أطباء اختصاص آخرون بضرورة إعادة فحص هرمون (beta.hcg).

وأظهرت الفحوصات الجديدة بعد المرة الرابعة، نسبة طبيعية على خلاف ما أظهرته الاولى، ليتيقن عبابنة أن هناك خللا ما في تحاليل المختبر الاول.

الفرحة بالنتيجة النهائية لم تنسه المعاناة التي اختبرها خلال أسبوعين من الخوف والحزن والأرق، فسارع إلى تسجيل دعوى قضائية قبل أيام في محكمة صلح حقوق إربد لمقاضاة أصحاب مختبر التحاليل الطبية الذي أظهرت نتائج فحوصاته لعدة مرات بأنه مصاب بالسرطان.

المحامي رأفت القرعان الذي تولى رفع الدعوى القضائية، يشير إلى أن بينات القضية تستند إلى جملة التحاليل المتتالية التي أجراها موكله منذ إجراء الفحص الأول، مبينا أن الدعوى تم رفعها على صاحب المختبر، معتبرا أن الدعوى تأتي في سياق تعويض موكله الذي تكبد خسائر معنوية ومادية عديدة.