|
نصرت بالشباب *بقلم : المهندس: اياد عودة الله
نشر بتاريخ: 14/07/2009 ( آخر تحديث: 14/07/2009 الساعة: 17:56 )
القدس - معا - استوقفتني احدى الشخصيات الرياضية البارزة عبر لقاء ضم عدداً من ممثلي الأندية هامسة في اذني بسؤال عابر ، ما بال الدنيا ؟ الا ترى معي ان كل الحاضرين من الشباب ؟ اين رفاق دربي في الاندية الذين كانوا معي في الماضي ؟ اشعر وكأني غريب بينكم ...، كلمات اختلجها في حالة من الذهول الممزوج بالفرحة بعد ان ابتلع دمعة خجولة ، فبادرته سريعاً : وهل أنت سعيد أم حزين لهذا ؟ فأجابني على استحياء بعد أن حك أرنبته : بكل تاكيد يا بني أنا سعيد ، فهذا فخر لي أن أرى الشباب يعمل ويكد ويجتهد ، ويستلم زمام المبادرة ، لكني كنت أنتظر رؤية بعض أصدقاء الماضي لنتبادل الذكريات الجميلة .
بين حرائق تلك الذكريات العابرة وتطلعات المستقبل الوافد يأتي دور الحاضر متمثلاً بقوة وطاقة العنصر الشاب ، حيث أن المقصود والهدف المنشود هذه الفئة ، والشباب ادرى باحتياجات انفسهم ، والأخ أعلم باحتياجات أخيه من عمه وأبيه ، لأن الزمان اختلف مع تغير تضاريس المكان بتقدمه العمراني والتكنلوجي ، فالخيمة أصبحت بيتاً ، ،والدابة اضحت سيارة، والكتاتيب تحولت الى مدارس، والبريد العادي اضمحل وبات الكتروني . ان اعطاء الشباب ربان القيادة واقحامه في احرج خصوصيات المهام العليا اصبح هدفا اساسياً في الدول المتحضرة ، حتى ان الغطاء القانوني الذي يلف الرياضيين يتمثل في مسمى يجمع بين كلمتي الشباب والرياضة ، وفارق الخبرة لم يعد كبيراً بين الشباب وكبار السن في عالم التكنلوجيا المتطورة ، فالمعلومة التي كانت بحاجة الى سنين لتجدها قبل ثلاثين عاما ، بامكانك ان تجدها خلال ثوان في محركات البحث الالكتروني ، فالشباب هم الأقدر على العطاء ، حين تجتمع الطاقة مع الحماسة ملفوفة بالتريث والحذر ، ولم يعد هناك احد يدعي ان الامور تبدأ من حيث قدميه وتنتهي قرب أنفه المزكوم بالماضي المفلس ، وحتى ان لم يكن مفلساً ، فلكل دوره وزمانه ، والوقوف عند الامجاد ومن ثم التوقف التام عندها بات ديباجة قديمة كشفت حتى اهترت . ويبقى المثال الكلاسيكي الخالد في القدوة الاعظم ، الرسول الكريم عليه افضل الصلوات والتسليم حين بعث اسامة بن زيد وهو ابن ست عشر عاما يقود كبار الصحابة في الجيش ، واتضحت تلك الارتسامات باشارته الى مربط الفرس حين قال " نصرت بالشباب" صدق رسول الله . |