وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فتح تحتاج الى استفتاء عام قبل اتخاذ اي قرار سياسي بشأن الحكومة

نشر بتاريخ: 03/02/2006 ( آخر تحديث: 03/02/2006 الساعة: 22:52 )
كتب رئيس التحرير ناصر اللحام- لا يبدو أن الهيئات المسؤولة عن حركة فتح قد اتفقت بعد على إستراتيجية عمل موحدة ، تجاه المستجدات الكبيرة التي اعقبت سقوطها في الانتخابات, لدرجة ان كثرة المتحدثين باسمها يجعل من الصعب على المحللين معرفة جهة اتخاذ القرار.

فمن جهة كان خطاب رئيس السلطة غداة يوم الانتخابات, وسبقه خروج عدد من اعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري واعضاء البرلمان الى قنوات الفضائية واعلان مواقف ( هي وجهات نظرهم الشخصية ) تجاه المستقبل السياسي للحركة.

وبعد ذلك جاءت الخطوة الثالثة والتي تمثلت في حركة عشرات الآف المتظاهرين الذي خرجوا في شوارع غزة ورام الله وبيت لحم واطلقوا النار في الهواء او فوق قبة البرلمان.

الخطوة الرابعة كانت تصريحات السيد فاروق القدومي والتي رأى فيها ان فتح لم تسقط في الانتخابات وانما السلطة هي التي سقطت.

وبين كل خطوة وخطوة من هذا, كان هناك ألف سؤال حول مستقبل الحركة تنظيمياً وادارياً, مركزياً وديمقراطيا ، وفيما يرى كل قائد بأن حبل القرار في يده يرى الآخرون بان المقص في يدهم, وبين حبل القرار ومقص المعارضة الداخلية ينتظر الجمهور الفتحاوي من يفتح الستارة التي اسدلتها نتائج الانتخابات.

وفي مثل هذه الحالة , سيكون من المؤسف حسم الامور بطريقة ما دون تحمل مخاطر جمة , فاذا دخلت فنح حكومة حماس ستقوم جهات عدة وتسأل معاقبة من اتخذوا هذا القرار, واذا رفضت فتح ان تدخل الى حكومة حماس ستجد ان إستطلاعات الرأي وسط الجمهور الفلسطيني تشير الى ان غالبية الفلسطينيين يميلون الى تشكيل حكومة وحدة, واذا لم تشارك فتح وشاركت الفصائل الآخرى في حكومة حماس ستجد فتح نفسها في موقف انعزالي يزيد من ضعفها العربي والدولي.

ومن وجهة نظري, فان الشروع بالاعداد لإستفتاء داخلي عام في حركة فتح تحت عنوان ( هل تشارك فتح في الحكومة ام لا؟ ) سيكون سهلا وسريعا في ظل وجود جامعات لها مصداقية عالية وسيساهم في حل مشكلة ناصية القرار ويرضي جميع الاطراف ، ففتح هي التي سجل لها التاريخ قفزة الديموقراطية الحقيقية في الوطن العربي وسيطلب منها الجمهور المزيد من هذه الفضيلة .
واذا كانت اجابة الاستفتاء نعم, فان تنظيم فتح سيعرف ما هي استراتيجية الشراكة السياسية التي تضطر لها بعد ان كانت مطلباً من مطالبها قبل الانتخابات .

واذا كانت نتائج الاستفتاء رفض المشاركة ، فان هذا يعني ان قاعدة فتح جاهزة وناضجة لتجلس في المعارضة. ولكن المهم التنويه ان احدا من القادة لا يستطيع بعد رحيل الزعيم عرفات الادعاء بأنه يعرف ماذا تريد القاعدة الفتحاوية بالاجماع ؟
فقد أثبتت الانتخابات الفلسطينية انها سيدة نفسها وان مسلسل المفاجئات لم ينته بعد .