|
عرفنا الحقيقة ولم نعمل شيئا لمنع فوز حماس /بقلم : شلوم يروشلمي - معاريف
نشر بتاريخ: 30/01/2006 ( آخر تحديث: 30/01/2006 الساعة: 18:22 )
معا- من يدعي بانه لم يكن يعلم او يعرف ان حماس ستحقق الفوز بالانتخابات التشريعية الفلسطينية كاذب ولا يفقه معنى الكلام .
في اواسط نوفيمبر تحدثت مع مصدر امني رفيع المستوى واستطيع القول بانه كبير جدا واسر في اذني بان اجهزة الامن الاسرائيلية تتوقع حصول حماس على نسبة 45% من اصوات الناخبين مع ملاحظة إزدياد مخاطر سيطرتها على مقاليد السلطة الفلسطينية . صحفيون فلسطينيون استبعدوا هذا الاحتمال الامر الذي يثبت ان اسرائيل تعرف عن الفلسطينين اكثر مما يعرفونه عن انفسهم . المصدر الامني الكبير تحدث باحترام وتقدير عال عن قوة وصبر والتزام وانضباط حما س وقرارها وقف العمليات ضد اسرائيل بعد ان ادركت ميل الشارع الذي ضاق صدره عن مثل هذه العمليات دون ان يغفل المصدر الاسرائيلي القاء اللوم على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حيث قال " اخر من يستطيع التحدث بمرارة عن النتائج هو محمود عباس ولا يمكنه لوم اي موظف غيره ". وحمل المسؤول الامني ابو مازن مسؤولية تفكيك وتدمير حركة فتح الامر الذي مهد الطريق امام حماس لتفرض سيطرتها على السلطة الفلسطينية . اسرائيل ادركت جيدا ماذا يحدث وما هو المتوقع لكنها لم تعرف ماذا تفعل او كيف تتصرف وهذا بحد ذاته إخفاق حكومي واضح وقد سمعت نائب وزير الدفاع يتحدث في شهر ديسمبر قائلا " رؤوس الصواريخ التابعة لاحمد نجاة تنام في مقاطعة رام الله مضيفا انهم في وزارة الامن يواجهون مشكلة كبيرة في تعقب المواد المشعة التي تصل من اتيران عبر موفديين لتنتهي بايدي منظمات ارهابية تستغلها ايران ضدنا ". سياسة اسرائيل قبل الانتخابات الفلسطينية كانت عبارة عن سياسة مزدوجة او ذات وجهيين ومتعثرة النوايا غير المحددة وهناك من قال انه لم توجد اصلا سياسة اسرائيلة في تلك الفترة ونذكر تصريح رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي في هيئة الاركان الاسرائيلية الجنرال اوري ديكل الذي قال " وجود حماس في السلطة الفلسطينية سيمنح الارهاب شرعية مؤسسية لذلك يجب علينا وقف حماس ومواجهتها " ولكن المشكلة وجود كثيرين ممن قالوا حينها للجنرال ديكل " لا تبالغ ربما وجود حماس في السلطة سيعمل على إعتدالها وربما يبتعد عن تنفيذ الاعمال الارهابية بشكل مباشر ". السؤال الكبير هو هل كان يتوجب على اسرائيل التدخل والتأثير على نتائج الانتخابات الفلسطينية ؟ الجواب لدى المؤسسة الامنية الاسرائيلية نعم ولا معللين ذلك بانه على اسرائيل ان تسمح للفسطينين بتحمل مسؤولياتهم وتحديد مستقبلهم ولا يجب ان نمنحهم فرصة الادعاء باننا نشوش على ديموقراطيتهم لكن كان من المفروض ان نساعد حركة فتح منعا لفوز حماس وذلك عن طريق السماح لشخصية ذات شعبية كبيرة مثل مروان البرغوثي ان يترأس قائمة الحركة . رغم موافقة وزير الامن الداخلي غدعون عزرا السريعة والملهوفة على هذه الفكرة والذي اعتبرها الطريقة الوحيدة لمنع فوز حماس يبقى السؤال لماذا لم نفعل ذلك ؟ . اجاب كبار قادة المؤسسة الامنية بالاجماع على هذا التساؤل المشروع واتفقوا على اجابة واحد هي " إذا قررنا الذهاب في هذا الاتجاه يجب ان نطلق سراح مروان البرغوثي وفي الوقت الحالي لا نستطيع ذلك ". باختصار شديد لم تكن هناك سياسة اسرائيلية واضحة ومدروسة تلبي مصالح اسرائيل حيث كان الارتباك والتناقض سسيد الموقف الاسرائيلي والان حماس تمسك بزمام السلطة واسرائيل مستمرة بسياسة اللاسياسة . |