|
اسماعيل هنية على هدي ياسر عرفات/بقلم عميرة هس - هأرتس
نشر بتاريخ: 02/02/2006 ( آخر تحديث: 02/02/2006 الساعة: 19:20 )
معا- رئيس قائمة حركة حماس تماما كياسر عرفات يؤمن بالمرحلية كطريقة لتصفية الاحتلال متجاهلا الطريقة التي تنتهجها اسرائيل في تثبيت وادامة احتلالها .
ولا اجد اي معنى لسؤال هنية فيما اذا كانت حركته ستعترف باسرائيل ام لا وذلك لسببين رئيسيين اولهما ان الاجابة معروفة مسبقا وهي ان حماس لن تعترف بحق اسرائيل في الوجود . ويوجد لدى الكثيرين تفسيرات لهدا الموقف الحاسم فمنهم من يقول ان الحركة لا تستطيع الاعتراف باسرائيل لاسباب دينية حيث تعتبر فلسطين ارض وقف اسلامي لا يجوز التنازل عنها ومنهم من فسرها بقوله ان الضحية لا يمكن ان تعترف بحق جلادها بالوجود ومنهم من ذهب في تفسيره الى ان حركة حماس تابعة للحركة الام " الاخوان المسلمين " وهي الوحيدة التي تستطيع تغيير موقف حركة حماس المبدئي من هذه القضية . ومعروف بان اسماعيل هنية سيضيف الى اجابته السابقة ان حماس كحركة براغماتية لايمكنها تجهال الواقع وعدم الاعتراف به نزولا عند رغبة ابناء شعبها اذا ما قامت دولة فلسطينية داخل مناطق 1997 وهذا يعني " انه في حالة اعتراف اسرائيل فعليا بالدولة الفلسطينية سنجد مكانا للحديث عن العلاقة الواقعية بين الدولتين لان الواقع اقوى من اي نظرية وفي حالة افراز الواقع الجديد لعلاقات جوار طيبة فلماذا سيعمل اي شخص على تخريبها ؟". اما السبب الثاني الذي يمنعني من توجيه السؤال السابق لرئيس قائمة حماس هو ان هذا السؤال مطروح وبقوة من قبل الطبقة السياسية الاسرائيلية التي نجحت بموقفها هذا من تحديد جدول الاسئلة للصحفيين واظهار الفلسطينين كمن يلاحق اسرائيل الضحية ولا يريد الاعتراف بها ". اسرائيل لا تعترف بحق الفلسطينين في بيوتهم وعلى اراضيهم وفي تلقي تعليمهم او حرية حركتهم وحتى لا تعترف بعلاقاتهم الاجتماعية التي تحاربها يوميا من خلال حواجزها العسكرية وتقوم بشكل ممنهج بكل ما من شانه منع تنفيذ قرار الامم المتحدة القاضي باقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل وتنظر الى نجاح حركة حماس كحجة جديدة لوقفها المفاوضات السياسية التي لم تقم اصلا والتنصل من اي نوايا او التزامات تفرضها مسيرة السلام . مسالة الاعتراف باسرائيل وان كانت مهمة تعني جزءا من الجمهور الفلسطيني الا انها غير ذي اهمية في عيون جمهور حماس وفقا لصورة الوضع التي رسمتها امامهم حيث صورت عدم اعترافها باسرائيل الى حصانة وتحصين لحركة مقاومة تناضل ضد الاحتلال ذلك التحصين الذي يستند الى النجاح الواقعي الذي تحقق بخروج الاحتلال من غزة ولسان الحركة يقول " الاحتلال خرج من غزة وهاهم يتحدثون عن الخروج من مناطق كبيرة في الضفة الغربية والوضع في غزة جيد قياسا مع زمن الاحتلال وهذا ثمرة المقاومة المسلحة ". اسماعيل هنية كان قد صرح هذا الاسبوع لصحيفة هأرتس بان الوضع الداخلي الاسرائيلي يزداد سوءا من الناحية الاقتصادية والامنية والسياسية مما يدل على المعاناة التي سببتها الانتفاضة الدامية للمجتمع الاسرائيلي ويبرر الاستمرار بها . هنية واثناء حديثة عن وضع غزة الجيد يذكرنا بياسر عرفات الذي تفاخر اواسط التسعينيات بتحرير جنين ورام الله واجزاء واسعة من مدينة الخليل بمجرد خروج الجيش الاسرائيلي من هذه المدن ووصف الاحتلال بمجرد تواجد عسكري وليس كسيطرة اجنبية تحد من حرية اختيار شعبه وتتدخل بحاضر ومستقبل هذا الشعب واخذ يقيس حجم انجازه بعدد الفلسطينين الخاضعين لسلطته وحكمه وليس بمقياس حريتهم ولم يدرك بانه لاحرية داخل جزر يحيط بها جيش الاحتلال من كل جانب . عرفات مثله مثل الكثيرين في حركة فتح وداخل معسكر السلام الاسرائيلي صدق بان حكومة اسرائيل شريك حقيقي في مخطط المراحل الذي اقر في اتفاق اوسلو واعتقد بانه من الممكن تحرير 40% من مناطق على ان يتم تحرير ما تبقى لاحقا والحقيقة ان حكومات اسرائيل من حكومة رابين وحتى شارون مرورا بحكومة بيرس وبراك استغلت المرحلية هذه لتثبيت وادامة الاحتلال وتحديد خط حدود الجزر الفلسطينية عن طريق زراعة المستوطنات ومصادرة الاراضي الفلسطينية وكذل تطوير اساليب السيطرة غير العسكرية على الفلسطينين معتمدة بذلك اساسا على التقييدات المفرضة على حرية التنقل الفلسطينية وربطها بقرار السلطات الاسرائيلية . ويتضح ان السيد هنية يؤمن بنفس المرحلية التي اعتقد بها ياسر عرفات متناسيا هو الاخر الاساليب الذكية التي تتبعها اسرائيل في تثبيت احتلالها ويستخدم نفس وصف سلفة ويعتبر الاحتلال مجرد تواجد عسكري متناسيا الطرق المتبعة للحد من حرية شعبه . واخيرا يمكن الاعتقاد بان حماس ستنجح في تطبيق البرنامج الداخلي لها مثل تحسين اداء القطاع العام وادارة سليمة للاموال والاستماع للجمهور الفلسطيني وهمومه وحتى تحقيق الامن الداخلي لكن تحرير وحرية على نمط تحرير قطاع غزة يبدو ان هنية يستخف بمدى السيطرة الاسرائيلية على مناطق قطاع غزة ولا يعي ما يدور في مناطق الضفة الغربية لذلك سنجده يبارك خطوات او انسحابات مرحلية واظهارها كنصر للمقاومة الفلسطينية علما بانه ستكون بالنسبة لاسرائيل نهائية وليست مرحلية . |