|
لماذا فشلت استطلاعات الراي وانتشرت النكتة السياسية بعد نتائج الانتخابات التشريعية ؟
نشر بتاريخ: 01/02/2006 ( آخر تحديث: 01/02/2006 الساعة: 23:28 )
بيت لحم -معا- فوجئت كافة الاوساط السياسية والحزبية المحلية والمحيطة وحتى العالمية بنتائج انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني وهذه المفاجئة شملت اصحاب الفوز فما الذي يحدث ولماذا فشلت كافة استطلاعات الرأي في تقدير حقيقة الامور؟ ففي افضل الاحوال كانت بعض الاستطلاعات تعطي تفوق لفتح بفارق نقطتان والنتائج كانت بعيدة كليا عن ذلك, وما الداعي لانتشار النكات السياسية بهذا الحجم؟.
الدكتورة نادية النجاب محاضرة علم نفس اجتماعي في جامعة بيرزيت قالت لوكالة "لمعا" ان صراعا داخليا عاشه المواطن الفلسطيني ما بين خيار فتح وحماس ويبدو انه حسم أمره في اللحظة الاخيرة لصالح معاقبة فتح من خلال انتخاب حماس, وتضيف "ان هذا التردد ناتج عن ازدواجية الاختيار حيث اختار الجمهور العقاب عندما شعر ان الفرصة مواتية لذلك عبر صناديق الاقتراع هذا بالرغم من وجود احزاب اخرى لم يعطها الناخب لعدم قناعته بقوة تاثيرها وبانحصار التاثير بين حركتي فتح وحماس". وتعقب د نادية على الصدمة او المفاجئة من النتائج بقولها لقد ترجم المواطن الفلسطيني ذلك من خلال سلسلة النكات وهي عبارة عن افكار غير معلنة كانت تدور في الاذهان والنكتة في المدرسة التحليلية هي تعبير عن نقد لواقع يصعب نقده بشكل مباشر اوصريح ولذلك تجد ان اكثر النكات في العالم العربي هي النكات الجنسية والسياسية وان الفرد يضحك للنكات الاكثر استفزازا وايلاما للذات. حيث ان مجموعة كبيرة من الناس صوتت لحماس معتقدة انها تجلد فتح وان الصوت لن يؤثر كثيرا ولكن فتح لا تستحقه وعند صدور النتائج كانت المفاجئة ان العديد فكر بنفس الاسلوب والا كيف نفسر حجم المفاجئة وحماس حاصلة على حوالي 65% من اصوات الناس؟. وتضيف " سبب اخر قد يكون قد ساهم في ابتعاد نتائج الاستطلاعات عن النتائج الحقيقية وهو اخطاء في ادوات القياس الخاصة بتلك الاستطلاعات". من جهته قال السيد جميل رباح مدير شركة ابحاث ودراسات واستطلاعات للرأي لـ"معا" ان سبب فشل استطلاعات الرأي كان عدم مراعاة الباحثين والمسؤولين عن تلك الاستطلاعات في اننا نتعامل مع 17 جمهور مختلف, فرام الله مثلا لها توجهاتها في الدائرة والقائمة وكذلك جنين التي قد تختلف معها وصولا لرفح وهنا لن يكون هناك هامش الخطأ 3%+ او - سالب. ويضيف ان السبب الثاني والمهم ايضا هو عدم تعامل مراكز الاستطلاع مع مفهوم تفتيت الصوت الفتحاوي وتشتته وكأن المواطن يجيب انه مع فتح ولكن اي فتح الرسمية ام فتح المستقلين؟ وهنا حدث الارباك والخلل فمثلا في رام الله حوالي 30 مرشح من بينهم حوالي 20 لفتح ما بين القائمة الرسمية والمستقلين المحسوبين على فتح مما تسبب في توزيع الاصوات على 20 مرشحا فتحاويا بينما ذهبت اصوات حماس لـ4 مرشحين فقط. ويكشف السيد رباح عن نتائج دراسة قام بها على نتائج الدوائر بعد الانتخابات تشير الى ان حماس حصلت تقريبا على 38%وفتح على 34% والمستقلين المحسوبين والمقربين على فتح22%. وفي ذات السياق قال علي الجرباوي المحاضر والمحلل السياسي المعروف انه من الصعب تشخيص اسباب الفشل في الاستطلاعات معتقدا ان الجمهور حسم موقفه في اخر ثلاثة ايام حيث خضع الى جذب هائل نتاج حالة الارتفاع في وتيرة الاستقطاب موضحا ان الخيار ما بين من يمثل السلطة القائمة وما بين من يكبح جماحها مشيرا الى ان الجمهور قرر في اللحظات الاخيرة من يكبح جماحها. واضاف د الجرباوي ان هناك سببا اخرا وهو ان الجمهور في مجتمعنا ليس بالضرورة ان يعطي معلومات صحيحة وهناك فرق ما بين السؤال عن الموقف في حالة حصول الانتخابات وما بين لمن صوت في الانتخابات؟ فليس من الضروري ان يكشف المواطن لمن صوت وذلك لاعتبار الخشية من ردة فعل بالاضافة الى ان اناس كثيرون قالوا انهم صوتوا لفتح ولكنهم لم يفعلوا ذلك". |